هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت السلطات السعودية إيقاف عدد من أبرز الأمراء والوزراء ورجال الأعمال، وعلى رأسهم الأمير متعب بن عبد الله، والأمير الوليد بن طلال، وآخرون.
وكان صادما شمول الوليد بن طلال الملياردير السعودي في حملة الاعتقالات غير المسبوقة في المملكة، ودارت حول اعتقاله العديد من التكهنات.
ومن بين أبرز التكهنات، ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي من أنباء تفيد بأن الملياردير السعودي عارض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورغبته في العديد من القرارات، ما جعله عقبة أمام تحقيق ما يطمح إليه في تثبيت حكمه.
ولكن "عربي21" قرأت مع خبراء الأسباب المحتملة التي ربما أدت إلى اعتقال ابن طلال مع عدد من رجال القصر الملكي أمس السبت.
استثمارات الوليد في تركيا
وكشف مصدر لـ"عربي21"، أن من الأسباب المحتملة لاعتقال الوليد بن طلال، استثماراته الكبيرة في تركيا، وهي عكس رغبة "ابن سلمان".
"أنا هنا لأدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اقتصاديا وسياسيا".. كانت هذه إحدى الجمل التي أطلقها الملياردير السعودي الشهير الوليد بن طلال خلال زيارته لتركيا العام الماضي، مساندة لأردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة عليه.
ولم يكتفِ الوليد بن طلال بزيارة تركيا، بل دعا، وفق ما قاله خلال المقابلة الصحفية، مع جريدة "حرييت" جميع أصدقائه للقدوم إلى تركيا، وتقديم جميع أنواع الدعم لها، وهو عكس ردة فعل المملكة الرسمي حينها، من تأخر في كشف موقفها من محاولة الانقلاب، قبل أن تدينه.
ومنذ هذه الفترة والوليد بن طلال يتواجد في تركيا في أوقات مختلفة، وينفق أموالا ضخمة خلال جولاته، اعتبرها مراقبون أنها تدعم السياحة والاقتصاد في البلاد.
وفي عام 2015، كشفت صحيفة "القدس العربي"، عن لقاء جمع بين "ابن طلال" و"جمال خاشقجي" كونه مدير عام "قناة العرب" وقتها، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، لبحث إمكانية إعادة بث القناة من الأراضي التركية، بعد أن كانت السلطات البحرينية أوقفتها بعد ما يقرب من 24 ساعة من موعد بثها، في 2 فبراير من عام 2015.
وكانت الحكومة البحرينية اعترضت حينها على استضافة القناة في يومها الأول للمعارض البحريني، خليل مرزوق، الأمر الذي يُنافي سياسات دول الخليج الإعلامية.
من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور زكريا مطر لـ"عربي21"، أن توجه الوليد بن طلال للاستثمار في تركيا من أهم أسباب اعتقاله، وفق قوله.
وأكد أن دعم ابن طلال لتركيا جاء عكس رغبة ولي العهد السعودي ابن سلمان في تعامله مع تركيا.
أما الكاتب الصحفي والباحث التركي، إسماعيل ياشا، قال لـ"عربي21" تعليقا على ذلك: "إننا لا نستطيع معرفة مدى صحة هذه الأقوال، فهي مجرد تكهنات فقط، تحتاج إلى قرائن".
وأضاف أن هذه التصورات متعلقة بالشأن السعودي الداخلي، مبينا أن الوليد له وجهات نظر مختلفة في كثير من القضايا مثل "العرب"، فليس شرطا لاعتقاله هو تعامله مع تركيا فقط، لافتا إلى أن الأمر يحتاج إلى التثبت فقط.
تهديده لـ"ابن سلمان" بسبب محمد بن نايف
من جهة أخرى، سبق أن كشف الحساب الشهير "ويكيليكس الخليج"، عن سبب آخر لاعتقال الوليد، أنه هدد قبل أيام في اجتماع في اجتماع للأسرة الحاكمة في حال لم يطلق سراح "محمد بن نايف" سيسحب كل أمواله من المملكة إلى أوروبا.
وجرى حينها أن سلم ابن نايف ولاية العهد لمحمد بن سلمان، وسط أنباء عن أن هذا الأمر أثار غضبا في داخل العائلة المالكة.
الاستيلاء على أمواله
أما السبب الآخر، ما كشفه الحساب الشهير "مجتهد" من أن ما دفع السلطات السعودية لإيقاف عدد من أبرز الأمراء والوزراء ورجال الأعمال، "الاستيلاء على أكبر كمية ممكنة من أموالهم.
وقال "مجتهد"، في تعليق وصفه بـ"السريع"، إن "سبب الحملة على الأمراء والوزراء ورجال الأعمال، أن ابن سلمان يريد الاستيلاء على أكبر كمية من أموالهم، ويحيلها لحساباته".
وأوضح "مجتهد" أنه سينشر تفاصيل ما جرى في وقت لاحق.
منافسته الاقتصادية لخطط "ابن سلمان"
من جهتها، قالت مضاوي الرشيد برفيسور علم الاجتماع السياسي في جامعة لندن لـ"عربي21"، إنه "تم اعتقال الوليد بن طلال لتصفية الساحة من أي منافس اقتصادي للخطط القادمة التي تأتي تحت مظلة رؤية 2030، كونه شخصية يمتلك قدرة مالية طائلة، وقد يستفيد من الخصخصة التي أعلنت عنها السعودية".