هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية عودة "جيش الفتح"، الذي كان يضم أغلب الفصائل السورية، إلى الشمال السوري، وذلك بعد حشد النظام لقواته، وتهديده بفتح معارك إدلب، ووصوله لمطار "أبو الظهور العسكري".
وكانت "هيئة تحرير الشام" (اتحاد فصائل سورية تشكل جبهة النصرة نواته الصلبة) و"حركة الزنكي" عقدتا اتفاقا قبل أيام لإنهاء المواجهة العسكرية بينهما، تضمن الدعوة للعمل على تشكيل غرفة عمليات موحدة لمجابهة النظام.
ودعا الشيخ عبد الله المحيسني، الداعية السعودي المعروف والقاضي العام لـ"جيش الفتح" سابقا، الفصائل للعمل على تشكيل غرفة عمليات واحدة على غرار جيش الفتح .
وقال المحيسني في حديث لـ"عربي21": "تعيش الثورة السورية اليوم وسط موج متلاطم من المتغيرات على كل الأصعدة دوليا وداخليا، وبقاء الفصائل في الوضع الحالي ليس جمودا بل هو رجوع للوراء فهو بمثابة سيارة لها عجلات مرفوعة عن الأرض وتدور في فراغ".
وأضاف المحيسني: "تجد كل فصيل اليوم يغرد بعيدا عن المسار، ففصيل يغرد في إطار مؤتمر سياسي، وآخر يغرد في إطار حكومة إنقاذ، وثالث يغرد في غرفة دعم وهذا ما يجعل كل المسارت متعطلة".
واعتبر أن الحل هو في المسارعة لتشكيل جيش الفتح، قائلا: "لا أدعو لتشكيل جيش فتح فقط بل لابد من العمل لتشكيل ما هو أوسع منه، مثل تشكيل غرفة عمليات عسكرية واحدة وغرفة أخرى سياسية واحدة ومجلس قضائي".
كما كشف أن "هناك مساع لتشكيل غرفة عمليات واحدة، وهذا كان من ضمن بنود الاتفاق بين حركة الزنكي وتحرير الشام، ولا يمكن البدء بهذا الأمر حتى ينتهي جرح الخلاف الذي حصل وذلك بإتمام تطبيق بنود الاتفاق من رد الحقوق وإطلاق المعتقلين، وقد أطلق سراح المعتقلين والعمل جار".
وأكد المحيسني أن وسائل مجابهة حملة النظام العسكرية القادمة تكمن في "تشكيل غرفة عمليات واحدة، وتشتيت النظام بضربات متتالية وعدم إعطائه فرصة لالتقاط الأنفاس، واعتماد مبدأ الضربات السريعة الخفيفة، ولو لم تحرز تقدما على الأرض لكن ضربات موجعة في مناطق متعددة بحيث لا يمر يوم إلا ويكون هناك ضربة للنظام"، موضحا أن هناك قبولا من الفصائل وشبه إجماع من قبلها على هذا الطرح، وفق قوله.
من جهته، يعتبر عبد الرزاق المهدي، الداعية والقاضي في الثورة السورية، أن وحدة الفصائل أمر شرعي وأمر لا بد منه لإنقاذ الثورة السورية، مبينا أنه "على الفصائل أن تعي أن تعددها تسبب في النزاعات والفرقة، إذ أن الروح الفصائلية التي هي نوع من الحزبية أضعفت الثورة وفرقتها".
وقال المهدي في حديث لـ"عربي21": "الكل يطمح لتشكيل غرفة عمليات واحدة وهذا الأمر يريده القادة ويدركون أن تشكيل جيش على غرار جيش الفتح ساهم في السابق بتحرير مناطق واسعة في الشمال السوري، لذا هو أمر ضروري للثورة خاصة في هذه الظروف".
وأشار إلى أن هناك معوقات تمنع تشكيل غرفة عمليات واحدة، وعلينا أن نبذل جهودا نحن كعلماء وقادة لتشكيل غرفة عمليات نجابه من خلالها النظام وملشياته، ونحن نطمح لتشكيل جيش للثورة السورية"، معتبرا أن ما ينبغي فعله لمجابهة حملات النظام الآن في ريفي حماة وحلب الجنوبي تكون في تشكيل جيش موحد، ويجب على كل الشباب حمل السلاح لمواجهة النظام ومن الوسائل أيضا أن تكون هناك مصالحة بين الفصائل حتى تعود الثقة فيما بينها".
وفي هذا الصدد، يقول القيادي السابق المقرب من "تحرير الشام" الأسيف عبد الرحمن: "إن صيغة جيش الفتح الآن مستبعدة، لكن هناك جهود حثيثة لتشكيل غرفة عمليات واحدة من قبل الفصائل، فالكل يريد أن تكون هناك غرفة عمليات، لكن يوجد حديث حول ماهية هذه الغرفة وقدراتها وأي الجبهات أولى فهناك خلافات بهذا الشأن حاليا".
وقال القيادي في حديث لـ"عربي21": هناك معوقات، فبعض الفصائل تطالب برد حقوقها من السلاح والذخيرة من الهيئة (هيئة تحرير الشام) مثل الأحرار وغيرها، ومن المعوقات أيضا أن بعض الفصائل قطع عنها الدعم مثل جيش العزة وجيش إدلب الحر، وهناك فصائل كبيرة مثل فيلق الشام قد تكون تركيا لا تمدها بالدعم، فهذه كلها معوقات قد تحول دون تشكيل غرفة عمليات واحدة".
وبين أن دور الداعمين مع تغير السياسات الدولية هو دور سلبي في أي دعم عسكري أو تشكيل غرف وحتى في صد جبهات النظام.
وفي هذا الصدد نفى الناطق باسم "جيش العزة"، النقيب مصطفى معراتي، في اتصال مع "عربي21"، كل الأنباء التي تتحدث عن قرب تشكيل "جيش الفتح" قائلا: "نحن كجيش عزة على مسافة واحدة من جميع الفصائل وهدفنا الأول والأخير مقاتلة النظام وحلفائه، فالفصائل تعمل بسوية واحدة إن كان بغرفة عمليات أو بدونها، إذ يوجد تنسيق عال مثلا بين معظم الفصائل التي تعمل في ريف حماه الشرقي والشمالي".
كما نفى الناطق باسم جيش النصر محمد رشيد، أيضا في اتصال مع "عربي21" وجود علم لديهم في ولادة جيش فتح جديد قائلا: "كل فصائل جيش الحر حاليا تنسق مع بعضها في كل المناطق، وهذا التنسيق منذ 6 أشهر، فهي شكلت شبه غرفة عمليات لمقاتلة النظام، وهذا الأمر نعمل عليه بعيدا عن الإعلام، فهناك مآزرات من قبل كل الفصائل لبعضها، حيث أرسلت تعزيزات لريفي حلب الحنوبي حماة الشمالي الشرقي، أما تشكيل جيش فتح فلم نعلم به ولم ندر عنه إلا عن طريق الإعلام".
وعلمت "عربي21"، أن تحرير الشام تريد من الفصائل تشكيل غرفة عمليات واحدة لمجابهة النظام، فهي تسعى لحث الفصائل على مساندتها في معاركها لاسيما في ريفي حماة وحلب.
لكن مصادر مقربة من بعض الفصائل، ذكرت أن تلك الفصائل لديها توجسا نتيجة خشيتها من سيطرة تحرير الشام على هذه الغرفة، كما اشترطت تلك الفصائل على الهيئة أن تعيد لها ما سمتها حقوقها من سلاح وذخائر.