هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثنى رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري على حزب الله والدور الذي أداه في تخفيض التوتر، وأكد أنه جزء من الحكومة اللبنانية، ولم يمانع بأن يؤدي دورا في الحياة السياسية بعد انتخابات أيار/ مايو المقبل.
واعترف الحريري في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" بأن حزب الله يتدخل في سوريا، لكن الوضع في هذا البلد معقد، وتوقع أن يخفض الحزب من قواته، ثم يسحب مقاتليه من العراق واليمن.
وتشير الصحيفة، بحسب ما ترجمته "عربي21"، إلى أن الحريري أكد أن مشكلة حزب الله هي إقليمية وخارج قدرة لبنان على حلها، ودعا إلى إبعاد بلاده عن التنافس السعودي الإيراني، لافتة إلى أن هذه أول مقابلة يجريها الحريري مع صحيفة غربية، وقال فيها إن "حزب الله عضو في الحكومة، وهي تشمل الجميع، وتشارك فيها أحزاب كبيرة، ما يحقق الاستقرار للبلاد".
ويلفت التقرير إلى أن الحريري تحدث عن أهمية استقرار لبنان، قائلا: "هدفي هو حماية الاستقرار السياسي لوحدة البلاد".
وتعلق الصحيفة قائلة إنه بتبني الحريري مدخلا تصالحيا تجاه حزب الله، فإن الحريري -زعيم الكتلة السنية الرئيسية- يتحدى الضغوط المفروضة عليه من الرياض لمواجهة المليشيا الشيعية التي تعدها الولايات المتحدة والسعودية منظمة إرهابية.
وينوه التقرير إلى أن الحريري اتخذ موقفا وسطا، قائلا: "نرفض تدخل أي طرف في السياسة اللبنانية"، مؤكدا أهمية أن "تكون علاقتنا مع إيران -أو دول الخليج- في أفضل حالاتها، ويجب أن تكون علاقة تخدم مصالح لبنان".
وتذكر الصحيفة أن الحريري يعتقد أن حيادية لبنان، وعدم تورطه في النزاع الطائفي، سينعشان اقتصاد البلاد، مشيرة إلى أن حزب الله يحتفظ بقوة عسكرية، حيث بات الدور الذي يمارسه الحزب في سياسة البلاد موضوعا للنقاش، فحاولت السعودية الحد من قوته –وإيران- وتأثيره على البلد.
ويستدرك التقرير بأنه بات من الصعب احتواء حزب الله بعد الانتصارات التي حققها النظام السوري لبشار الأسد المدعوم من إيران، لافتا إلى أنه بعدما شعر السعوديون بالإحباط من تردد الحريري لمواجهة حزب الله، فإنهم أجبروه أثناء زيارة له إلى الرياض في تشرين الثاني/ نوفمبر على الاستقالة.
وتفيد الصحيفة بأن الرئيس اللبناني رفض الاستقالة، وبعد تدخل دولي قادته فرنسا سمح للحريري بالمغادرة، حيث سافر إلى باريس والقاهرة قبل العودة لبيروت، حيث عدل عن استقالته.
وبحسب التقرير، فإن الحريري رفض التطرق لما حدث له أثناء فترة اختفائه في الرياض، واكتفى بالقول: "لم تتدخل السعودية أبدا في السياسة اللبنانية مباشرة"، وعبر عن أمله باستئناف الرياض مساعداتها الاقتصادية لبلاده، لكنه رفض فكرة وجود مواجهة مع حزب الله، وأشار إلى استعداد الحزب الالتزام بسياسة "إبعاد" لبنان عن التنافس السعودي الإيراني، خاصة وقف الدعاية ضد المملكة ودول الخليج الأخرى.
وعلق الحريري قائلا للصحيفة: "لو نظرت للهجمات الإعلامية على العالم العربي، خاصة الخليج، فقد كانت في أعلى مستوياتها، واليوم هي في أدنى مستوياتها"، معتبرا أن هذا "تطور" إيجابي، ورآى أن مطلب سحب حزب الله مقاتليه من المعارك الخارجية يحتاج لوقت "ولن يحدث بين ليلة وضحاها".
وتبين الصحيفة أن الحريري يعتقد أنه يجب تخفيض الحزب قواته وسحبها لاحقا من اليمن والعراق، إلا أن الوضع في سوريا معقد، مستدركة بأن الحريري يعتقد أن الحزب يتدخل في الساحة السورية، فيقول: "هناك دول تقول إن حزب الله ضروري، ومن يقاتلون مع الأسد -روسيا وإيران- يعتقدون أنه لا يتدخل في الشؤون السورية وأنه جزء من الحل.. لا أؤمن بهذا وأعتقد أنه يتدخل".
ويجد التقرير أنه رغم ذلك، فهو يرى أن مشكلة حزب الله هي مشكلة إقليمية، وهناك مليشيات أخرى في العراق لكنها لم تعرقل الدعم الأمريكي للحكومة العراقية.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن الحريري كان حذرا من آثار ضربة عسكرية إسرائيلية لحزب الله السلبية، قائلا: "مشكلتي مع إسرائيل هي كالآتي: في كل مرة يقول الإسرائيليون إنهم سيشنون حربا بهدف إضعاف حزب الله، وكل حرب شنوها كانوا في الحقيقة يقوون حزب الله ويضعفون الدولة".