يجري في المرحلة الحالية تكثيف الاستعدادات الخاصة بإنشاء "المنطقة
الاقتصادية التركية في جيبوتي"، في ضوء التطور الذي شهدته العلاقات الثنائية بين البلدين مؤخرا.
وتصدر موضوع التعاون الاقتصادي؛ جملة القضايا التي تناولها المسؤولون الأتراك والجيبوتيون خلال الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة إلى
تركيا الأسبوع الماضي.
وشكلت مسألة إنشاء "المنطقة الاقتصادية التركية" إحدى أبرز القضايا التي جرت مناقشتها خلال اللقاءات التي جمعت ممثلي قطاع الأعمال التركي والوفد الجيبوتي المرافق للرئيس جيلة.
وقال وزير الاقتصاد الجيبوتي "إلياس موسى دواله"، إن اللقاءات التي جمعت بين ممثلي قطاع الأعمال التركي والوفد المرافق للرئيس جيلة، فتحت آفاقًا جديدة من التعاون المشترك تساعد في خلق استثمارات وفرص عمل جديدة.
وأضاف أن اللقاءات شملت موضوع إنشاء "المنطقة الاقتصادية" لخلق بيئة عمل متينة، وأن قادة البلدين اتفقا على تطوير العمل والتعاون المشترك بين البلدين في المرحلة الأولى.
وكشف دوالة أن دراسة الجدوى الخاصة بالمنطقة الاقتصادية أصبحت جاهزة، وأن أعمال البناء والتشييد ستبدأ في القريب العاجل، وقال: "المنطقة المذكورة ستكون مستعدة لاستقبال الاستثمارات التركية في
أفريقيا خلال عام ونصف العام".
وأشار الوزير إلى أن تركيا ستساهم في إثراء الموقع الاستراتيجي لأفريقيا ورفد جهود التنمية الاقتصادية، فضلاً عن أن "المنطقة الاقتصادية" سوف تساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين وتطوير العلاقات بين تركيا وأفريقيا.
وشدد على أن بلاده تشعر بالفخر من دعمها للجهود المبذولة على طريق تطوير العلاقات التركية الأفريقية.
وأكد أن حجم التجارة الحالي بين تركيا وجيبوتي "غير كافٍ ولا يعبر عن حقيقة إمكانات البلدين"، وبلده ترغب بزيادة هذا التبادل في السنوات المقبلة.
من جهته، قال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية ومجلس الأعمال التركي الجيبوتي، فاتح فولكان قاز أوا، إن "جيبوتي تعتبر أحد أهم المراكز التي ساهمت في الانفتاح على أفريقيا منذ عام 2005".
وذكر قاز أوا، أن جيبوتي كانت من أوائل المراكز التجارية التابعة للدولة العثمانية في أفريقيا، مشيرًا إلى أن الانفتاح التركي على القارة السمراء يتم مرة أخرى عبر جيبوتي.
وأوضح قاز أوا، أن جيبوتي بلد صغير وآمن، يجذب الانتباه ويعد أحد أهم المراكز الآمنة للمستثمرين، فضلًا عن العلاقات الجيدة التي تربطه مع تركيا.
ولفت إلى أن جيبوتي تعتبر دولة مثالية لرجال الأعمال الأتراك الراغبين بالعمل في مجال الطاقة والأعمال اللوجستية والصناعات الخفيفة؛ وعليه، فإن إنشاء "المنطقة الاقتصادية" يأتي بهدف زيادة التعاون مع جيبوتي.
وأشار إلى أن المنطقة المذكورة سيكون لها الحصانة التي تملكها السفارة التركية، وإدارة المنطقة ستكون مشتركة بين الجانبين.
وأكّد قاز أوا، أن الاستدامة والأمن يعتبران أكبر المشاكل التي تواجه أفريقيا، وأن المنطقة الاقتصادية ستقلل هذه المشكلات إلى الحد الأدنى.
وأضاف أن جيبوتي تعمل في هذه الأثناء على تأسيس نظام مصرفي، وأن رجال الأعمال العاملين في المنطقة سوف يتمتعون بمزايا ضريبية تمكنهم من إجراء عمليات البيع بسهولة.
وختم قاز أوا، حديثه قائلا: "إذا نجحنا في فتح هذه البوابة (المنطقة الاقتصادية) سننجح في فتح المزيد من البوابات".