هل تسيطر السعودية والإمارات على رياضة مصر بالاستثمارات؟

تزايدت في الشهور الأخيرة مظاهر السيطرة السعودية والإماراتية على الرياضة المصرية، وخاصة كرة القدم، عبر بوابة المشروعات الاستثمارية.

وكانت أحدث حلقات هذا المسلسل إعلان النادي الأهلي، أكبر الأندية المصرية، عن مشروع لبناء ملعب جديد له باستثمارات سعودية وإماراتية، ويحمل اسم شركة الخطوط الجوية السعودية ومدينة رياضية وترفيهية.

وفي هذا السياق، التقى رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ بقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يوم السبت الماضي ليعرض عليه المشروعات الرياضية الاستثمارية السعودية في مصر، وعلى رأسها إنشاء ملعب الأهلي الجديد.

وبعد ساعات من الإعلان عن مشروع بناء النادي الأهلي، قال تركي آل الشيخ إنه حصل على الضوء الأخضر للاستثمار في الزمالك أيضا، دون أن يوضح تفاصيل هذه المشروعات الجديدة، فيما أعلن نائب رئيس الزمالك أحمد جلال إبراهيم الاتفاق بين النادي وآل الشيخ على إنشاء ملعب جديد للنادي على غرار ملعب الأهلي.

استثمارات غير حكومية

وأكد تركي آل الشيخ في تدوينة له عبر "تويتر" أن المشروع هو استثمار للقطاع الخاص بمشاركة سعودية إماراتية مصرية ولا علاقة له بالحكومة السعودية، موضحا أن ما حدث مع النادي الأهلي يجسد تلك الشراكة بين رجال الأعمال في الدول الثلاث.

وفي لقاء تلفزيوني يوم الاثنين الماضي أوضح آل الشيخ أن الجانب السعودي هو المستفيد الأكبر من هذه الاستثمارات الرياضية في مصر، مضيفا أن الاستثمار في ناد يملك جماهيرية ضخمة مثل النادي الأهلي يأتي من منطلق "تجاري بحت".

كما أعلن أن هناك مستثمرين سعوديين جاهزين لشراء قناة النادي الأهلي التلفزيونية ودفع ديونها المتراكمة لتصبح لائقة باسم "الأهلي".

وكانت شركة "صلة" السعودية للاستثمار الرياضي قد فازت بعقد رعاية النادي الأهلي منذ ثلاث سنوات مقابل 250 جنيها مصريا.

كفيل سعودي

وأعلن النادي الأهلي الاثنين الماضي تكريم آل الشيخ بتسليمه الرئاسة الشرفية للنادي، حيث قال محمود الخطيب رئيس الأهلي إن مجلس الإدارة قرر منحه هذا المنصب الشرفي تقديرا لدوره في تدعيم النادي بمشروعات استثمارية جديدة.

وأثارت هذه الخطوة انتقاد عدد من المتابعين للشأن الرياضي، حيث قال الصحفي أسامة خليل إن آل الشيخ بات بمثابة الكفيل السعودي لمحمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، مضيفا، في مقال له بصحيفة التحرير أمس الأربعاء، أن غياب الخطيب عن حضور مباراة الأهلي الودية أمام نادي أتليتيكو مدريد الأسبوع الماضي، رغم أهميتها، كان بسبب استدعاء آل الشيخ له للقاء طارئ عجز عن الاعتذار عنه!

ويقول مراقبون إن تركي آل الشيخ، مستشار ولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان يرتبط بعلاقة وثيقة مع ابن سلمان، حيث صار رفيق دربه وموضع ثقته، حيث وصفه المغرد الشهير والمثير للجدل "مجتهد" بأنه أمين سر ابن سلمان وصاحب حظوته.

وفي عام 2017 كافأه ابن سلمان بتعيينه رئيسا للهيئة العامة للرياضة برتبة وزير بعد أيام من كتابته أغنية علّم قطر التي تضمنت هجوما حادا على الدوحة، بحسب مراقبين.

ويعرف عن آل الشيخ كتابته للشعر والأغاني حيث كتب العديد من الأغنيات لمطربين خليجيين ومصريين كما يشغل منصب رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم.

هجرة مصرية للدوري السعودي

وفي الشهور الأخيرة أصبح الدوري السعودي لكرة القدم قبلة اللاعبين المصريين، حيث يلعب في المملكة الآن ثمانية من المحترفين المصريين كلهم لاعبون في المنتخب المصري.

وبدأ انتقال المصريين إلى السعودية بمهاجم الزمالك شيكابالا الذى يلعب الآن لنادي الاتفاق السعودي، بالإضافة إلى مهاجم الزمالك كهرباء الذي يلعب لاتحاد جدة، ومحمد عبد الشافي الذي يلعب لأهلي جدة وحسام غالي في نادي النصر.

وكان لاعبا الأهلي عماد متعب وأحمد الشيخ آخر المصريين المنتقلين للدوري السعودي حيث وقعا يوم الثلاثاء الماضي لنادي التعاون ليزاملا عصام الحضري حارس مرمى منتخب مصر ومصطفى فتحي جناح الزمالك السابق.

كما يفاوض نادي اتحاد جدة عبد الله السعيد صانع ألعاب الأهلي ومنتخب مصر للانضمام للفريق لمدة موسمين بدءا من فترة الانتقالات الشتوية الحالية.

كما أعلن تركي آل الشيخ عن استئناف بطولة كأس السوبر المصري السعودي التي تقام بين بطلي البلدين اعتبارا من العام المقبل.

وللإمارات أيضا نصيب

ولدولة الإمارات نصيب أيضا من السيطرة على كرة القدم المصرية، حيث يستضيف استاد هزاع بن زايد بمدينة العين مباراة كأس السوبر المصري بين الأهلي والمصري البورسعيدي الأسبوع المقبل.

وستكون هذه المباراة هي الثالثة على التوالي لكأس السوبر المصري التي تستضيفها الإمارات بعد نسختي 2016 و2017 واللتين أقيمتا بين الأهلي والزمالك.

وتفاوض الأندية الإماراتية عددا كبيرا من اللاعبين المصريين الدوليين للحصول على خدماتهم، على رأسهم مؤمن زكريا جناح الأهلي الذي يفاوضه نادي الإمارات الإماراتي للحصول على خدماته خلال أيام وصالح جمعة صانع ألعاب الفريق.

وكان البرلمان المصري قد أقر في حزيران/ يونيو الماضي قانونا جديدا للرياضة استحدث بابا للاستثمار الرياضي يسمح للأندية الرياضية بإنشاء شركات مساهمة تخضع لقانون الاستثمار ويجوز لها طرح أسهمها في بورصة الأوراق المالية.