هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الدول القريبة من الولايات المتحدة صوتت لصالح قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن القدس ودعوة إدارة دونالد ترامب الاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
ويجد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن هذا التصويت يعكس العزلة التي تواجهها إدارة الرئيس ترامب، مشيرا إلى أن التصويت كان 14- 1، حيث استخدمت السفيرة الأمريكية نيكي هيلي ولأول مرة، الفيتو لإبطال تحرك دولي ضد بلادها.
وتستدرك الصحيفة بأن هيلي عنفت الدول في أكثر هيئة في الأمم المتحدة فعالية، واصفة التحرك بالمحرج، وقالت إن قرار ترامب قبل أسبوعين كان اعترافا بالواقع، وأضافت أن أي إشارة إلى أن الرئيس أضر بالعملية السلمية تعد "تهمة مهينة"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تستخدم حق الفيتو لأول مرة منذ ستة أعوام، وقالت: "اليوم، ولسبب بسيط يتعلق بأين نقيم سفارتنا، أجبرنا على الدفاع عن سيادتنا.. والتاريخ سيسجل أننا فعلنا هذا بفخر".
ويشير التقرير إلى أن البيان الذي صاغته مصر، وجاء في صفحة واحدة، قال إن قرارات مجلس الأمن الدولي خلال الخمسين عاما الماضية ترفض سيادة إسرائيل على القدس المدينة المقدسة لدى الأديان الثلاثة: الإسلامية والمسيحية واليهودية، لافتا إلى أن البيان دعا، دون ذكر الولايات المتحدة بالاسم، الدول إلى عدم فتح سفارات لها في القدس، وقال إنه يجب حل الموضوع من خلال التفاوض.
وتذكر الصحيفة أن ترامب أعلن في خطابه الذي ألقاه هذا الشهر عن نقل السفارة، وهو واحد من وعوده الانتخابية، إلا أن النقاد اعتبروا أن إرضاء قاعدته الانتخابية جاء على حساب التضحية بالاستقرار في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن العنف لم يتوقف منذ إعلانه، وتم إطلاق 27 صاروخا من غزة، بالإضافة إلى مواجهات مستمرة في الضفة الغربية.
ويلفت التقرير إلى أن هناك أدلة تشير إلى تراجع قدرة الولايات المتحدة على أداء دور الحكم في العملية السلمية، حيث قرر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عدم مقابلة نائب الرئيس مايك بينس، الذي كان من المقرر زيارته المنطقة هذا الأسبوع، وأعلنت المتحدثة باسم مكتبه ليلة الاثنين أنه قرر تأجيل الزيارة للأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني/ يناير.
وتنقل الصحيفة عن السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور، قوله في مجلس الأمن، إن قرار ترامب يمثل "تحيزا واضحا" مع إسرائيل، وأنه "أضعف موقفه في العملية السلمية في المستقبل"، فيما أثنت إسرائيل على موقف الولايات المتحدة، وقارن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فيديو نشره على حسابه في "تويتر" بعد لحظات من الفيتو الأمريكي هيلي بالمكابيين اليهود، الذين يحتفل اليهود بسيطرتهم على القدس في عيد المشاعل، قائلا: "لقد أنرت شمعة الحقيقة وبددت الظلام، واحدة هزمت الكثيرين والحقيقة هزمت الكذب".
ويفيد التقرير بأنه على خلاف الرئيس باراك أوباما، الذي تميزت علاقته بالتوتر مع الحكومة الإسرائيلية، فإن ترامب بدأ بتوطيد العلاقة حتى قبل أن يصل إلى الرئاسة.
وتنوه الصحيفة إلى أنه قبل شهر من تنصيب ترامب رئيسا، اتصل مستشار الأمن السابق مايكل فلين، مع عدد من المسؤولين الأجانب، بناء على طلب من صهر الرئيس جاريد كوشنر، وحثهم على عرقلة أو تأجيل التصويت في مجلس الأمن الذي امتنعت فيه الولايات المتحدة عن التصويت، وهو الذي دعا إسرائيل للتوقف عن التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن القرار تم تمريره بنتيجة 14- 0، ونظر إليه باعتباره توبيخا لإسرائيل من حليفتها الأمريكية، وفي تعليق لهيلي قبل التصويت على امتناع بلادها عن التصويت العام الماضي، فإنها وصفته بأنه "لطخة في ضمير أمريكا".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الرسالة يوم الاثنين من مجلس الأمن كانت هي النقد الشديد حتى من حلفاء الولايات المتحدة، مثل بريطانيا وفرنسا، وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت، إن قرار ترامب "لم يكن مساعدا للعملية السلمية في المنطقة".