هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شكّل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بمدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل" فرصة لشريحة من النخب الأردنية لمطالبة حكومة بلادهم بإعادة النظر في تحالفاتها الإقليمية وتحديدا مع بعض دول الخليج.
جاء ذلك في ظل ما طرحته تقارير إعلامية عن علم السعودية المسبق بقرار ترامب الأخير الذي اعتبره الأردن الرسمي والشعبي استهدافا مباشرا له، وتحديدا فيما يتعلق بالوصاية الهاشمية على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسحية.
وعزز من هذه المطالبات التراشق بين السفير السعودي ونواب أردنيين على خلفية بيان أصدرته سفارة الرياض طالبت فيه الرعايا السعوديين بالابتعاد عن المسيرات التي خرجت في مدن أدرنية تنديدا بالقرار الأمريكي.
اقرأ أيضا: رويترز: السعودية ضالعة في قرار ترامب الأخير حول القدس
تراجع العلاقة
ويرى مراقبون أن تراجع المساعدات الاقتصادية السعودية للأردن وما يراه محللون أردنيون موقفا ضعيفا للرياض تجاه قضية القدس، تعد مؤشرا على تراجع العلاقة بين المملكة وأطراف خليجية.
في المقابل ينفي رئيس الديوان الملكي الأسبق جواد العناني هذا التحليل، ويعتبر أنه "لا وجود لخلافات كبيرة تصل حد القطيعة بين الأردن والدول الخليجية".
ويضيف العناني في حديثه لـ "عربي21": "حدثت مواقف مشابهة سابقا ولم تؤثر على العلاقة الأساسية بين الطرفين"، مستدركا: "قد يكون هناك خلافات في وجهات النظر ببعض الأمور لكن لا أعتقد أن هناك خلافا عميقا بين الأردن وبين الدول الخليج وبالأخص السعودية".
وحول ما أشيع عن وجود خلاف أردني سعودي بخصوص التعامل مع ملف القدس، يعلق العناني بالقول: "أعتقد أن كل من لا يوافق على ما هو مطلوب اتخاذه من إجراءات ممكنة لأجل القدس لا يلومن إلا نفسه، وغير مقبول من أي أحد يتخاذل باتخاذ موقف اتجاه القدس".
اقرأ أيضا: التايمز: هل ساعد السعوديون بتخفيف حدة الرد على قرار ترامب؟
ويؤكد العناني أن "الأردن يعتبر نفسه دولة وسطية وبلد توفيق وتجميع، ونحن ضد أن نخلق تحالفات ومحاور في المنطقة ومحورة، ونحن لا نريد محورة وسياستنا لا تريدها في المنطقة".
مؤشر على توتر
من جهته اعتبر الكاتب والصحفي عمر عياصرة أن ثمة "مؤشرات من الممكن أن تكون دليلا على توتر العلاقة بين الأردن وبعض دول الخليج".
ويضيف عياصرة في حديثه لـ"عربي21": "من الواضح جدا أن دول الخليج تحاول في الآونة الأخيرة، تلزيمنا للولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تخلوا عن مساعدتنا وتحديدا العربية السعودية".
ويتابع: "الولايات المتحدة أصبحت الجهة الوحيدة التي تقدم مساعدات عسكرية واقتصادية للأردن، وكأنهم (دول الخليج) أرادوا أن يتركونا ضمن هذا المخطط للضغط علينا".
وأشار إلى أنه "من الواضح جدا أن العلاقة بين الأردن ودول الخليج ليست على ما يرام تحديدا في ملف القضية الفلسطينية والمساعدات الاقتصادية".
ويتابع: "الموقف الخليجي متخاذل من جهة القدس، والبعض يصفه في الأردن بأنه متواطئ وهذا يفسر التراشق الإعلامي الذي حدث بين السفير السعودي وبعض النواب الأردنيين، أو الهتافات التي انطلقت في الشارع الأردني ضد محمد بن سلمان".
الوصاية الأردنية
وتعليقا على تقارير تحدثت عن نوايا سعودية لمنافسة الأردن في ملف الوصاية على المقدسات في القدس المحتلة، تحدث عياصرة عما سماها "بعض الإشارات التي بدأت تشير لهذا الأمر".
ويضيف: "منذ قضية تركيب الكاميرات والبوابات في القدس وبعد هبة أهلها ضدها، وحديث الإعلام السعودي عن التدخل من قبل الملك سلمان، شعر الأردن أن السعودية بدأت تدخل على هذا الملف".
اقرأ أيضا: تركيا والأردن يجددان رفض أي قرار أمريكي يمس القدس المحتلة
وتابع: "بعض التقارير تحدثت عن زيارة محمد بن سلمان لإسرائيل، وضغطه على محمود عباس، وهناك حديث عن مؤسسة اسمها خادم الحرمين الشريفين والتي من الممكن بعد قرار ترامب الأخير أن تتولى شؤون القدس".
واستدرك: "حتى الآن لا يوجد شيء محسوم، لكن الأردن قلق من الدور الخليجي، ومحاولة تسلله للوصاية الأردنية على المقدسات، وهذا يفسر كلمة ويزر الخارجية أيمن الصفدي في كلمة أمام مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي أكد على قصة النبي العربي وقضية الوصاية الأردنية على القدس، وهذا كله عبارة عن تقارير غير مؤكدة للان".
ويستبعد عياصرة في حديثه "خروج الأردن من تحالفاته الحالية الرئيسية وتحديدا السعودية والولايات المتحدة، مستدركا: "لكن الأردن يحاول مناكفة التحالفين الرئيسين وهما واشنطن والرياض من خلال الاقتراب من الآخرين، مثلا زيارة العاهل الأردني لتركيا والتقائه بأردوغان واتصاله بأمير قطر والاتصال الذي تم بين الملك واسماعيل هنية".