نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن أبرز الأحداث السياسية المتوقع حدوثها خلال السنة الجديدة والتي قد يكون لها وقع على الساحة الدولية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن سنة
2018 ستشهد العديد من الأحداث الهامة على المستوى الدولي. وتجدر الإشارة إلى أن العالم بانتظار خطب الانتصار القوية من جهة، والاعترافات بالهزائم المريرة من جهة أخرى. كما من الممكن أن يحاول بعض السياسيين القدامى العودة إلى السلطة من جديد، وقد يظهر قادة جدد على الساحة.
وذكرت الصحيفة أنه في منتصف كانون الثاني/ يناير، سيحضر سياسيون واقتصاديون من جميع أنحاء العالم المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي، الذي يعقد سنويا في منتجع دافوس السويسري. وما يثير الاهتمام أنه على الرغم من أن جدول أعمال المنتدى مكرس لقضايا تنمية الأعمال التجارية، إلا أنه يعتبر فرصة للسياسيين لإعلان بياناتهم "الصاخبة".
وعموما، سيترأس وفد روسيا لهذه السنة نائب رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش، بينما كان يحظى هذا المنتدى في وقت سابق باهتمام رجال الدولة الذين يتقلدون المناصب العليا في البلاد. فعلى سبيل المثال، شارك فلاديمير بوتين سنة 2009 في هذا المنتدى وشدد على ضرورة أن تكون جميع الدول أكثر انفتاحا.
وأضافت الصحيفة أن مدينة ميونيخ الألمانية ستستضيف في شباط/ فبراير القادم، المؤتمر الدولي السنوي للأمن وهو منصة مرموقة لمناقشة أهم المشاكل الجيوسياسية والأمن الدولي. كما يشارك في هذا المؤتمر كبار السياسيين الأوروبيين والعالميين.
والجدير بالذكر أنه في المؤتمر نفسه في سنة 2007، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بداية الحرب الباردة. كما سمح لنفسه بانتقاد السياسة الخارجية التي يتبعها الغرب والولايات المتحدة واتهم الغرب بالتلاعب بالقانون الدولي.
وأفادت الصحيفة أن من المرجح أن يشارك كل من سيرغي لافروف وريكس تيلرسون هذه السنة في المؤتمر. ولكن، تظل مسألة مشاركة تيلرسون مشكوكا فيها، نظرا لانتشار العديد من الشائعات التي تفيد برحيله من منصبه. علاوة على ذلك، ستشارك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدورها في المؤتمر.
وأوردت الصحيفة أن الانتخابات الرئاسية في روسيا ستجرى في آذار/مارس القادم. وعلى الرغم من أن النتائج تبدو واضحة لدى البعض، إلا أن وقوع بعض المفاجآت يظل أمرا واردا. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الوجوه الجديدة تشارك في الانتخابات، على غرار بوريس تيتوف وكسينيا سوبتشاك وغيرهم.
وعلى العموم، يصل عدد المرشحين لخوض السباق الانتخابي إلى 60 شخصا هذه السنة. ومما لا شك فيه أن هذه الانتخابات ستكون محط اهتمام العالم، كما سيعلن المحللون عن العديد من التوقعات المتعلقة بالخطوات التي سيقوم بها الرئيس المقبل في الاقتصاد والسياسة الخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات البرلمانية في إيطاليا ستجرى في آذار/ مارس المقبل، حيث من الممكن أن يظفر الشعبويون من "حركة النجوم الخمسة" التي يترأسها الكوميدي السابق بيبي غريللو بعدد كبير من الولايات.
كما من المتوقع أن يتم التوصل إلى نتائج جديدة، فيما يتعلق بقضية رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو
برلسكوني البالغ من العمر 81 سنة. وفي شأن ذي صلة، حُرم برلسكوني من منصبه نتيجة اتهامه بالفساد، إلا أنه يحاول الآن الطعن في هذا الحكم أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ. وبناء على ذلك، من الممكن القول إن لهذه الخطوة التي قام بها برلسكوني ضد إيطاليا، دوافع سياسية.
وأوضحت الصحيفة أن نيسان/ أبريل القادم يصادف الذكرى الخمسين لوفاة القائد والمناضل في مجال حقوق الإنسان ومكافحة
العنصرية مارتن لوثر كينغ، الذي تم اغتياله في ممفيس في الرابع من نيسان/أبريل سنة 1968. وستحظى ذكرى وفاته هذه السنة باهتمام كبير لدى الشعب والصحافة في الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، يذكر أن اغتيال مارتن لوثر أدى إلى إثارة غضب السود في جميع أنحاء البلاد، كما تم التحضير آنذاك بصفة سرية لشن اعتداء على البيت الأبيض.
وذكرت الصحيفة أن الاحتفال بالذكرى الخمسين لمقتل أحد رموز محاربة العنصرية، في عهد دونالد ترامب، سيكون له لمسة خاصة. فعلى الرغم من مرور نصف قرن على وفاة كينغ المدافع عن حقوق الأمريكيين من أصل أفريقي، إلا أن المشاكل العرقية في المجتمع الأمريكي لم تنته بعد.
وأكدت الصحيفة أن راؤول كاسترو وهو شقيق فيدل كاسترو المؤسس الثوري الراحل لكوبا، سيغادر منصبه كرئيس لكوبا في نيسان/أبريل القادم، وهو ما يعني نهاية حكم الثوار في كوبا. ويعتقد الخبراء أن النائب الأول لرئيس كوبا ميغيل دياز كانيل البالغ من العمر 57 سنة، سيخلف كاسترو.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في صيف سنة 2018، ستحيي روسيا الذكرى المائة لإعدام العائلة الملكية. وعموما، تم في 18 حزيران/ يوليو سنة 1918 إعدام العائلة المالكة لآخر قيصر روسي نيكولاي الثاني حيث لقي حتفه رفقة أسرته والبعض من خدمه بأوامر من ياكوف يوروفسكي.
وعلى الرغم من أن منفذي العملية حاولوا التخلص من رفات القيصر الروسي الأخير وأسرته، إلا أن هذا الحدث يعتبر من بين الأحداث الأكثر مأساوية على مرّ التاريخ الروسي. ومع مرور قرن من الزمن، من المرجح أن تثير ذكراه المائة الانقسامات داخل المجتمع الروسي.
وفي الختام، أفادت الصحيفة أن الولايات المتحدة ستشهد في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم ما يسمى بالانتخابات النصفية، إذ سيكون لهذه الانتخابات تأثير كبير على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووفقا لنتائج الانتخابات، سيتم تغيير موازين القوى في الكونغرس الأمريكي وذلك وفقا لتقييم الأمريكيين لمردود عمل إدارة ترامب.