هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال وكيل الأزهر عباس شومان أن قتل من وصفهم بـ"الإرهابيين" هو "واجب شرعي" على رجال الشرطة والجيش، في الوقت الذي أكد فيه أن الأزهر ليس من حقه تكفير "الإرهابيين" وإنما القضاء من يقرر ذلك.
وفي لقاء تليفزيوني ببرنامج "آخر النهار" على فضائية "النهار"، أمس الأربعاء، قال شومان: "المشيخة لا تملك أن تكفر أحدا، أو أن تحكم بالإيمان لأحد فمسائل التكفير لا يملكها الأزهر، بل يملكها القضاء بعد التحقيقات".
وأضاف شومان: "الإرهاب لن يتوقف عن جرائمه بتكفيره من قبل الأزهر؛ لأنهم يكفرون الأزهر ذاته، وأن الحكم بتكفيرهم ترفيه ومنحة لهم، ويمكنهم من الإفلات بجرائمهم".
وأردف: "لو إرهابي اتكفر وهو بيتحاكم هيقول إنه رجع للإسلام كذبا وهينطق الشهادتين، والرجوع للإسلام يمحي ما قبله، وذلك سيوجب على القاضي ألا يحاكمه وبالتالي لن يتم محاسبته، ولو علم أهل الشهداء من رجال الشرطة والجيش بهذا السبب لشكروا رجال الأزهر على امتناعهم عن تكفير هؤلاء الإرهابيين".
وتابع: "لو مارس هذا الدور لعيب عليه ذلك وقيل أنه مؤسسة دينية وكهنوتية وأنه يستخدم الدين لحسابه وأنه يتحكم في الخلق والأزهر لا يريد ذلك ولا يملك أن يكفر أو أن يحكم بالإيمان على أحد، ولا يملكه إلا القضاء بعد تحقيق مع الشخص ثم ينتهي إلى أنه يستحق أن يكفر فيصدر هذا الحكم".
وأكد شومان أن: "شيخ الأزهر أحمد الطيب أكد على أن قتل الإرهابيين واجب شرعي على الجيش والشرطة وكل رجال الأزهر يقولون بذلك ولكن بغير تكفير، لأن هؤلاء ليس لهم دين، وإنما يستغلون الدين لإقناع الشباب بأفكارهم".
تصريح شومان أثار جدلا بين النشطاء، خاصة مع إرجاعه مسؤولية "التكفير" إلى القضاء وليس الأزهر، فقالت رانيا مصطفى: " (وكيل مشيخة الأزهر عباس شومان يؤكد أن الأزهر لا يملك الحكم على أحد بالكفر أو الإيمان، وأن مسألة التكفير بيد القضاء بعد تحقيق مع الشخص أو الجماعة محل الاتهام) وما وظيفة الأزهر إذن ؟! السمع والطاعة! هل صار القضاء دار إفتاء؟!".
وعقب محمد الدسوقي: "عباس شومان: الأزهر لا يملك حكم تكفير الإرهابيين ....لكنه يملك حكم تكفير المسلم وجعله مرتد".
وتساءل كريم محمد: "الأزهر أصلا إيه أهميته في البلد دلوقتي ولا مشاكل تخص الاسلام بيحلوها ولا أي شئ".
وقال وحيد عبد المقصود: "بس ليكوا حق أنكم تفتوا وتصدقوا فى الإعدامات؟! لاعدُت أزهر ولا شريف".
واستنكر حسام الدين عيسى: " لكن تكفرون الإخوان فقط وتتهموهم بالخوارج".
وعلق محمد توفيق: " لكن تملكون حق وسم المسلمين بالإرهاب لأنهم يعارضون النظام! أنتم مجرد أقلام مأجورة".
وكانت مطالبات عدة من قبل إعلاميين مصريين قد وجهت إلى الأزهر بتكفير تنظيم الدولة عقب ظهوره في سيناء في 2014، إلا أن الأزهر أصدر بيانا آنذاك أكد فيه على أنه : "لا يمكن تكفير مسلم مهما بلغت ذنوبه".
وفي 2015 أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب في لقاء له مع طلاب جامعة القاهرة على أنه: " لا يحكم بالكفر على شخص حتى إذا ارتكب كل فظائع الدنيا، وجماعة داعش تؤمن لكنها ارتكبت كل الفظائع، ولا نحكم عليها بالفسق والفجور، ليس لدينا حكم بأن أقول عليهم كفار".
وقد عاودت تلك المطالبات للظهور عقب وقوع حادث قتل المصلين في مسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 ومقتل نحو305 مواطن.