هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت صحيفة "إندبندنت" أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي شجبت استخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من التغريدات لمجموعة بريطانية فاشية متطرفة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ترامب قام بإعادة نشر التغريدات "البائسة" وعلى قاعدة دولية واسعة، لافتا إلى أن ماي قالت إن الرئيس ترامب كان "مخطئا" في نشر لقطات الفيديو التي احتوت عليها التغريدات، لكنها قالت إن الدعوة الرسمية لزيارة بريطانيا لن يتم إلغاؤها.
وتلفت الصحيفة إلى أن شريط الفيديو الأول، الذي احتوت عليه تغريدة لزعيمة المجموعة اليمينية المتطرفة "بريطانيا أولا" جايدا فرانسين، يزعم أن المهاجرين المسلمين يقومون بضرب طفل هولندي يمشي على العكازات، مشيرة إلى أن الفيلم الثاني يحمل عنوان "المسلمون يحطمون تمثال مريم العذراء"، فيما كان الثالث تحت عنوان "رعاع مسلمون يدفعون فتى من على السطح ويضربونه حتى الموت".
ويذكر التقرير أن المسؤولين الهولنديين أصدروا بيانا صححوا فيه ما جاء في الشريط الأول، الذي شاركه الرئيس الأمريكي مع 44 مليون متابع له على الإنترنت، ويظهر الشريط ولدين وهما يتشاجران عند ضفة نهر، وعلقت عليه فرانسين قائلة: "فيديو: مهاجرون مسلمون يضربون هولنديا على العكازات".
وتنقل الصحيفة عن المدعي العام نورد- هولاند، قوله إنه درس الملف الذي قدمته إليه الشرطة، وأضاف أن المشتبه به المولود في هولندا تلقى تسوية انتهت، وقال إن دين الولد لم يذكر في التقارير.
ويفيد التقرير بأن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكلبي ساندرز حاولت أن تدافع عن مشاركة ترامب بالفيديو، قائلة: "بغض النظر عما إذا كانت تلك الفيديوهات حقيقية" فهو يريد القول إن التهديد حقيقي، وهدف الرئيس هو التأكيد على أمن حدود قوي، مستدركا بأنه مع شجب الحكومة البريطانية للتغريدات إلا أنها أكدت أن الزيارة قائمة.
وتنوه الصحيفة إلى أن زوج النائبة العمالية جو كوكس، التي قتلها متطرف يميني العام الماضي، كان من ضمن الذين شجبوا التغريدات، وقال بريندان كوكس: "شرعن ترامب اليمين المتطرف في بلده، وهو يحاول القيام بالشيء ذاته في بلدنا، ونشر الكراهية له تداعيات، وعلى الرئيس أن يشعر بالخجل من نفسه".
وبحسب التقرير، فإن المجلس الإسلامي البريطاني عبر عن شجبه في بيان شديد اللهجة، قائلا: "هذه مصادقة واضحة من رئيس الولايات المتحدة لليمين المتطرف ودعايته الشريرة المعادية للمسلمين، وعلينا ألا نوافق على هذا التعصب، ونأمل أن تقوم رئيسة الوزراء ووزيرة الداخلية بإبعاد البلد عن ترامب وتصريحاته، وتأكيد الحكومة اشمئزازها من أنواع التطرف كلها".
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم عدم التأكد من صحة الفيديوهات، إلا أن الرئيس أعاد نشرها، ونال ثناء من جماعات التفوق الأبيض، مثل كوكلاكس كلان وزعيمها ديفيد ديوك.
ويورد التقرير أن المتحدثة باسم الليبراليين الديمقراطيين جو سوينسون وصفت ترامب بأنه يحاول "زرع بذور الانقسام"، وقالت إن "القناع سقط، وكشف عن آراء الرئيس ترامب الشنيعة، ومن الخطر أن يقوم شخص بمكانه ومسؤوليته بزرع الكراهية في كل تحرك يقوم به"، مشيرة إلى أنه "ينبغي لترامب أن يعمل معروفا للعالم ويلغي حسابه على الإنترنت".
وتبين الصحيفة أن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" شجب تغريدات ترامب، التي حاول أن يظهر من خلالها أن العنف يرتكبه المسلمون، وقال المدير التنفيذي للمجلس نهاد عواد: "من الواضح أنه يخبر قاعدته بوجوب كراهية الإسلام والمسلمين"، وأضاف عواد أن تغريدات ترامب تصل إلى حد التحريض على العنف ضد المسلمين الأمريكيين، لافتة إلى أن المجلس سجل 3296 حادث كراهية ضد المسلمين هذا العام.
ويفيد التقرير بأن البرلمانيين عبروا عن غضبهم من الفرح الذي ساد أتباع "بريطانيا أولا"، على نشر الرئيس لتغريدات زعيمتهم، التي جاءت بعد أيام من اعتقال فرانسين بناء على خطاب ألقته في بلفاست في شهر آب/ أغسطس، وقالت فرانسين: "أنا مسرورة"، حيث لديها 53 ألف متابع، ونقلت عنها وكالة أنباء "رويترز"، قولها: "الرسالة المهمة هنا هي أن دونالد ترامب كان يعرف عن التهم ومحاكمة القادة السياسيين البريطانيين لأنهم ألقوا خطابات اعتبرتها الشرطة معادية للإسلام".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن النائب العمالي تشوكا أومانا دعا إلى إلغاء الدعوة لترامب؛ لأنه "يطبع الكراهية"، فيما دعا زعيم حزب العمال جيرمي كوربين الحكومة البريطانية لأن ترد على تغريدات ترامب، قائلا: "آمل أن تشجب الحكومة نشر ترامب لتغريدات اليمين المتطرف.. وهي مقرفة وخطيرة على مجتمعنا".