هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فند سياسيون ومراقبون مصريون حديث زعيم الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي، ووزراء حكومته، وأذرعها الإعلامية، عن وجود مخططات تستهدف إسقاط الدولة المصرية، وتقويض وحدتها.
ولا يترك السيسي مناسبة للتواصل مع المصريين، أو الزعماء الأجانب، ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية، إلا وينخرط في الحديث عن وجود مؤمرات تحاك ضد مصر والمصريين؛ تستهدف دولتهم، وجيشهم.
مؤمرات في أعقاب كل فشل أمني
وفي تعليقه على هجوم الروضة المسلح، نهاية الشهر الماضي، قال السيسي إن "هذا الحادث الإرهابي الآثم يهدف لتحطيم معنوياتنا وتدمير صلابتنا". وأضاف: "صامدون في مواجهة المخطط الإجرامي الخطير الذي يستهدف منطقتنا العربية".
وفي مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حمل المؤامرة المسؤولية عن أزمة مقتل الطالب الإيطالي (جوليو ريجيني)، وذلك خلال لقائه مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية على هامش جلسات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ.
اقرأ أيضا : هل يقود السيسي المصريين للثورة أم لانقلاب عسكري عليه؟
وفي أعقاب تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، في نيسان/ أبريل الماضي، قال السيسي إن المصريين تصدوا لمخططات إسقاط الدولة، وأفشلوا المؤامرات التي كانت تحاك ضد الوطن.
وكان أول تعليق للسيسي على "المؤمرات" في كلمته الشهيرة، في 24 تموز/ يوليو 2013، التي طلب فيها تفويضا لمواجهة أي عنف أو إرهاب خلال الفترة المقبلة، وأكد أن هناك من يريد حكم البلاد أو تدميرها ودفعها إلى نفق خطير.
العدو الصديق
وأقر أستاذ العلوم السياسية، بدر شافعي، بوجود مخطط يستهدف أمن مصر واستقرارها، ولكنه ليس من الداخل إنما من الخارج، قائلا: "بالطبع هناك مخططات ولكن مصدرها من إسرائيل".
وأضاف لـ"عربي21" أن "هدف تلك المخططات هو سحب مصر من انشغالها بإسرائيل، وتوجيهها ناحية الجنوب حيث السودان وأثيوبيا، بعيدا عن قضاياها الأساسية والرئيسية".
لافتا إلى أن "إسرائيل لطالما تعهدت لأثيوبيا ببناء السدود على مجرى النيل، التي من شأنها التأثير على حصة مصر من المياه، لإشغالها من ناحية، والضغط عليها من ناحية أخرى لتمرير المياه لها (إسرائيل) عبر قناة السويس لصحراء النقب القاحلة".
اقرأ أيضا : "لا ريبوبليكا": هل ستصبح مصر أفغانستان جديدة؟
مؤكدا أن "إسرائيل هو العدو الحقيقي، وهذا هو المخطط الذي يحاك ضد مصر"، متسائلا: "ولكن هل مصر تدرك أن العدو هو إسرائيل؟ بالعكس النظام في مصر يرى أن إسرائيل دولة صديقة، وتقدم علاقتها كنموذج للعلاقات التي يحتذى بها".
فزاعة وشماعة فشل
وعلق رئيس حزب الفضيلة ومؤسس تيار الأمة، محمود فتحي، بالقول إن "السيسي يمارس هذا الخطاب لتخويف الشعب من مؤامرات كاذبة؛ ليفعل ما يريده في الدولة من جهة، ولكي لا يطالبه الشعب بحقوقه من جهة أخرى؛ لأنه يحارب المؤامرات، كما أنها شماعته لتبرير فشله في جميع الملفات".
وأضاف لـ"عربي21": "الحقيقة نعم هناك مؤامرات على مصر؛ لكن هذه المؤامرات ينفذها السيسي وعصابة الحكم معه ضد مصر وشعبها".
وتابع: "تآمروا على حق المصريين في الاختيار السياسي، تآمروا على حق المصريين في غاز شرق المتوسط، تآمروا على حق المصريين في جزر تيران وصنافير، تآمروا على حق المصريين في مياه النيل، تآمروا على حق المصريين في الأمن والصحة والتعليم والعمل، تآمروا على مكانة مصر التاريخية وتأثيرها السياسي عربيا وأفريقيا، تآمروا على اقتصاد مصر الذي دمروه وأغرقوها في الديون".
السيسي هو المؤامرة
من جهته؛ رأى السياسي المصري، أحمد رامي الحوفي، أن سياسات الترويج للمؤامرات والمخططات هي "إحدى آليات النظام من أجل إخضاع الجماهير، والسيطرة عليها بالحديث الدائم المستمر عن مؤامرات كونية، وإنهم مستهدفون، وإن كان الكلام ظل من الحقيقة".
وأكد لـ"عربي21" أن "وجود السيسي وانقلابه هو المؤامرة الحقيقية، وليس أدل على ذلك من حميمية علاقته بأعداء الأمة، وقد حددهم الله تعالى في كتابه (اليهود والذين أشركوا) إلا أن السيسي ما زال يعادي دولا إسلامية فقط، ويعادي من يعادي أعداء الأمة".
وتساءل: "من المسؤول عن التفريط فى مقومات الأمن القومي من مياه النيل، وثقل جغرافي (تيران وصنافير) من تآمر على فعل ذلك؟ من المسؤول عن إهدار ثروات الدولة والشعب في مشاريع وهمية مثل توسعة قناة السويس؟ من الذي تآمر على المصريين، أليس هو هذا السيسي؟".