نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن مباراة الديربي المنتظرة بين قطبي مدينة مانشستر. ففي ظل غياب عملاق وسط الملعب، بول بوغبا، وُضع المدرب جوزيه مورينيو في ورطة، ما جعل مشجعي الفريق يتخوفون من ضياع النقاط الثلاث، وتعميق الفارق مع
مانشستر سيتي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أداء بول بوغبا المذهل في هذا الموسم صنع الفارق في فريق مانشستر، وجعله أفضل من العام الماضي. وخلال هذا الموسم، لم يضيع أبناء المدرب جوزي مورينيو أكثر من نقطتين خلال الجولات الثماني التي لعبها بوغبا، حيث سجلوا 24 هدفا. في المقابل، تعثر الفريق في المباريات السبع التي تغيب عنها بوغبا، ما ساهم في خسارة ثماني نقاط، والاكتفاء بتسجيل 11 هدفا فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن أسوأ ثلاث مباريات لعبها مانشستر كانت في ملعب أنفيلد، وجون سميث، وستانفورد بريدج. وقد خاض الفريق هذه المباريات خلال راحة الستة أسابيع التي خضع لها متوسط الميدان الفرنسي بعد تعرضه لإصابة عضلية.
فعندما يكون بوغبا حاضرا على أرضية الميدان، يلعب دور حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم، وهي ميزة مهمة جدا بالنسبة لجوزيه مورينيو، خاصة ضد الفرق القوية التي تنافسه على لقب الدوري. فهو يمكنه من اعتماد دفاع متراجع للخلف، فضلا عن الهجمات المرتدة. وقد بدا ذلك جليا خلال المباراة الأخيرة ضد فريق أرسنال، قبل أن يتعرض بوغبا للإقصاء في الدقيقة 74 بعد تدخل متهور على هيكتور بيليرين.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولي فريق مانشستر
يونايتد حاولوا الاعتراض على قرار الحكم أندري مارينر، معتبرين أن الإقصاء كان قاسيا أكثر من اللازم. ولكن في النهاية، اقتنع مسؤولو الفريق بأنه سيكون عليهم مواجهة السيتي في أهم مباراة منذ بداية الموسم، يوم الأحد القادم، دون بول بوغبا.
وتساءلت الصحيفة عن الطرق التي يمكن أن يعتمدها مورينيو لسد هذا الفراغ، خاصة أن الفارق بينه وبين المتصدر مانشستر سيتي أصبح ثماني نقاط، وبالتالي لم تعد الأمور تحتمل إضاعة المزيد من المباريات. وفي ظل عدم جهوزية متوسطي الميدان، مروان فيلايني ومايكل كاريك، قد يعتمد المدرب على أندير هيريرا الذي يمتلك بعض الخبرة في مركز وسط الميدان.
وأضافت الصحيفة أن أندير هيريرا تم اختياره كأفضل لاعب في الموسم الماضي في فريق مانشستر يونايتد، بعد تقديمه لأداء رائع في أغلب المباريات، إلا أنه يواجه صعوبات كبيرة منذ بداية الموسم الحالي، وفشل في اقتلاع مكان له كلاعب أساسي. ورغم افتقار هيريرا للمهارات الفنية ورؤية الملعب التي يمتلكها بوغبا، إلا أنه الأقدر في هذه الظروف على تأمين التوازن بين الدفاع والهجوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطريقة التي لعب بها مورينيو في ملعب أنفيلد في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، جعلته محل انتقادات كبيرة من قبل المشجعين، الذين اعتبروها إستراتيجية دفاعية وحذرة أكثر من اللازم، وطالبوه بتغيير خطة 3-5-2.
ولكن ضد ليفربول، اعتمد مورينيو على خطة 4-3-2-1، بوجود روميلو لوكاكو وهنريك مخيتريان فقط في أدوار هجومية، وفي عزلة عن بقية زملائهم. وفي مباراة أرسنال، بدا أن لوكاكو قد خرج من عزلته في ظل وجود مهاجم ثان إلى جانبه، وهو أنتوني مارسيال، إلا أن المهاجم البلجيكي لم ينجح في وضع حد لصومه عن التهديف.
ونقلت الصحيفة عن المحلل الرياضي، غاري نيفل، قولا أكد فيه أن مورينيو حافظ في المباريات الأخيرة على خطة 3-5-2، وأعطى تعليمات للمهاجمين لوكاكو ومارسيال باللعب على الأطراف. وبالتالي، ستمكنه هذه الخطة في المباراة القادمة من استغلال المساحات التي سيتركها ظهيرا مانشستر سيتي المعروفان بصعودهما الدائم لمساندة الهجوم.
كما أوضح نيفل أن "السيتي دائما ما يدفع بالظهيرين نحو الأمام، فيما يتقدم قلبا الدفاع لتضييق الملعب أمام الخصم. لذلك، تتمثل أفضل طريقة لمواجهته في وضع مهاجمين على الأطراف، ووراءهما ثلاثة لاعبي وسط وخمسة مدافعين، وترك المجال للمهاجمين لاقتناص الفرص".
واعتبرت الصحيفة أنه على الرغم من كل هذه المؤشرات والنصائح المسداة لمورينيو للاعتماد على مهاجمين واستغلال المساحات في دفاع السيتي، إلا أنه ليس من المفاجئ لو اعتمد مرة أخرى على طريقة دفاع الحافلة، والمحاصرة اللصيقة لكل لاعب من فريق السيتي، خاصة أنه يشعر بانعدام الأمان، وسيميل للحذر في ظل غياب بوغبا.
وأضافت الصحيفة أن مورينيو ظل يدرس فريق السيتي منذ بداية الموسم، ويحاول فك شيفرة المدرب بيب غوارديولا، الذي حقق انتصارات عريضة على أغلب الفرق التي لعب ضدها. ومن جانبه، كان مورينيو يؤكد للاعبين وإدارة الفريق أن مباراة الديربي القادمة سوف تشكل منعرجا حاسما في مشوار الدوري الإنجليزي.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أنه سيتوجب على فريق مانشستر يونايتد التزام الحذر في هذا اللقاء، ولكن في كل الحالات تعدّ نتيجة التعادل غير مرضية بالنسبة له، في ظل الفارق الذي يفصله عن السيتي. لذلك، تعدّ هذه أفضل فرصة بالنسبة له لتقليص الفارق والدخول في سلسلة نتائج إيجابية.