هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نوفوي فاستوتشني" الروسية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على الأحداث الأخيرة التي يشهدها اليمن، والتي تنبئ بمزيد من زعزعة الأمن واندلاع حرب كبرى في المنطقة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، اندلعت أزمة داخلية حادة في اليمن، إبان إعلان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عن نيته الدخول في مفاوضات سلمية مع التحالف العربي بقيادة السعودية. وردا على ذلك، اتهم الحوثيون عبد الله صالح بالخيانة، بعد أن كانوا من حلفائه في خضم القتال ضد قوات الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي، الذي يحظى بدعم الرياض.
وأكد التقرير الذي أعده الكاتب "ألكسندر أورلوف" أن الصراع الداخلي في اليمن قد بلغ ذروته، في خضم المحاولات المستمرة من قبل القوى الخارجية (في المقام الأول السعودية، وجامعة الدول العربية وإيران) لتوظيف هذا الصراع لخدمة مصالحها الخاصة. وتعد هذه المحاولات بالغة الخطورة، حيث قد تؤدي إلى اندلاع صراع مسلح خطير ضد إيران. وعلى العموم، تحاول كل من المملكة العربية السعودية وإسرائيل إيجاد ذريعة لاستهداف القوات الإيرانية في سوريا والأهداف النووية في إيران. وفي الوقت الراهن، قد تسارع الرياض إلى اتخاذ جملة من الإجراءات، لإنشاء تحالف مناهض لإيران، تحت رعاية جامعة الدول العربية، ولم لا الأمم المتحدة.
اقرأ أيضا: تعرف على أسباب "غدر" الحوثيين بصالح بحسب صحيفة نمساوية
وأفاد التقرير بأن النظام القبلي في اليمن له تأثير كبير على الوضع الداخلي والسياسي للبلاد. وفي الأثناء، يعتبر الوضع في اليمن استثنائيا مقارنة مع بقية دول العالم العربي، حيث يعتبر الواقع الاجتماعي كارثيا، علاوة على انتشار معاقل تنظيم الدولة والقاعدة على الأراضي اليمنية وتنفيذ قوات التنظيمين للعديد من الهجمات الإرهابية.
وأوردت الصحيفة أن تحالف الرئيس السابق علي عبدالله صالح مع الحركة الشيعية أنصار الله أو ما يعرف بالحوثيين، كان ظرفيا. ووفقا لما ذكر آنفا، يخضع الصراع اليمني إلى تأثير القوى الخارجية، حيث تتقاتل كل من إيران والسعودية على الأراضي اليمنية، في حين تلعب قوى الشمال والجنوب دور الوكيل لهذه القوى الخارجية في خضم هذه الحرب.
وأكدت أن علي عبدالله صالح يعد أحد أكثر الديكتاتوريين العرب ذكاء ومكرا في عصرنا الحالي، حيث تمكن من التعاون مع إيران من خلال الحوثيين لخدمة مصالحه السياسية في حين عولت عليه إيران للضغط على المملكة العربية السعودية. ومن المثير للاهتمام أنه وفي حين قتل أغلب الرؤساء العرب أو أزيلوا من سدة الحكم في خضم ما يسمى بالربيع العربي، واصل عبد الله صالح قيادة لعبته السياسية على امتداد عدة سنوات.
وبينت الصحيفة أن أنصار الله كانوا في حاجة ملحة إلى التحالف مع صالح وقواته، وذلك لسبب معروف. ففي الواقع، يعد اليمن بمثابة سوق سوداء إقليمية للأسلحة، في حين يعد صالح شخصا قادرا على السيطرة على هذه السوق بشكل كبير نظرا لمكانته الهامة في اليمن. من ناحية أخرى، كان عبد الله صالح يسيطر جزئيا على عمليات التداول فيما يتعلق بالنفط، وتهريب بعض المواد، والمخدرات، ما جعل من هذه العمليات موردا للمال خاصا به. من جهته، بادر صالح بالتحالف مع الحوثيين وإيران للضغط على المملكة العربية السعودية.
وأضافت أن الهدف الرئيسي بالنسبة لعبد الله صالح كان يتمثل في العودة إلى السلطة، ثم العمل على دعم فكرة توحيد البلاد. وفي خضم هذه المساعي، ستكون عشيرة صالح الأقوى والأكثر تأثيرا. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، كان عبد الله صالح على استعداد لاستخدام كل الطرق والوسائل الممكنة، فضلا عن التعامل مع الأعداء والحلفاء على حد السواء بغية تحقيق مصالحه.
وأشارت إلى أنه في أوائل كانون الأول/ ديسمبر، أخذت الأحداث في اليمن تتطور بسرعة، حيث أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قواته بالتواصل مع القوات الموالية لصالح، فضلا عن العمل على تحرير صنعاء من أنصار الله. من جهته، شرع اتحاد حاشد لمجموعة من القبائل في إجراء اتصالاته في سبيل التوحد ضد الحوثيين والقضاء عليهم.
وأفادت أنه في 4 من كانون الأول/ ديسمبر، تجاوز الحوثيون أو أنصار الله كل التوقعات، حيث أقدموا على قتل علي عبد الله صالح، الذي يعد أحد الشخصيات الأكثر نفوذا في اليمن. ونتيجة لذلك، وضع الحوثيون أنفسهم خارج دائرة أي مفاوضات.
اقرأ أيضا: قيادي بحزب المؤتمر يروي تفاصيل نهاية صالح في "بيت الثنية"
ووفقا للعديد من التقارير تمكن الحوثيون من أسر أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس السابق وقائد الحرس الجمهوري. وعلى الرغم من أن هذه المعلومات لم يتم تداولها في الكثير من وسائل الإعلام، إلا أنها ترفع سقف التوتر بين الممالك العربية وإيران إلى مستوى جديد نوعا ما.
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أنه من الممكن أن تؤدي الأحداث الأخيرة إلى هجمات على المنشآت النووية في المنطقة، مما قد يدفع إلى نشوب ردود فعل سريعة وتسديد ضربة نووية من قبل البلدان التي تمتلك مثل هذه الأسلحة. وفي الأثناء، تبدو منطقة الشرق الأوسط جاهزة على جميع الأصعدة للدخول في صراع مباشر، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب واسعة النطاق بين اللاعبين الرئيسين في المنطقة.