هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رفض وزراء خارجية ست دول عربية، السبت، من العاصمة الأردنية عمان، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، معتبرينه مخالفا للشرعية الدولية ولقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالمدينة المحتلة.
واستقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الوفد الوزاري العربي المعني بمتابعة تداعيات القرار الأمريكي بشأن القدس.
وشمل الاجتماع كل من وزير الخارجية المصري، ووزراء خارجية كل من الأردن، وفلسطين، والسعودية، والمغرب، والإمارات، فضلا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط.
وسيعقد الوفد الوزاري مؤتمرا صحفيا في عمان، لبيان ما توصلوا له من إجراءات لمواجهة تداعيات القرار الأمريكي.
وكانت اللجنة الوزارية السداسية تشكلت عقب الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية في 9 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بهدف تقييم الموقف وتحديد الخطوات القادمة للدفاع عن وضعية القدس.
اتفاقيات السلام مع إسرائيل
وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم السبت، على تمسك العرب بـ"السلام خيارا استراتيجيا"، واللجوء إلى بدائل أخرى متوفرة عن إلغاء معاهدتي السلام الأردنية المصرية.
وقال أبو الغيط عقب اجتماع اللجنة السداسية العربية لمناقشة القرار الأمريكي حول القدس: "قبل إسقاط اتفاقية السلام، يوجد خيارات يجب أن تبحث، وأعتقد لا يوجد خيارات سوى التمسك بالإطار الاستراتيجي لعملية السلام".
وأكد الصفدي في رده على سؤال صحفي حول إلغاء اتفاقية السلام الأردنية ورقة ضغط على إسرائيل، بأن "المعيار في كل ما نتخذه هو هل ستخدم هذه الخطوة الحق الفلسطيني؟ بالتالي يتم تقييم كل خطوة استنادا لهذا المعيار".
وقال: "نحن كعرب أجمعنا على أن السبيل الأفضل للتصدي لقرار ترامب في الانخراط السياسي مع المجتمع الدولي، لتحمل مسؤوليته، للتحرك باتجاه حل الدولتين الذي لا أرى سبيلا غيره".
وحول استبعاد أمريكا وسيطا وراعيا لعملية السلام، كشف أبو الغيط عن أن "هذا الأمر بحث على الطاولة من الوفد الفلسطيني"، مضيفا: "نعلم أن الجانب الفلسطيني لديه موقف في هذا الخصوص، لكن القرار الأخير للمجلس الوزراي العربي، أمريكا وضعت نفسها خارج إطار التسوية هذا موضوع مهم ومحوري، الآن علينا التمسك بعملية السلام".
وقال: "بهذا السياق يبحث دور الولايات المتحدة والأطراف الأخرى (الرباعية، فرنسا، الصين، روسيا، الأمم المتحدة) وهذا يحتاج إلى الكثير من النقاش، لا يستطيع ثلاثة أشخاص أن يقرروا، يجب أن نستمع الإطار الأوسع في الجامعة العربية".
قمة عربية طارئة
أما بخصوص عقد قمة طارئة، قال وزير خارجية الأردن: "اتفقنا في اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية نهاية الشهر الماضي على أن يلتئم المجلس مرة أخرى، لبحث خطوات للتصدي ضد القرار، ومن بين هذه الخطوات عقد قمة استثنائية في العاصمة عمّان بصفتها رئيس القمة الحالية.
وقال: "هذه الخطوة مدروسة، ونحن نعمل في اطار تصاعدي لنحقق من كل خطوة الغاية المقصودة منها ولن نضع كل أوراقنا على الطاولة مرة واحدة".
الا أن الأمين العام لجامعة الدول العربية قال: "القمة الدورية لجامعة الدول العربية ستعقد في نهاية آذار/ مارس المقبل، لذلك عقد قمة طارئة أو الانتظار للقمة التي ستعقد في السعودية سيقرره الاجتماع الوزاري".
ووصف وزير الخارجية الأردني الاجتماع السداسي بـ"التنسيقي والتشاوري"، ليعمل مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية للحد من التبعات السلبية للحد من الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، وفق قوله.
وأوضح أن الاجتماع يبحث العمل مع المجتمع الدولي لإطلاق جهد فاعل للضغط على إسرائيل للالتزام بالقرارات الشرعية الدولية، ووقف كل الخطوات الأحادية، التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، خصوصا بناء المستوطنات، ومصادرة الأراضي، ومحاولات تفريغ القدس من سكانها العرب".
الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين
وأكد الصفدي أن الجامعة العربية ستقوم بلقاءات جماعية وفردية، للحصول على قرار سياسي دولي عالمي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967 والقدس عاصمتها الشرقية، والحد من قيام اي دولة بنقل عاصمتها لإسرائيل بالاعتراف بالقدس عاصمة لها".
العلاقات السعودية والأردنية
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات صحفية على هامش مؤتمر السداسية، أن "العلاقات الأردنية السعودية متينة".
وأضاف أن "الاجتماع خرج بنتائج مهمة للتصدي للقرار الأمريكي، واقتراحات مهمة في العمل المشترك والتصدي للقرار الامريكي ودعم الموقف الفلسطيني والعربي والاسلامي حلا للنزاع العربي الإسرائيلي على أساس مبادرة السلام العربية".
وأكد: "موقفنا ثابت لم يتغير وعليه إجماع".
وبشان العلاقات الثنائية بين عمان والرياض، أضاف: "هناك تعاون قوي جدا في الوضع في سوريا وفي التصدي لتدخلات إيران، وفي ملف اليمن، وكذلك محاولة إيجاد حل للأزمة في ليبيا، وكيف نعمل على دعم الأشقاء في فلسطين".
وكانت جامعة الدول العربية أعلنت عن تشكيل وفد وزاري عربي مصغر لمتابعة الآثار السلبية للقرار الأمريكي بشأن القدس، وتبيان خطورته، في ضوء المكانة التاريخية والدينية للقدس عند العرب والمسلمين.
وشارك في الاجتماع،وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، وزراء خارجية فلسطين رياض المالكي، ومصر سامح شكري، والسعودية عادل الجبير، والمغرب ناصر بوريطة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.