هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع الأهمية الكبرى لقرار الإدارة الأمريكية بشأن مدينة القدس المحتلة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، تبقى هذه الخطوة وفق وزير إسرائيلي سابق، بحاجة للعديد من الإجراءات كي تساهم في تغير الواقع في مدينة القدس المحتلة.
القرص المرير
وأكد وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق، يوسي بيلين، أن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اعترف بمدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل؛ هو خطاب هام ومؤثر".
وأضاف: "ولكن في حال لم يتم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في وقت قريب جدا، وإن كان في مبنى مؤقت، وإذا لم يسجل مواليد القدس كمواليد إسرائيل؛ وكذلك إذا لم تشر الوثائق الأمريكية الرسمية للقدس كعاصمة؛ سيبقى إعلان ترامب بادرة طيبة هامة لإسرائيل، ولكن ليس كخطوة تغير الواقع".
ولفت بيلين في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، إلى أن "ترامب قبل بضعة أسابيع شرح في وسائل الإعلام، لماذا لم ينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأوضح أن هذا من شأنه أن يمس بمساعيه لتحقيق اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين".
ومن المعقول الافتراض أن "ترامب غير رأيه، لأنه كان يفترض به أن يوقع على معارضته نصف السنوية لنقل السفارة إلى القدس"، وفق الوزير الإسرائيلي الذي تابع: "ومن أجل تحلية القرص المرير، قرر ترامب الإعلان عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل دون أن يحدد حدودها".
خطة سياسية
وأشار إلى أن "ترامب سعى لأن يبقي مسألة الحدود للاتفاق المستقبلي، وأعاد حل الدولتين إلى البحث"، مضيفا: "الرسالة كانت واضحة؛ هو لا يكرر الفكرة الشوهاء عن الدولة الواحدة، التي تقام بدلا من إسرائيل".
وأشار بيلين، إلى أن "ترامب في مرحلة مبكرة من رئاسته عرض حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كتحد مركزي بالنسبة لإدارته، وأعلن بأن في نيته أن يحقق في الشرق الأوسط "الصفقة الكبرى"، وهو ما يتطلب تنازلات من الطرفين".
وأوضح أنه "كان بوسع ترامب أن يترك الاعتراف بالقدس كإنجاز إسرائيلي يتم مقابل تنازلات، ولكن يحتمل أنه قرر اتخاذ خطوة يمنح فيها إسرائيل إنجازا مسبقا، ويطلب مقابله عندما يعرض خطة سياسية".
وذكر الوزير الإسرائيلي، أنه "يمكن للحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو، أن ترفض كل ما يعرض عليها، ولكن سيكون من الصعب عليها أن ترفض اقتراحا يأتي من طاولة من تتم وصفه بأنه الرئيس الأفضل لإسرائيل منذ قيامها (على أرض فلسطين المحتلة)".