هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" النقاب عن تفاصيل خطة أعدتها الحكومة الإسرائيلية صيف العام الماضي 2016 تهدف لتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة كبديل عن الحل الأمني الذي استنزفها كثيرا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية في إسرائيل قولها إن الخطة جاءت بناء على طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد تحذيرات الأجهزة الأمنية في الدولة من مغبة انفجار سكان قطاع غزة في وجه إسرائيل إذا لم يجر تحسن في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لهم، كما تم تكليف السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة مايكل أورن بإعداد الخطة والإشراف عليها.
تفاصيل الخطة
وبحسب خطة أورن، تمنح إسرائيل تصاريح دخول لستة آلاف عامل فلسطيني من قطاع غزة للعمل في البلدات الإسرائيلية المحيطة بغلاف غزة والتي تعاني من نقص في الأيدي العاملة خصوصا في المجال الزراعي.
كما يتضمن المحور الرئيسي للخطة إحداث طفرة في الحركة التجارية مع قطاع غزة، من خلال ربط غزة بميناء أسدود الإسرائيلي عبر سكة قطار يبلغ طولها نحو كيلومترين، تصل لمسافة 200 متر داخل حدود القطاع كما يتضمن الميناء رصيفا مخصصا لدخول البضائع لقطاع غزة، ليكون بذلك بديلا للميناء البحري الذي تصر حركة حماس على تشييده في غزة.
واقترح أورن أيضا أن تتولى شركة هولندية تحويل حاويات البضائع العملاقة التي تدخل القطاع إلى غرف وشقق صالحة للسكن، ما من شأنه المساهمة في حل أزمة السكن الكبيرة التي تعاني منها غزة، وادعى أورن أنه عرض الخطة على الفلسطينيين وحصل على موافقتهم، وكذلك وافق مسؤولون دوليون على الخطة ووافق بعضهم على المشاركة في التمويل، وبينهم مسؤولون في البنك الدولي.
تجميد الخطة
وتشير الصحيفة نقلا عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية أن أورن عقد سلسلة نقاشات ومباحثات شارك فيها ضباط من الشاباك، ومنسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية الجنرال يواف مردخاي، بل أن الجانب الفلسطيني ممثلا بوزيري المالية والشؤون المدنية شاركوا في تفاصيل الخطة وإقرارها إلا أنه تم تجميدها نظرا لتحذيرات جهاز "الشاباك" الإسرائيلي من مخاطر أمنية لدولة إسرائيل إذا تم تنفيذ الخطة.
وحاولت "عربي21" التواصل مع المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، يوسف المحمود، لاستيضاح موقف الحكومة من الخطة الإسرائيلية إلا أنه رفض التعليق على هذا الموضوع.
لقاءات طبيعية
بدوره، قال عضو اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إن "ما كان يجري من لقاءات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي يأتي في سياق التواصل الطبيعي للوقوف على المشاكل والتحديات المشتركة التي تواجه الجانبين، منوها أن الحكومة الفلسطينية أو مسؤول فلسطيني آخر لم يشارك في إعداد الخطة التي تحدثت عنها إسرائيل".
وأوضح أبو يوسف في حديث لـ"عربي21" أن "كشف إسرائيل عن هذه الخطة في هذا التوقيت يأتي في سياق الجهود الإسرائيلية لتأليب الشارع ضد قياداته لصرف الأنظار عن القضية الأساسية وهي القدس، وإظهار السلطة وكأنها متورطة في مؤامرة ضد طرف من أطراف الوطن".
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، طلال عوكل، قال إن "ما كشفت عنه صحيفة الشرق الأوسط لم يكن مفاجئا كما تدعي السلطة الفلسطينية نفيها أو علمها بالخطة المذكورة، لأن قيادات ومسؤولي السلطة لم يتوقفوا عن لقاء المسؤولين الإسرائيليين سواء في لقاءات سرية أو علنية حتى أثناء توقف المفاوضات بين الجانبين قبل نحو ثلاثة أعوام".
وأضاف المحلل السياسي في حديث لـ"عربي21" أن "إجراء السلطة الفلسطينية للقاءات مع مسؤولين إسرائيليين دون أن تكشف عن تفاصيل ونتائج هذه الاجتماعات يترك الباب مفتوحا أمام وسائل الإعلام المحلية والدولية أن تضع كل السيناريوهات مفتوحة".