هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
إن كل ما تحاول أبو ظبي أن تنجزه في جنوب اليمن؛ هو دعم فصيل فاشل، وتلبيسه دوراً تاريخياً (الفصيل) أصغر منه بكثير جداً، ناهيك عن أن المبالغة في إظهار أن هذا الفريق الجنوبي إنما يقود حركة استقلال عن دولة يحكمها الجنوبيون؛ ليس إلا وقاحة سياسية تنتهز الظرف التاريخي الخاص الذي يعيشه اليمنيون في هذه المرحلة الشديدة الصعوبة من تاريخهم.
يغرق اليمن في حرب متعددة الأبعاد، وتزداد معاناة شعبه إلى حد حذرت معه الأمم المتحدة من أن هذا البلد يقف على أعتاب أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
تنصب الإمارات نفسها مستعمراً جديداً يستغل فائض الإمكانيات المالية، والعتاد العسكري، للاستحواذ على اليمن الذي لم تستطع امبراطوريات عظيمة تطويعه
ومع ذلك، تجد أبو ظبي الوقت والمساحة لتلعب بقوانين التاريخ في هذا البلد، فتنصب نفسها مستعمراً جديداً يستغل فائض الإمكانيات المالية، والعتاد العسكري، للاستحواذ على اليمن الذي لم تستطع امبراطوريات عظيمة هضمه وتطويعه.
يتصور هذا البلد الذي يصعب أن تجد في عاصمته ومدنه الكبرى مواطناً بسهولة؛ أن بوسعه اليوم، وبعد أن أمضى عشرين عاماً في تقديم الخدمات اللوجستية لحروب أمريكا في المنطقة، أن يستقل بمشروعه الخاص في اليمن.
لا يزال بوسع أبو ظبي أن تستغل هذه الحالة غير المسبوقة من التفكك داخل البنية السياسية والاجتماعية والجهوية في اليمن؛ لإنجاز ما لا يمكن إنجازه في غير هذه الظروف، ولكن عليها أن تحذر من أن اليمنيين يمكن أن يتجاوزا قريباً التحديات التي تعترض مهمة بناء الكتلة الوطنية التاريخية التي ننتظرها بفارغ الصبر.
يتحكم التحالف بكل شيء، وأسوأ النتائج التي تتحقق في هذه الجبهات هي الهدم المعنوي للمقاتلين والتوقف المفاجئ عن الإمداد والتموين
الحرب في اليمن تنصرف أكثر فأكثر نحو الإطاحة بالحكومة التي جاء التحالف لمساندتها
وضعت أبو ظبي رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر هدفاً للهجوم من قبل أطراف عديدة، في مؤشر على أن الحرب في اليمن تنصرف أكثر فأكثر نحو الإطاحة بالحكومة التي جاء التحالف لمساندتها.
حصاد الفشل الذي يجنيه أبناء اليمن عموماً، وفي عدن المدينة التي أعلنت عاصمة سياسية مؤقتة للبلاد، على وجه الخصوص، هو ناتج سياسة أبو ظبي المقصودة لإذلال اليمنيين وتركيعهم، نظير انخراطهم في ثورة التغيير التي اندلعت في اليمن شتاء 2011.
عملت الرياض كمنفى إجباري لكل المسؤولين الذين لم ترغب الإمارات بوجودهم في اليمن، وكان آخرهم عبد العزيز المفلحي