هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال محمد باركيندو الأمين العام للدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن "كثيرا من المنتجين خارج اتفاق خفض الإنتاج أبدوا اهتمامهم بالانضمام إلى الاتفاق بعدما لمسوا التأثيرات الإيجابية الواسعة التي حدثت في السوق خلال الفترة الأخيرة فيما يخص تحديدا تعافي الأسعار وتقلص فائض المخزونات، في إشارة إلى نجاح الاتفاق.
وأضاف باركيندو أن "الاجتماع سيبحث كثيرا من عروض الانضمام إلى الاتفاق أو حتى عضوية المنظمة"، مشددا على اهتمام "أوبك" بمتابعة التطورات السياسية في مختلف دول العالم وانعكاساتها على استقرار ونمو سوق النفط.
ونوه أمين "أوبك" وفقاً لصحيفة "الاقتصادية"، إلى أن الاجتماع المقبل سيركز على الأساسيات الاقتصادية للسوق وفي مقدمتها توازن العرض والطلب وعودة المخزونات إلى المستويات الطبيعية الصحية ومحاولة تجنيب السوق أثر العوامل الجيوسياسية قدر المستطاع.
وقال إن الاجتماع سيركز أيضا على ضرورة الاستمرار في دعم ومساندة التعاون طويل المدى بين دول "أوبك" وخارجها، مشيرا إلى أن التعاون بالشكل الحالي تجربة رائعة تضم 24 منتجا رئيسيا في السوق، وهو ما أتاح استعادة كثير من حالة الاستقرار في الأسواق، وشكل قاعدة وإطارا لتعاون أوسع في الفترة المقبلة.
وشدد على أن المشاورات بين المنتجين لم تنقطع منذ بدء تنفيذ الاتفاق في يناير من العام الحالي وأن فكرة التمديد مطروحة بقوة على أجندة المنتجين في الاجتماع المقبل إلى جانب آليات أخرى للحفاظ على استقرار السوق مع دراسة أثر كل المتغيرات والتطورات المؤثرة في سوق النفط ومنها التوترات والصراعات السياسية.
وذكر باركيندو أن "أوبك" وشركاءها من خارج المنظمة سيواصلون خلال الاجتماع المقبل والاجتماعات اللاحقة المضي قدما في طريق إعادة التوازن والاستقرار إلى السوق، لافتا إلى أن البيانات عن السوق قد أحرزت أخيرا تقدما جيدا حيث تراجعت المخزونات العالمية، كما أن التوقعات الاقتصادية العالمية صارت إيجابية للغاية ونرى طلبا قويا يلوح في المستقبل ويمكن القول: "إننا بالفعل على طريق الاستقرار".
ومن المقرر أن يشهد الخميس المقبل انعقاد الاجتماع الوزاري رقم 173 للدول الأعضاء في "أوبك"، ويليه الاجتماع الوزاري الثالث للمنتجين في المنظمة وشركائهم المستقلين من غير أعضاء "أوبك" كما سيشهد هذا الاجتماع أيضا الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق اتفاق التعاون التاريخي بين منتجي "أوبك" وخارجها.
وتتجه أنظار سوق الطاقة في العالم إلى نتائج الاجتماعين المهمين التي من المرجح أن تتبلور في ختام أعمالهما حالة من التوافق بين المنتجين الـ 24 على مد العمل بتخفيضات الإنتاج إلى نهاية العام المقبل.
وذكر تقرير حديث لمنظمة "أوبك" أن الاجتماع سيبحث ضرورة الاستمرار في الجهود المشتركة للمنتجين خلال العام المقبل حتى نرى أن المخزون العالمي ينخفض إلى متوسط السنوات الخمس، ما يعكس التوصل إلى وجود سوق متوازن ومستقر.
وأفاد التقرير بأن إنجازات المنتجين لا تتحقق بسهولة إنما تتم خطوة بخطوة وذلك بفضل وجود قدر جيد من الصبر والمثابرة والتركيز، مضيفا أنه "عندما تتحقق الأهداف المشتركة للمنتجين فإن جميع أصحاب المصلحة من أطراف الصناعة المختلفين سيستفيدون وليس فقط المنتجين المشاركين في إعلان التعاون، كما أن الأمر من شأنه إحياء سوق النفط العالمية وتحقيق النمو بما يعزز الاقتصاد العالمي ويدعم التنمية والازدهار في جميع أنحاء العالم.
وأوضح التقرير أن الإمدادات النفطية تواجه تحديات في السنوات المقبلة للحفاظ على مستوى العرض آمنا، مشيرا إلى الحاجة إلى تلبية الطلب العالمي على النفط المتزايد بسرعة كبيرة في العقود المقبلة، منوها بأنه من الضروري بشكل واضح أن يتم تنشيط عجلة الاستثمار في الصناعة على وجه السرعة حتى تعود إلى المستويات التي من شأنها تأمين متطلبات الطاقة لمصلحة أجيال المستقبل.
وقدر التقرير الحاجة إلى الاستثمار في الصناعة بنحو 10.5 تريليون دولار من الآن حتى عام 2040، مؤكدا أن الاستثمارات قد نمت بشكل طفيف هذا العام، لكنها ما زالت أبعد من المستويات التي شهدناها في الماضي، لافتا إلى أن الصناعة في حاجة ماسة إلى الاستثمار في المشاريع طويلة الأمد التي تعتبر حاسمة للنمو على المدى الطويل.