هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن التوجهات العربية الجديدة الرسمية، نحو "تل أبيب"، والتي تسير في الخفاء في المستويات العليا في العديد من الدول العربية، ما يشي بتشكل "سلام جديد".
حاكم مقابل حاكم
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير لها أعدته الصحفية الإسرائيلية سمدار بيري، أن ما يجري في الدول العربية بشأن توجهها نحو "إسرائيل، لم يعد سلاما باردا، مغتربا ومعاديا، بل سلام يختبئ في أعلى الأماكن في قيادة السلطة والحكم".
وقالت: "أمام أعيننا يتشكل السلام الجديد، حاكم مقابل حاكم، في حالة مصر، وجهاز مقابل جهاز، في حالة الأردن"، موضحة أن زعيم النظام المصري عبد الفتاح السيسي، "يعلن من تلقاء نفسه بأنه يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وهذا في حد ذاته، وفق بيري، يلقي بملاحظة حول "حديث مشوق مع السيسي، كما أنه في حالة الملك الغاضب في الأردن، لم يعد الشارع بحاجة إلى التظاهر ضد علامات تدل على العلاقات الطبيعية، فكل شيء مخفي، وإسرائيل تتحرك بعيدا".
وفي ذات الوقت، "يدخل الشريك الثالث إلى الصورة، ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، الذي يفرض نظاما جديدا، سياسيا، اقتصاديا، وربما أيضا اجتماعيا"، وفق الصحفية.
وتساءلت: "من يجب علينا أن نصدق؟"، الوزير الإسرائيلي يوفال شطاينتس، الذي يدلي بتصريحات حول التعاون والاتصالات السرية مع السعودية، أم وزير الخارجية السعودي عادل جبير، الذي ينكر بشدة وجود اتصالات مع "إسرائيل".
اقرأ أيضا: لماذا يندفع النظام السعودي باتجاه التطبيع مع إسرائيل؟
وعلقت على ذلك بقولها: "يسمح لنا هذا بالتخمين، بأنه لو لم تكن هناك اتصالات، لبقي الوزير السعودي صامتا"، موضحة أن "هناك علامات كثيرة جدا تتراكم وتؤكد وجود حوار رفيع المستوى".
فهناك "الكثير من المصالح، وعلى رأسها التهديد الإيراني، تربط بين الرياض وتل أبيب من تحت البساط"، وفق بيري التي نوهت أنها "على استعداد لتصديق الجبير، حين يصر على أننا لم نبدأ بعد في مسار العلاقات المفتوحة".
عالقة في الوسط
وتابعت: "سيجري الاختبار قريبا، في حال أصدرت السعودية تأشيرات دخول إلى الرياض لفريق الشطرنج الإسرائيلي، وكيف سيتم استقباله".
ورأت بيري، أن "السلام الجديد يرسم حدود معسكر "الأخيار" ضد معسكر "الأشرار" في منطقتنا؛ بين المحور السني المعتدل ومحور الشر الشيعي؛ وذلك بعد أن استقرت إيران بالفعل في أربع عواصم: بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت"، وفق قولها.
وأشارت إلى أن "رجال المحور المعتدل يتعلمون السير كما لو كان على قشور البيض".
وبشأن تقدريها للحرب القادمة، قالت: "إذا اندلعت المواجهة في مكان واحد، فإن الحرب التالية ستكون الأفظع والأشد التي سنشهدها، بأسلحة لم نحلم بها أبدا، حرب مشبعة بالدم والدمار"، موضحة أن "هذه الحرب لن تجري بين الدول، بل ستجري داخل المعسكر الإسلامي الذي يحاول الجميع الآن منعها، وسيكون من الصعب على إسرائيل، العالقة في الوسط، التملص منها".
وذكرت الصحفية، أن "شركاء السلام الجديد يتعلمون معا قياس أبعاد الصراع المقبل"، مضيفة: "ينبغي الانتباه للتحذيرات من جهة (نصرالله) وصافرات التهدئة الصادرة عن جهتنا".
اقرأ أيضا: 10 شخصيات سعودية دعت للتطبيع علانية مع إسرائيل (شاهد)
وتابعت: "لا أحد يعتزم بدء مغامرة في لبنان ضد الإيرانيين ومستودعات الصواريخ التابعة لحزب الله، كما لا أحد في الرياض والقاهرة وعمان سوف يتحمل مسؤولية اتخاذ الخطوة الأولى ضد إيران، والتي لا يمكن معرفة أين وكيف ستنتهي، كما أن السلام سيبقى في مكانه الجديد، الخفي، وسيبتعد عن المجال المدني، لأن الزعماء مشغولون".