هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، الأحد، إن الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان العراق في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، قد انتهى، لافتا إلى أن بغداد وأربيل ن يخوضان حاليا ما وصفه بالحوار الهادئ لحل كل المشاكل القائمة وهي كثيرة بما فيها ملف المنافذ الحدودية.
جاء ذلك في مقابلة نشرتها وكالة "كونا" الكويتية الرسمية، قبل توجه الرئيس العراقي إلى الكويت غدا الاثنين، حيث يجري خلالها مباحثات رسمية مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وثمن معصوم وهو أحد قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني، اهتمام دولة الكويت بملف إعادة إعمار المناطق العراقية "المحررة" من تنظيم الدولة.
وأوضح أن "الظرف الاقتصادي في العراق صعب الآن ولكن هذا لا يعني التخلي عن كل الالتزامات المترتبة على بغداد ولكننا نرغب في التوصل إلى تفاهم بشأن تأجيل دفع التعويضات عاما اخر ودون فوائد".
وأشاد الرئيس العراقي بجهود أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لرأب الصدع الخليجي، متمنيا تكللها بالنجاح.
ويترأس معصوم خلال الزيارة وفدا وزاريا كبيرا لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك ومناقشة سبل تعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين.
العلاقات العراقية الخليجية
وعلى صعيد العلاقات العراقية العربية بشكل عام والعراقية الخليجية بشكل خاص أكد معصوم أن "العراق اليوم يختلف عما كان عليه قبل عام 2003 وان بلاده حريصة على بناء علاقات جيدة مع كل دول الجوار وغيرها من دول الامتداد العربي".
ونوه الرئيس معصوم بتطور العلاقات العراقية السعودية، مؤكدا في الوقت ذاته حرص بلاده على بناء علاقة جيدة مع المملكة.
ولفت إلى أن أي تقارب مع دول الخليج لن يكون مرهونا او مقيدا بسبب علاقات العراق الأخرى، مشيرا إلى العلاقات العراقية الإيرانية.
الأزمة بين بغداد وأربيل
وحول أزمة إقليم كردستان العراق، قال معصوم "لقد اتفق الجانبان على الالتزام بالدستور وبما أن المحكمة الاتحادية رأت أن هذا الاستفتاء لم يكن دستوريا بل يخالف الدستور إذن فقد انتهى الموضوع".
وأكد أن الجانبين يخوضان حاليا ما وصفه بالحوار الهادئ لحل كل المشاكل القائمة وهي كثيرة بما فيها ملف المنافذ الحدودية، مبينا أن الجانبين مصران على ضرورة إنهاء المشاكل بينهما وانه "متفائل بحل الأزمة".
وفيما يتعلق بعدم وصول وفد من حكومة الإقليم إلى بغداد لبدء المباحثات الثنائية المباشرة حتى الآن قال معصوم "ليس لدى الجانبين رغبة بقدوم وفد كبير إلى بغداد في الوقت الراهن لأنه قد تشهد المفاوضات بينهما تلكؤا هنا أو هناك فيتم فهم الأمر على إنهما فشلا ولم يصلا إلى اتفاق".
وبيّن معصوم أنهما يعملان حاليا بخطوات عملية هادئة وهناك لقاءات بين وفود فنية ومهنية ليتوج بعد ذلك بقدوم الوفد الحكومي السياسي الكردي إلى بغداد.
وفيما يتعلق بالمادة 140 من الدستور العراقي والتي تحدد مصير محافظة كركوك قال "أإها مادة دستورية ولا يمكن أن تسقط بالتقادم بل هي أساسية وقائمة ومن الضروري الوصول إلى حل جذري لمشكلة كركوك".
ورأى الرئيس العراقي أن تعطيل الانتخابات المحلية داخل كركوك طوال السنوات الماضية بحجة وجود خصوصية للمحافظة هو الذي فاقم المشاكل وعقد الأزمة في المحافظة.
وكشف أن بغداد وأربيل والمسؤولين في كركوك نفسها يعكفون حاليا على الوصول إلى حلول مشتركة، مرجحا أن يستغرق الأمر شهرا واحدا من الآن قبل استتباب الأمر كليا في المحافظة وعودة مجلس المحافظة إلى الانعقاد وانتخاب محافظ جديد لها خلفا لمحافظها المقال.
وأصدرت حكومة كردستان بيانا، الثلاثاء الماضي، قالت فيه إنها تحترم تفسير المحكمة الاتحادية العليا للمادة الأولى من الدستور، داعية إلى أن يكون أساسا للبدء بحوار وطني شامل لحل الخلافات عن طريق تطبيق جميع المواد الدستورية بأكملها.
وفي 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق قرارا، أكدت فيه "عدم وجود نص في الدستور يجيز انفصال أي من مكوناته المنصوص عليها في المادة (116) من الدستور في ظل أحكامه النافذة".