هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت حركتا "فتح" و"حماس"، أن استباحة قوات الاحتلال الإسرائيلي، لدماء الشعب الفلسطيني عبر استخدام القوة العسكرية المفرطة والأسلحة المختلفة في قمع الاحتجاجات الفلسطينية، هي دليل على إفلاسه وخوفه.
الشباب المنتفض
واستشهد برصاص الاحتلال 11 فلسطينيا، وأصيب نحو 5 آلاف
آخرين بجروح مختلفة، خلال قمع قوات الاحتلال للمظاهرات الفلسطينية التي تجتاح فلسطين
المحتلة، رفضا لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعترافه بمدينة القدس المحتلة
"عاصمة لإسرائيل".
في حين بلغ عدد المعتقلين منذ إعلان
ترامب بتاريخ 6 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أكثر من 500 معتقل فلسطيني بينهم 153 طفلا،
11 فلسطينية، بحسب نادي الأسير الفلسطيني، كما وثقت عدسات الكاميرات الاعتداءات الهمجية
بحق فئات الشعب الفلسطيني كافة، وخاصة الأطفال والنساء في مدينة القدس المحتلة.
سياسات خطيرة
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أكدت
على لسان القيادي وعضو مجلسها الثوري، السفير السابق محمد الحوراني، أن "الاحتلال
حينما يرى هذه الصورة النبيلة لشعب متمسك بأرضة ووطنه، شعب يتحرك فيه القعيد قبل الصحيح
والصغير قبل الكبير، يشعر أنه لا مستقبل له على هذه الأرض".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"؛ "لذلك تبالغ
قوات الاحتلال في استخدام القوة ضد هذا الشعب، وهو ما يكشف جوهر الاحتلال القائم على
العنصرية والعنف".
وأشار الحوراني، إلى أن "هذا الواقع ليس جديدا
على شعبنا الذي يدرك جيدا حجم الثمن الباهظ الذي يدفعه في كل مرة ينزل إلى الشارع دفاعا
عن حريته وأرضه، وهو في هذه المرة نزل ليدافع عن أعز ما لديه وهي مدينة القدس المحتلة،
التي تختصر إيمانه وثقافته وتطلعه للحرية".
وحول هذا العدد الكبير من المصابين بسبب قمع القوات
الإسرائيلية، أوضح أن الشعب الفلسطيني "يناضل بإمكانياته كشعب أعزل في مواجهة
قوات الاحتلال"، مطالبا من "المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة فيه، أن تأخذ
مواقف أكثر شدة وحزما وجدية تجاه الاحتلال وسياساته اليومية القمعية التي يمارسها ضد
الشعب الفلسطيني".
وقال: "لقد ثبت أن منافقة الاحتلال يأتي على حساب
الشعب الفلسطيني، ويترك دولة الاحتلال تذهب بعيدا في قمع الفلسطينيين".
ورجح القيادي في "فتح"، أن "تتصاعد
الأحداث؛ لأن الأمر أولا؛ يتعلق بالقدس المحتلة، وثانيا؛ الإدارة الأمريكية لم تتراجع
حتى الآن عن إعلانها المشؤوم، وثالثا؛ الاحتلال مستمر في سياساته الخطيرة فيما يتعلق
بمصادرة الأراضي وتهويد القدس وتغيير هويتها".
ونوه إلى أن "ما حصل في الأيام الأخيرة أعاد القضية
الفلسطينية لقلب اهتمامات الأجندة الدولية، كما أعاد لها اعتبارها على مستوى المؤسسات
الدولية والعمل السياسي الدولي".
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان
الناطق باسمها، عبد اللطيف القانوع، أكدت أن "ارتفاع وتيرة التصعيد ضد المتظاهرين
الفلسطينيين، يعكس حالة الإفلاس الحقيقية التي يعاني منها الاحتلال".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "الاحتلال
يتأذى كثيرا ويعاني من حالة توجس وخوف من استمرار وتصاعد الانتفاضة الفلسطينية، سواء
في الضفة الغربية المحتلة والقدس والمناطق المحتلة عام 1948، أو قطاع غزة، إضافة لحالة
الدعم الشعبي العربي".
ونوه القانوع، إلى أن "حجم الإصابات الكبير في صفوف
المواطنين الفلسطينيين والاعتداءات الوحشية ضد مختلف أبناء شعبنا، يأتي لمحاولة الاحتلال
ثني إرادة الشباب المنتفض ضد الاحتلال ورفضا لإعلان ترامب".
سيسقط القرار
ورأى أن قرار الأمم المتحدة الذي أقر بالأمس بأغلبية
128 صوتا، والذي يرفض المساس بوضع مدينة القدس المحتلة، "منح الجماهير الفلسطينية
والعربية المنتفضة التي تخرج في الساحات المختلفة رفضا للقرار الأمريكي، دفعة معنوية".
كما طالب المتحدث باسم "حماس"، بأن
"يتم ترجمة هذا القرار النظري إلى إجراءات عملية ميدانية، تتناغم مع حجم الغضب
المستشري في الساحات العربية والفلسطينية كافة".
وشدد على أنه "لا يمكن مواجهة القرار الأمريكي إلا
بإرادة ووحدة فلسطينية"، مؤكدا أن "الانتفاضة الفلسطينية وأيام الغضب لن
تتوقف، وشعبنا الفلسطيني لن يبرح الميادين والمخيمات والساحات، وسيواصل انتفاضته ضد
الاحتلال حتى كسر القرار الأمريكي الظالم بحق مدينة القدس".
وأضاف: "الإدارة الامريكية تتحمل كامل النتائج
المترتبة على اتخاذ مثل هذا القرار".
وحول تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال على الفلسطينيين،
وخاصة في مدينة القدس المحتلة، قال القانوع: "القدس قلب فلسطين النابض وهي بؤرة
الصراع، والاحتلال يحاول ردع الشبان المقدسيين والفلسطينيين المنتفضين كافة عن مواصلة
انتفاضتهم، لكن محاولته هذه فاشلة وبائسة".
وتابع: "شعبنا ماض في انتفاضته ولن يتراجع قيد
أنملة، وكل فصائل العمل الوطني الفلسطيني والإسلامي تتخندق دفاعا عن القدس"، مؤكدا
أنه "كما نجح شعبنا في كسر الإجراء الإسرائيلي الخاص بالبوابات الإلكترونية، سيسقط
قرار ترامب".