هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عقدت في العاصمة الألمانية برلين، مساء الأربعاء، ندوة تناولت أوضاع مدينة القدس بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بها كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، حضرها العشرات من الألمان والجيل الثاني والثالث من الشباب الفلسطيني.
واستضافت الندوة، التي نظمها شباب ألماني والتجمع الفلسطيني ورابطة المرأة الفلسطينية بألمانيا، شخصيات ألمانية متضامنة مع القضية الفلسطينية.
وأكد المشاركون في الندوة رفضهم القاطع لقرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للاحتلال، وطالبوا بالتراجع عنه، مشددين على أنها العاصمة الأبدية لفلسطين.
وجاءت الندوة لإلقاء الضوء على خطورة الاعتراف بمدينة القدس كعاصمة لدولة الاحتلال، وتبعات ذلك على القضية والشعب الفلسطيني، ونسف حل الدولتين، كما عرفت بالأوضاع بالمدينة المحتلة من جوانب عدة، وتطرقت للقرارات الصادرة من الأمم المتحدة والمتعلقة بها.
وقال البرفسور الألماني المتخصص بالشؤون الشرق الأوسطية، أودو شتاين باخ: "إن حل الدولتين أصبح غير واقعي، في حين بات الطريق معبدا نحو دولة واحدة يعيش فيها الفلسطينيون مع الاحتلال، بفعل القرار الأمريكي".
وطالب باخ بتغيير السياسية الأوروبية والغربية تجاه التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وإنصاف الشعب الفلسطيني، والإنصات لمطالبه العادلة.
وحذر من أن عدم تفهم مطالب الفلسطينيين يهدد عملية السلام القائم على مشروع حل الدولتين.
وأكد البرفسور الألماني بأن قرار ترامب لن يغير شيئا من الواقع؛ لأن وضع الشعب الفلسطيني قبل القرار كان مشابها جدا لما هو عليه الحال بعد القرار، بحسب قوله.
وطالب الفلسطينيين باقتناص الفرصة في ظل أن العالم مؤيد لموقف لشعب الفلسطيني، مؤكدا ضرورة رصهم للصفوف والوحدة.
بدوره، قال البرفسور الألماني رولف فليجر، عضو سابق بالممثلة الرسمية لليهود: "إن قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، يعدّ إحدى نتائج وعد بلفور".
وأكد أن القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل سوف يصب الزيت على النار، ويشعل المنطقة بالكامل.
وطالب اليهود في ألمانيا خاصة، وأوروبا عامة، برفع صوتهم ضد هذا القرار العنصري؛ لأنه غير قانوني، وغير عادل.
كما أشاد بموقف الحكومة الألمانية برفض قرار ترامب، معتبرا إياه خطوة في الاتجاه الصحيح.
وقال علي اشتيوي، مدير مؤسسة شباب ألماني من أجل فلسطين: "إن هذه الندوة تأتي في إطار خطة طويلة المدى؛ لزيادة وعي الناس حول مدينة القدس وأهميتها للمسلمين والمسيحين، من خلال وسائل متعددة".
وأضاف لـ"عربي21": "نتفاعل من خلال الإعلام الألماني والعربي، لتوصيل وجهة نظرنا وموقفنا للإعلام وللسياسيين وللشعب هنا من القدس والقضية الفلسطينية، لا سيما في ظل موجة تحريض طالت فعاليات لنا".
وحول بعض التجاوزات التي حدثت في التظاهرات، واستغلها الإعلام بشكل سلبي، أوضح اشتيوي أنهم يواجهون ذلك بزيادة الوعي لدى الشباب بقوانين البلد وقانون التظاهر؛ لأن بعض الشعارات التي يرفعها البعض قد تكون غير مناسبة في ألمانيا، وبالتالي تسبب مخاطر لأصحابها.