هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لأنتوني هاروود، يقول فيه إن منظمات حقوق إنسان وجهت اتهامات لرجل الأعمال البريطاني المعروف ريتشارد برانسون بالنفاق، بعدما أعلن عن خطط للاستثمار في مشاريع سياحية في السعودية، على الرغم من سجله السابق في انتقاد حقوق الإنسان في هذا البلد.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مؤسس مجموعة "فيرجن" دعم فكرة إنشاء مشاريع سياحية في 50 جزيرة صغيرة على البحر الأحمر، مساحتها 34 ألف كيلومتر مربع، بشكل يفتح المجال أمام 35 ألف وظيفة جديدة.
ويستدرك هاروود بأن منظمات حقوق الإنسان قلقة من أن هذا العمل ربما قام به عمال وافدون في ظل نظام الكفالة، الذي تقول إنه يشبه نظام العبودية، حيث إنه بموجب هذا النظام يتم إحضار العمال، وربطهم بأرباب العمل الذين يصادرون جوازات سفرهم، ولا يستطيعون ترك العمل دون إذن من الكفلاء.
وتذكر الصحيفة أن برانسون كان من أكثر الناقدين للعبودية الجديدة، وانتقد سجل السعودية في حقوق الإنسان، منوهة إلى أن الملياردير البريطاني قال العام الماضي: "يعد الاختفاء القسري والمحاكمات غير العادلة في بلدان مثل السعودية، أكثر طريقين خطرين، اللذين يتم من خلالهما انتهاك حق الحديث بشكل سلمي".
وينقل التقرير عن الخبير في شؤون العمالة الوافدة في الخليج والموظف السابق في منظمة "هيومان رايتس ووتش" نيكولاس ماكغرين، قوله إن برانسون متهم "بالنفاق الذاتي المجاني"، وأضاف: "قد تتأثر سمعته قليلا بسبب تعاونه مع السعودية، لكن من الواضح أن مليار دولار هو ثمن يجب دفعه".
ويورد الكاتب نقلا عن المتحدث باسم "هيومان رايتس ووتش" آدم كوغل، قوله: "السؤال هو عما إذا كان الاستثمار مع السعوديين يساعد على الانتهاكات، وأعتقد أنه في ظل الاعتماد على العمالة الوافدة، فإن هذا وارد"، وأضاف: "لو لم يتم التعامل مع الموضوع بطريقة ذات معنى، فإنه سيعرض نفسه لاتهامات بالنفاق، أي التأكد أن العمل الذي سيشارك فيه لن يكون مبرأ عن انتهاك المهاجرين".
وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم مجموعة "فيرجن"، قوله: "ناقشنا بشكل موسع الطريقة الأفضل: المواجهة والمقاطعة أم المشاركة ومحاولة الحوار، ونرى منفعة في الطريقتين، لكننا نعتقد أن هناك فرصة للنجاح في الخيار الثاني".
ويلفت التقرير إلى أن قرار برانسون جاء بعد تقارير الشهر الماضي عن خطط سعودية للاستثمار بمليار دولار في مشروع "فيرجن" للفضاء، الذي تشرف عليه شركات "فيرجن"، مشيرا إلى أن برانسون أكد أهمية التزام مجموعة "فيرجن" بمعاملة العمالة بطريقة جيدة، ومواجهة العبودية الجديدة، والعمل على حماية الناس الضعفاء، بالتعاون مع الحكومات ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني.
ويفيد هاروود بأن برانسون يعد أول رجل أعمال يعبر عن استعداده للتعاون مع خطط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد السعودية، من خلال مشاريع سيتم تمويلها من صندوق الاستثمارات العام، حيث قال برانسون: "عندما طلب مني المساعدة في تطوير ثلاث مدن، وبالتحديد على البحر الأحمر، عبرت عن سروري وقلت: نعم؛ خاصة أن لدينا تجربة في جزر الكاريبي، وسنقدم خبرتنا".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن برانسون، وهو عضو في مجلس "امنستي إنترناشونال"، انتقد حقوق الإنسان في السعودية وسجن 14 من دعاة الديمقراطية فيها، وأعلن في عام 2014، عن أن مجموعته ستقوم بمقاطعة فنادق مملوكة من دولة بروناي؛ بسبب رجم وإعدام المثليين، مع أن السعودية لديها قوانين مماثلة.