هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "شتارن" الألمانية تقريرا، استعرضت من خلاله التغييرات التي تطرأ على جسم الإنسان بعد الإقلاع عن التدخين.
مباشرة بعد التوقف عن التدخين، تتجدد خلايا الجسم، ويتدفق الدم في الجلد وأعضاء الجسم بشكل سلس. وبعد مرور 15 سنة من الإقلاع عن التدخين، يزول خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين بشكل نهائي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الجميع يدرك أن التدخين مضر بالصحة، خاصة أنه يتسبب في الإصابة بالسرطان وبالعديد من الأمراض الأخرى. ولعل الأمر الأكثر خطورة هو أن معدل أمل الحياة عند الولادة يتقلص بحوالي عشر سنوات لدى المدخنين، وهو ما يفسر وفاة عدد كبير من المدخنين بشكل مبكر. وفق المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة الاتحادية الألمانية، يتسبب التدخين في وفاة 110 آلاف شخص.
وأكدت الصحيفة أن الإقلاع عن التدخين مفيد للصحة، وذلك بغض النظر عن السنوات التي يقضيها الشخص وهو يمارس هذه العادة. وعموما، تطرأ العديد من التغييرات الإيجابية على جسم الإنسان بعد فترة قصيرة من التوقف عن التدخين، حيث تتحسن حاسة الذوق وحالة الرئتين لدى الشخص المدخن. ومع مرور الوقت، يتراجع احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة، على غرار أمراض القلب والشرايين، بالإضافة إلى سرطان الرئة.
وأضافت الصحيفة أنه بعد عشرين دقيقة من الإقلاع عن التدخين، يستقر معدل ضغط الدم لدى الإنسان، كما يتدفق الدم في الجلد بشكل سلس. وبعد ثماني ساعات، ينخفض معدل غاز أحادي أكسيد الكربون في الجسم. أما بعد قضاء يوم واحد من دون تدخين، فينخفض احتمال خطر الإصابة بالنوبة القلبية بشكل ملحوظ.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد يومين من الانقطاع عن التدخين، تبدأ عملية تجدد النهايات العصبية. وبالتزامن مع ذلك، تتحسن حاستا الذوق والشم. أما بعد مرور أسبوعين من التوقف عن التدخين، فتستقر الدورة الدموية لدى الإنسان، وتتجدد خلايا الرئتين. خلال الفترة نفسها، يزول المخاط من الجهاز التنفسي، ما يسهل وظيفة الرئتين، ويقلص من احتمال الإصابة بضيق التنفس.
وأفادت الصحيفة بأنه بعد مرور تسعة أشهر على الإقلاع عن التدخين، ينخفض احتمال إصابة الإنسان بالسعال. بالإضافة إلى ذلك، تستأنف أهداب الشعب الهوائية نشاطها، حيث تقوم بتخليص الجهاز التنفسي من الأوساخ. في الأثناء، يتراجع خطر الإصابة بالالتهابات ونزلة البرد.
وأوردت الصحيفة أنه بعد مرور سنة على الانقطاع التام عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. وتتجلى أعراض أمراض القلب التاجية في انسداد الشرايين بصفة جزئية أو كلية إلى جانب آلام الصدر أو الشعور بضيق في الصدر. وفي أسوأ الحالات، يؤدي انسداد الشرايين إلى الإصابة بالنوبة القلبية.
وذكرت الصحيفة أنه بعد مرور خمس سنوات على الإقلاع عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ووفق المؤسسة الخيرية الألمانية لمساعدة مرضى السكتة الدماغية، يتضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المدخنين؛ نظرا لأن المواد الضارة الموجودة في السجائر تؤدي إلى تكلس الأوعية الدموية، ما من شأنه أن يرفع من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وتابعت الصحيفة بأنه بعد حوالي 10 سنوات من التوقف عن التدخين، يتقلص احتمال الإصابة بالعديد من أمراض السرطان، على غرار سرطان الفم وسرطان القصبة الهوائية، إلى جانب سرطان المريء. في الوقت ذاته، ينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف.
وفي الختام، بينت الصحيفة أنه بعد انقضاء 15 سنة من دون ممارسة هذه العادة، يتقلص خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين بشكل نهائي. وباختصار شديد، تصبح صحة المقلع عن التدخين سليمة تماما.