هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث أحد أكبر المعلقين الإسرائيليين، عن الأداء السياسي
الأمريكي والإسرائيلي خلال عام 2017، الذي بدوره أنتج سنة غير طيبة لـ"إسرائيل"،
في ظل فشل ولي العهد السعودي في سياسته الخارجية، وتمركز إيران على مقربة من الجولان
المحتل.
احتمالات الحرب تتعاظم
في السنوات الأخيرة قدر اللواء احتياط عاموس يدلين،
رئيس "معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي"، أن "احتمالات الحرب التي
ستشارك فيها إسرائيل متدنية للغاية، تكاد تصل صفر".
لكن الأمر يختلف الآن مع تغير الوضع،
حيث يشير يدلين، إلى أن "القوات الإيرانية أصبحت ترابط على مقربة من إسرائيل في
الجولان (المحتل)، وفي الوقت الذي تعلن تل أبيب أنها لن تسمح لهذا الأمر أن يتم، تتعاظم
احتمالات الحرب".
وتعليقا على هذا الوضع، أكد ناحوم برنياع، وهو كبير
المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن "سنة تنتهي بتثبيت وجود
عسكري إيراني على حدود إسرائيل لا يمكنها أن تعد سنة طيبة"، موضحا أن
"عام 2017، يترك خلفه إرثا غير طيب بالنسبة لإسرائيل في عدة مسائل؛ دولية ومحلية".
وبعد تنصيب الرئيس الأمريكي الـ 45 للولايات المتحدة،
دونالد ترامب، "كانت الفرضية أنه سيتصرف
مثل أسلافه؛ سينتقل من الأطراف للمركز، يصالح الخصوم، يتصرف رسميا ورئاسيا، لكن ما
حصل عكس كل هذا، حتى إن السؤال؛ هل ترامب عبقري أم مجنون لم يحسم بعد"، وفق المعلق
الإسرائيلي.
وأوضح أنه "بين مؤيديه ومعارضيه، تقف في الوسط
المؤسسة الجمهورية، التي ترى أن ترامب يمثل خطرا وجوديا، وفي بعض الأحيان غبيا مجديا"،
لافتا إلى أن "ترامب هو الرئيس الشعبوي الأول الذي يبني على التحريض ضد الأغلبية الأمريكية،
في حين أثرت متلازمة ترامب على إسرائيل بطرق مختلف ومفاجئة".
واعتبر برنياع، أن "الضرر الفوري لسياسته الخارجية
من جانب إسرائيل، هو الانتصار الإيراني في سوريا، الذي تحقق بمساعدة واشنطن المباشرة
وتجسد بسبب غيابها على الساحة السورية"، مضيفا: "في المكان الذي احتجنا فيه
لأمريكا عام 2017، لم نجدها واختارت الغياب".
العناق الأمريكي حار
وفي كل ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي
"عمل ترامب في 2017 كأعظم صديق للحكومة الإسرائيلية، وبعد اعترافه بالقدس عاصمة
لإسرائيل ومنحه الحكومة فترة زمنية معفية من الضغوط، انتقلت المسيرة السلمية من الثلاجة
إلى الفريزر".
وبشأن "الدفاع عن إسرائيل في المؤسسات الدولية؛
لم يعد دفاعا سلبيا من خلال الفيتو في مجلس الأمن، بل دفاع ناشط، من خلال التهديد بالعقوبات
المالية، المقاطعة والانسحاب"، وفق المعلق الذي قال: "العناق الأمريكي حار
ودافئ ومقيد، ومن شأنه أن يتبين كعناق الدب".
وفيما يخص التعامل مع منظمة
"اليونسكو" على سبيل المثال، ذكر أن "الانسحاب من اليونسكو لن يضر أمريكا
في شيء، أما إسرائيل سيضر بها جدا، ولم تجد تل أبيب من خيار سوى السير في أعقاب واشنطن
وإعلان الانسحاب نهاية السنة القادمة".
ونوه برنياع، أنه "مع صعود
مليشيات نازية جديدة مزدهرة؛ تحمل خليطا من اللاسامية والدعم المتحمس لإسرائيل وحربها
ضد المسلمين، التي أصبحت ظاهرة سائدة في أوروبا، ودخلت للتيار المركزي للسياسة الأمريكية
برعاية ترامب ومقربيه، نرى أن معظم اليهود في أمريكا يتعاملون مع هذه الظاهرة كتهديد
وجودي، أما إسرائيل فلا تبالي".
ورأى أن "التأثير الأكبر لترامب على إسرائيل هذا
العام، كان في تبني الترامبية كأمر عادي، ومع هذا هناك شخصية أخرى لا تقل تشويقا، دخلت
حياتنا هذ العام الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي؛ وهو الملك الفعلي للسعودية".
ولفت المعلق الإسرائيلي البارز، إلى أن "سلالة
الملكية السعودية تميزت بالمحافظة..، لكن ابن سلمان لديه مزاج ثوري وأفكار راديكالية؛
وكان هدفه الأول، اعتقال المئات من الشيوخ، وأملى على آخرين برنامجا دينيا جديدا، والثاني؛
الثورة على أصحاب المال واعتقال المئات منهم بتهمة الفساد؛ وهذه تهمة بها بعض الشك".
وتابع: "كان الهدف مزدوجا؛ أن يريهم من هو السيد،
وأن ينتزع منهم المال، حيث تقدر الفدية بـ 100 مليار دولار"، مؤكدا أن ولي لعهد
يسعى لتجفيف المساهمة المالية السعودية في البنية التحتية الدينية الاجتماعية السنية
في أرجاء العالم".
نتنياهو قابل للابتزاز
وعلى حد قول أمريكيين اثنين التقيتهما في الأشهر الأخيرة،
فإن "سيطرة ابن سلمان في حكم السعودية مطلقة، وحتى اللحظة لم يتجرأ أحد على تحدي
حكمه، ويحتمل أن يغتالوه، ولكن احتمال نجاح هذا الأمر صغير"، بحسب برنياع.
وأكد أن "ولي العهد فشل بشكل ذريع في كل ما يتعلق
بالخارج؛ فحصار قطر فشل، والحرب في اليمن لا تؤدي إلى أي نتائج، كما أن الدعم السعودي
لبعض الجهات السعودية؛ كان الفشل الأعظم، إضافة لاعتقال سعد الحريري رئيس حكومة لبنان".
وفي مقارنة بين الأداء السعودي
والإيراني، بين المعلق الإسرائيلي، أن "السعودية التي اختصت بدبلوماسية الشيكات،
مع إيران التي نالت الخبرة في حربها مع العراق واستخلصت الاستنتاجات الصحيحة، يتضح
أن إيران تنتصر والسعودية تنهزم".
وبخصوص مبادرة سلام إقليمية، لفت إلى أن "ابن سلمان
استعد في حال طرح ترامب لخطة يقبلها، فإنه سيجلب محمود عباس (رئيس السلطة الفلسطينية)
إلى الطاولة، لكن خطته في تجنيد الشبان في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ضد حزب الله، التي على ما يبدو طرحها على عباس، قد فشلت، كما انتهى اعتقال الحريري بمهزلة".
وأشار كبير المعلقين في "يديعوت"،
أن "معلم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عام 2017، هو ترامب؛ الذي
يعد الإعلام أداة في يده، ورأى نتنياهو كيف يستخدم ترامب وسائل الاتصال الاجتماعي،
وعندما يكون الرد محصورا بـ 140 حرف، لا تهم الحقيقة، لكن المطلوب هو الشتم والرحيل".
واعتبر برنياع، أن " نتنياهو وصل في عام 2017
إلى ذروة نجاحه كرئيس للوزراء؛ اقتصاد ناجح، وضع أمني معقول، ساحة سياسية كسولة، فزعة،
بلا خصوم حقيقيين في حزبه وبلا معارضة، إضافة لرئيس ودي جدا في واشنطن".
وتابع: "لكن مثلما يحصل في السياسة، فإن النجاح
هو أم الفشل، وتهكم نتنياهو يؤدي به إلى استسلامات معيبة وهدامة على المدى البعيد،
لأنه قابل للابتزاز، كما أن التحقيقات (في قضايا فساد) تفقده صوابه، وفي هذا هو أيضا
يشبه ترامب".