هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها مارتن شولوف، يقول فيه إن السعودية سترفع الحظر عن دور السينما.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السعودية ستعيد السماح لدور السينما، بعد 35 عاما من الحظر، في "وقت تواصل فيها إعادة تأهيل صورتها، بعد عقود من الحكم المتشدد".
ويكشف شولوف عن أنه سيتم افتتاح أول دار عرض للسينما في آذار/ مارس العام المقبل، ومن المتوقع أن يصل عددها إلى ألفي دار عرض بحلول عام 2030.
وتنقل الصحيفة عن وزير الثقافة عواد العواد، قوله في معرض إعلانه عن هذه الخطوة، إنها "تعد تطورا مهما في تطور المملكة الثقافي والاقتصادي، وافتتاح دور العرض السينمائي سيكون بمثابة محفز للنمو الاقتصادي والتنويع، فمن خلال تطوير القطاع الثقافي نقوم بخلق فرص عمل وتدريب وإغناء خيارات الترفيه في المملكة".
ويلفت التقرير إلى أنه تم الترحيب بهذا الإعلان بشكل واسع، لكنه ترك الكثير من المواطنين يتساءلون عن سرعة التغيير التي قد تؤدي للعودة بالبلاد إلى الوراء، بعد عقود من الحياة الثقافية المتقشفة.
ويورد الكاتب نقلا عن الممثل والمنتج السعودي هشام فقيه، قوله: "هذه أخبار مذهلة ونحن في حالة من الصدمة"، لكنه عبر عن قلقه من الرقابة، قائلا إن "أي نوع من العلاقات الحميمة والحب يعد من المحرمات وانتهاكا للأخلاق".
وتبين الصحيفة أن تصريح الوزير لم يقدم تفاصيل حول طبيعة ارتياد دور السينما، وفيما إن كانت مختلطة أم منفصلة، لافتة إلى أنه يعتقد أن جدارا سيفصل المشاهدين الذكور عن الإناث، حيث لا تريد السلطات في الوقت الحالي التعامل مع الاختلاط.
اقرا أيضا : رسميا.. دور السينما في السعودية ترى النور مطلع 2018
وينقل التقرير عن الطالبة سلمى السعود (21عاما)، قولها: "أعتقد أنه يجب أن يكون هناك فاصل في البداية، فهذا تحول ثقافي كبير، ويجب أن يعتاد عليه الناس في البداية، وهناك من يعارضونه، ويرون أنه سيفسد قيمنا، خاصة في حال اختلط الرجال بالنساء، ولا يزال هذا يعد أمرا محظورا"، وأضافت سلمى: "يجب أن تتم هذه الخطوة بطريقة تدريجية، فهذه مرحلة جديدة للسعودية، وخطوة جديدة لنا، تظهر للعالم أن لدينا جانبا فنيا وأننا نتقدم".
وينوه شولوف إلى أن هذه المرحلة تشمل أيضا السماح للمرأة بقيادة السيارة بحلول عام 2018، وتخفيف قوانين ولاية الرجل على المرأة، والسماح لها بحضور المباريات الرياضية، ومكافحة الفساد.
وتفيد الصحيفة بأن المفتي العام للسعودية تحدث في كانون الثاني/ يناير عن "انحراف" السينما، التي قد تفسد الأخلاق، مستدركة بأنه "على ما يبدو فإن السلطات لا تأبه لهذه المعارضة".
وبحسب التقرير، فإنه حتى في وقت الحظر على دور السينما، فإن السعوديين كانوا يحملّون الأفلام من خلال الإنترنت، ويشاهدونها على القنوات الفضائية، مشيرا إلى أن عددا من الشبان والشابات السعوديين صناع الأفلام حصلوا على جوائز واعتراف في السنوات القليلة الماضية، حيث حصل فيلم "وجدة" (2013) على عدد من الجوائز، ودخل قوائم جائزة الأوسكار، رغم أنه لم يرشح في القوائم القصيرة.
ويستدرك الكاتب بأنه "رغم أن الإصلاحات المحلية لقيت ترحيبا حذرا في الداخل، وشجعت من الخارج، إلا أن السياسة الخارجية الحازمة، التي تبناها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تعرضت لانتقادات واسعة، خاصة أنه بالغ في استعراض قوته من خلال حملة عسكرية في اليمن، وحصار قطر، وإجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة".
اقرا أيضا : "ياني" يعزف لأول مرة بالسعودية.. ونشطاء يعلقون (شاهد)
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن دولا عربية تساءلت عما إذا كان ابن سلمان قد أدى دورا في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.