بعد أيام قليلة على إعلان
روسيا بدء سحب الجزء الأساسي من قواتها من
سوريا، بعد إعلانها هزيمة تنظيم الدولة، قالت
إيران إنها باقية في سوريا لمحاربة "الإرهاب".
جاءت التصريحات على لسان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي
شمخاني، قائلا إن الإيرانيين باقون في سوريا حتى هزيمة ما وصفها بـ"المجموعات الإرهابية".
وبحسب ما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية، فقد لفت شمخاني في مهرجان في محافظة كردستان، إلى أن إيران مستمرة في تقديم خدماتها "الاستشارية"، دون إشارة إلى المجموعات المقاتلة هناك.
وأكد شمخاني أن الوجود الإيراني جاء بطلب من حكومة نظام
الأسد "الشرعية"، وأن حسابات إيران المتعلقة بحفظ مصلحتها الوطنية، وأمن المنطقة، لا تتأثر بحسابات الدول الأخرى.
عضو الائتلاف الوطني السوري، ياسر فرحان، قال إن مفهوم الإرهاب الذي قصده شمخاني فضفاض وغير محدد، وهو شماعة فقط لإبقاء قدم لهم داخل سوريا.
وقال فرحان في حديثه لـ"
عربي21" إن إيران دولة غازية في سوريا، وتهدف إلى ضمها إلى مناطق سيطرتها مثل لبنان والعراق واليمن عبر مليشياتها بذريعة حماية المقدسات.
وأكد فرحان أن إيران دولة تحمل مشروعا توسعيا، وتقود مشروعا للتغيير الديموغرافي والطائفي في سوريا.
وعن تصريحات شمخاني بأن الوجود الإيراني جاء بطلب "الحكومة الشرعية" قال عضو الائتلاف الوطني السوري إن النظام في سوريا ليس شرعيا، واستقدامه قوات أجنبية لقتل شعبه أفقده الشرعية، لتصبح الشرعية بيد الشعب.
ولفت إلى أن النظام لا يملك أمره في سوريا، وأن الأسد لا يستطيع الطلب من الإيرانيين مغادرة سوريا، بعد أن تحول إلى مجرد واجهة لتسويغ التدخل الإيراني.
وعن العلاقة مع روسيا، لفت إلى أن المصالح الروسية الإيرانية غير متطابقة، وأن التأثير الإيراني على نظام الأسد أكبر من تأثير روسيا لكن الخلافات لا تزال غير واضحة للجميع.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أمر قبل أيام، خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في قاعدة "حميميم" باللاذقية، ببدء سحب القسم الأكبر من القوات الروسية الموجودة في سوريا، بعد أدائها لمهامها في محاربة الإرهاب.
وقال وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو"، إن القوات المسلحة الروسية بدأت بمغادرة سوريا، بحسب ما نشر موقع "روسيا اليوم".
وشككت الولايات المتحدة الأمريكية بالخطوة الروسية، على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أدريان رانكين-غالواي، الذي قال: "إن تصريحات روسيا حول سحب قواتها لا يعني عادة تقليصا فعليا لعديد عسكرييها، ولا يؤثر على أولويات الولايات المتحدة في سوريا".
المحلل الروسي، والخبير بشؤون الشرق الأوسط، أندريه أونتيكوف، قال لـ"
عربي21" إن التصريحات الإيرانية، بعد أيام من الإعلان الروسي بسحب القوات، لا يعني اختلافا في الرؤى بين البلدين.
ولفت إلى أن روسيا لا تزال تحارب "الإرهاب" في سوريا رغم سحب الجزء الأساسي من القوات هناك، بسبب وجود "إرهابيين" آخرين غير تنظيم الدولة، مثل جبهة النصرة، وغيرها من الجماعات المسلحة.
ولفت أونتيكوف إلى استمرار التنسيق الروسي السوري الإيراني من مركز التنسيق في بغداد، بحضور الطرف العراقي أيضا.