هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" مقالا تحليليا للكاتب الصحافي ريتشارد سبنسر، يتحدث فيه عن الخطوات الأخيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيرا إلى أن مواجهة الحرس القديم تحمل الكثير من المخاطر.
ويقول سبنسر: "الحقيقة أن لا أحد يحب السعودية، لكنهم يتعاملون مع الرياض أيا كانت الحال، ومع ملكية مطلقة فأنت على الأقل تعرف مع من تتعامل".
ويضيف الكاتب في مقاله، الذي "ترجمته "عربي21": "يقوم أمير شاب الآن بالتخلص من الأشياء التي لا يحبها الغرب حول المكان كلها، لكن المشكلة أن أحدا لم يعد يعرف ماذا بقي".
ويبين سبسر أن "السياسيين ورجال الأعمال قد يبلعون ريقهم عندما يرسلون بمهام أو للعمل في السعودية، فهم لا خيار أمامهم إلا التعامل مع قوة إقليمية ونفطها ومالها، لكن الدبلوماسيين يشتكون دائما من الانتظار طويلا حتى يلتقوا مع مسؤول صغير لا سلطة لديه كي يتحدث".
ويشير الكاتب إلى أن "السياسيين يعرفون أن السعودية هي صديق مثير للإحراج، يصر على إخفاء المرأة وراء العباءة، ويقوم بإعدامات في الساحات العامة، ويجلد المعارضين، ويهمس رجال الأعمال بهدوء عن الرشوة التي يجب عليهم دفعها للوسطاء؛ حتى يحصلوا على عقود بالملايين تضعهم أمام مساءلة قانونية في بلادهم، لكن لا خيار أمامهم".
ويفيد سبنسر بأن "الأمير محمد بن سلمان قام خلال عامين بالقضاء على الجزء القانوني الذي اشتكوا منه، فيمكن للمرأة العمل، وهناك جيل شاب من المسؤولين راغب بزيارة العواصم الغربية؛ للتباحث في الشؤون الدولية والصفقات التعليمية والتجارية، والآن يقال إنه يقوم بالتخلص من الوسطاء الفاسدين، وبالتأكيد فبعض الأمراء الذين تم اعتقالهم يهم التهامس حولهم في المجال التجاري منذ سنوات".
ويلفت الكاتب إلى أن "اقتصاد البلد يعتمد على عملية التنظيف، خاصة أن أسعار النفط أقل من المستوى الذي تحتاجه المملكة لدعم الميزانية والمشاريع، ولم يعد الفساد الذي ضاعف من كلفة المشاريع الحكومية قابلا للحياة".
ويجد سبنسر أنه "من الناحية النظرية، فإن هذه أخبار جيدة للغرب والسعوديين، لكن الخطر هو أن لا أحد يعلم كيف ستكون السعودية الجديدة، وهل سيكون الأمير قادرا على تحويلها إلى دبي ثانية كما وعد؟ وهل يريد أحد دبي ثانية؟".
وينوه الكاتب إلى أنه "في سن الـ32 عاما فإنه لا تاريخ للأمير، وكما قال محلل سعودي فهو ليس مدينا لأي من الأمراء، ويمكنه فعل ما يريد لـ (يخلق دولة سعودية شابة)، وهو ما لا يمكن تحقيقه مع الجيل القديم".
ويختم سبنسر مقاله بالقول إن "القادة الغربيين يحبون التعامل مع الأمير محمد، مع أنه لا يزال مستبدا يدير نظاما غامضا يسجن المعارضة، والسؤال المهم بالنسبة للغرب هو: هل ستؤدي الثورة الثقافية إلى نشوء بلد مستقل يمكن التعامل وعقد صفقات تجارية معه؟".