هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شارك نشطاء في وقفة احتجاجية أمام المركز التجاري "ساتورن" وسط العاصمة الألمانية برلين، بدعوة من مجموعة المقاطعة للبضائع الاسرائيلية (BDS)، بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وشعارات تندد بالمركز التجاري والشركة الموردة لتورطها في تزويد نظام الاحتلال الإسرائيلي بأنظمة تقنية تستخدم في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال الناشط عفيف العلي أحد المشاركين في الفعالية: "إننا نشارك في هذه الوقفة في يوم التضامن مع شعبنا، واحتجاجا أمام المركز لكونه يبيع الأجهزة التي تدعم المستوطنات الصهيونية التي توردها شركة هيوليت باكارد، لكونها أكبر الشركات التكنولوجية في العالم الداعمة للكيان الصهيوني من أجهزة مختلفة".
وأضاف لـ"عربي21"، أن الشركة مساهمة بدور كبير في ارتكاب الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني كونها توفر للاحتلال التقنيات اللازمة لجرائمه.
وأكد أن هذه الفعالية التي تقام بساحة الكسندر بلاتز بقلب العاصمة الألمانية تأتي كتضامن حقيقي مع الشعب الفلسطيني، في يوم التضامن العالمي معه.
وبحسب حركة المقاطعة، فإن مركز "ساتورن" يبيع الأجهزة التي تدعم المستوطنات الصهيونية من خلال شركة "هيوليت باكارد" المعروفة اختصارا بـ"HP"، وهي واحدة من أكبر شركات تكنولوجيا المعلومات في العالم باعتبارها المورد لدولة الاحتلال الإسرائيلي، من طابعات وأجهزة كمبيوتر محمولة، وأقراص مدمجة، بما في ذلك الملحقات ذات الصلة.
وتعد (HP) المورد الرئيس للتكنولوجيات وخدمات المعلومات للقطاع العسكري والأمني الإسرائيلي، بالإضافة إلى أن لها دورا رئيسا في توفير التقنيات للجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، بحسب مسؤولي (BDS).
وأوضح مسؤولو حركة المقاطعة أن شركة "HP" تعد "المزود الرئيس لنظام بازل، ونظام التحكم في الحركة البيومتري المستخدم في الحواجز العسكرية الإسرائيلية، ومنظومة جدار الضمّ والفصل العنصري".
وتعمل هذه المنظومة على عزل وتجزئة الأرض الفلسطينية المحتلة والشعب الفلسطيني من خلال الأسوار الكهربائية وأبراج المراقبة وأجهزة الاستشعار، وغيرها.
وأضافوا أن الشركة الأمريكية عززت من تورطها في جرائم الاحتلال، من خلال تزويد سلاح البحرية الإسرائيلي بأنظمة تقنية تسهم مباشرة في الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 10 سنوات.
وتزود مشروع "المدينة الذكية" لمستعمرة "أريئيل"، ومشاريع أخرى في مستعمرة "موديعين" بأجهزة حاسوب وبرمجيات، في مخالفة صريحة للمبادئ التي أرستها الأمم المتحدة لمنع تواطؤ الشركات في انتهاك حقوق الإنسان، وفق النشطاء.
يذكر أن حملات مقاطعة "BDS" ضد شركة "HP" انطلقت في دول عدة حول العالم، بينهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا.
وقالت الناشطة الألمانية آنية ريجين: "يجب على الناس هنا أن تنهض لتقف مع حقوق الإنسان الأساسية للفلسطينيين".
وأضافت لـ"عربي21" أن "السياسة لا تلعب لصالحهم، والاقتصاد لا يهتم لأمرهم، لذلك علينا أن نبدأ بالضغط من الأسفل كشعوب بما نستطيع أن نفعل لأجلهم، لنساعدهم للوصول لذلك".
وأكدت الناشطة الألمانية أن "من حق الفلسطينيين أن يعيشوا بأمن وسلام، بعيدا عن الاحتلال والاستيطان، وهذا ما ندعو إليه في حركة المقاطعة".
في سياق متصل، أقامت الجمعيات والمؤسسات العربية والفلسطينية في برلين ندوة في ذكر اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مساء الأربعاء، في مقر التجمع الفلسطيني في العاصمة الألمانية.
وتطرقت الندوة التي حضرها العشرات من الجالية إلى التعريف باليوم العالمي الذي خصصته الأمم المتحدة للتضامن مع الفلسطينيين قبل 40 عاما.
وقال ضيف الندوة الكاتب والمحلل السياسي حسام شاكر: "إن الفكرة الأساسية للقرار الأممي الذي صدر يمثل إشكالا مبدئيا حول مشروع احتلال فلسطين، الذي أنكر وجود الشعب الفلسطيني، وما زال هذا قائما من خلال الخطاب السياسي الإسرائيلي، فهو يمثل عمليا رمزية في تاريخ القضية".
وأضاف لـ"عربي21": "إن مفهوم التضامن تطور من تعاطف لالتزام حقيقي وتبني، وهناك فرصة في العالم لمراجعات أعمق".
وأكد أن "فلسطين تعبر بوضوح عن اختبار الالتزام بمعايير الحقوق والقيم والحرية والعدالة، لذا ينبغي مساءلة المجتمع الدولي عن مدى التزام الأطراف للقيم التي تتجلى في حالة فلسطين بشكل واضح".
وقال: "هناك تحد في وضع يوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لأنه يمثل إخراجه من إطار البروتكول الأجوف إلى حدث متحرك".
ودعا إلى ضرورة الالتفات لهذا الحدث لعمل حراك أوسع للتضامن مع فلسطين، وتحريك حملات مكثفة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لإعادة القضية لمربعها الأول، بأنها بلد محتل، وأن هناك شعبا لا بد وأن يسترد حقه، وفق قوله.