هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
التزمت حكومة إقليم كردستان العراق الصمت حيال قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، على الرغم من الموقف الشعبي والرسمي العراقي الرافض للقرار.
وأثار الصمت الرسمي الكردي، تساؤلات حول أسباب هذا الموقف، وما إذا كان يعبر عن رأي الشارع في إقليم كردستان العراق، أم إنه جاء معبرا عن علاقة بعض الأحزاب الكردية بإسرائيل، ودعم الأخيرة لاستفتاء الإقليم.
وتطابقت تفسيرات سياسيين أكراد، تواصلت معهم "عربي21" حول الموقف الرسمي الكردي من قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حيال القدس، فيما تباينت تحليلاتهم عن رأي الشارع الكردستاني.
تناغم مع إسرائيل
وقال أحمد الحاج رشيد، النائب عن الجماعة الإسلامية الكردستانية (ثاني أكبر الأحزاب الإسلامية في الإقليم)، لـ"عربي21" إن "موقف حكومة كردستان يتناغم مع الإسرائيليين، باعتبار أن إسرائيل قد وقفت إلى جانب الإقليم في مسألة الاستفتاء، وهذا قد أضر بالأكراد".
اقرأ أيضا: العراق يتحفظ على قرار وزراء الخارجية العرب عن القدس
وأضاف أن "حكومة إقليم كردستان العراق لا تمثل كل الشارع الكردي، لأن هناك جهات سياسية كردية ترفض قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول القدس، رفضا قاطعا".
ولفت الحاج رشيد إلى "جمهور الأحزاب الإسلامية في الإقليم التي وقفت بالضد من قرار ترامب هذا، ونحن في الجماعة الإسلامية قد نددنا بالقرار، لأن هذه المسألة خطرة وقد تشعل نارا في المنطقة".
وشدد النائب في البرلمان العراقي على أن "الصمت على قرار ترامب ليس من الشعب الكردي، وإنما من بعض جماهير الأحزاب السياسية الكردية، التي لديها علاقة مع إسرائيل".
وكان الاتحاد الإسلامي الكردستاني قد أعلن في بيان له، الجمعة، رفضه وبشدة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى مدينة القدس وإعلانها عاصمة إسرائيل.
اقرأ أيضا: العراق يستدعي السفير الأمريكي احتجاجا على قرار ترامب
واعتبر الاتحاد الذي يصنف أكبر الأحزاب السياسية الإسلامية في الإقليم، القرار بأنه "خاطئ واعتداء صارخ على مشاعر المسلمين بصورة عامة وعلى حق الشعب الفلسطيني بصورة خاصة".
وأضاف أن "القرار يزيد من حالة التوتر وعدم الاستقرار التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط مما يؤدي إلى مزيد من مظاهر التطرف والاحتقان والتشدد التي تتغذى بها الجماعات الإرهابية".
ودعا الاتحاد "جميع مؤسسات المجتمع الدولي والرأي العام العالمي إلى العمل بجد من أجل إلغاء هذا القرار الخاطئ"، بحسب تعبير البيان.
موقف سياسي
من جهته، قال ريبوار عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين بأربيل، لـ"عربي21" إن "الصمت الرسمي الكردي ليس مجاملة لإسرائيل، لكنه ربما يكون موقفا سياسيا بالرغم من أن الإقليم ليس دولة لتعبر عن موقفها حيال قرار ترامب".
اقرأ أيضا: تنديد رسمي واسع بالعراق لقرار ترامب.. ودعوة لفعاليات شعبية
لكنه شدد على أن "الصمت يريد أن يعبر ضمنيا عن حكومة إقليم كردستان والشعب الكردي، عما تعرض له الإقليم في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حين سيطرت القوات العراقية والحشد الشعبي على مدينة كركوك".
وأوضح عبد الله أن "ما تعرض له إقليم كردستان، كان وسط صمت إقليمي أغضب الشعب الكردي في العراق، فبالتالي أرادت الحكومة والشعب اتخاذ موقف غير مباشر عن طريق صمته على قرار ترامب".
من ناحية ثانية، وبحسب أستاذ العلوم السياسية، فإنه "على مستوى الشرق الأوسط، كانت الدولة الوحيدة التي ساندت القضية الكردية والاستفتاء الذي أجري في إقليم كردستان، هي إسرائيل، لذلك ربما يكون هذا أحد الأسباب التي جعلت إقليم كردستان يلتزم الصمت".
وبخصوص مدى تطابق الموقف الرسمي مع رأي الشارع الكردي، قال عبد الله إن "الشعب الكردي لديه نفس الموقف الذي اتخذته حكومة إقليم كردستان بشكل غير مباشر والمتمثل بالصمت عن قرار ترامب".
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد أعلن تأييده لاستفتاء إقليم كردستان على الانفصال من العراق، الذي أجري في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، واعترضت عليه بغداد وأنقرة وطهران، إضافة إلى أمريكا والاتحاد الأوروبي.