هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شدد رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة، الأربعاء، على أن المؤسسات في ليبيا ملزمة بإصدار التشريعات اللازمة للانتخابات بطريقة متسقة مع الاتفاق السياسي، على حد قوله.
وحث سلامة، خلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، المؤسسات الليبية على تجاوز التشكيك المتبادل وأحادية العمل ووضع مصلحة الشعب الليبي فوق كل الاعتبارات، وفق ما نشرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وأشار رئيس البعثة، إلى تسجيل 600 ألف ليبي جديد في الانتخابات، ليتجاوز السجل الانتخابي بذلك مليوني ناخب وناخبة، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تمكنت من تقديم الدعم التقني المكثف لمفوضية الانتخابات لتسجيل الناخبين وستواصل تقديم المساعدة.
وعن جلسات الحوار بين الأطراف الليبية، أوضح المبعوث الأممي أن مفاوضات لجنة الصياغة المشتركة بلورت توافقاً حول السلطة التنفيذية في ليبيا، مؤكدا على أنه رغم عدم التوصل إلى اتفاق إلا أن هذا الإجماع مرغوب فيه ويمكن الوصول إليه.
وتحدث غسان سلامة عن المؤتمر الوطني الشامل، قائلا: "بمجرد أن تصل مسارات المصالحة إلى المستوى المطلوب يمكن أن نتحرك صوب عقد الملتقى الوطني، حيث يمكن لكل الليبيين أن يجتمعوا ويتوافقوا على رؤية مشتركة وإطار موحد من أجل ليبيا".
وأكد سلامة، أن حظر الأسلحة مهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، معتبرا أن الأنباء عن اعتراض خفر السواحل اليوناني لشحنة كبيرة من المتفجرات مفزعة، مضيفا أن بلدا به 20 مليون قطعة سلاح لا يحتاج إلى قطعة إضافية، مشيرا إلى أنه التقى اليوم بفريق الخبراء الذي يتولى بحث الأمر.
وأشار المبعوث الأممي، إلى أن "شبح العنف لا يزال موجودا في ليبيا، وأن القوات العسكرية تستعرض عضلاتها، وفي الآونة الأخيرة اندلعت اشتباكات في طرابلس وفي جوار الحدود التونسية وفي درنة"، مبينا أن الجماعات المسلحة تتقاتل بلا هوادة في المناطق السكنية بدون أي مراعاة لسلامة المدنيين.
ونوه المبعوث الخاص إلى ليبيا في سياق إحاطته لمجلس الأمن، إلى أن الأمم المتحدة نجحت في تيسير حوارات ممثلي المجتمعات المحلية المتحاربة في الماضي، وقد اتخذت خطوات هادفة لمعالجته، وقد أبدت المجتمعات المحلية استعدادها لبناء مستقبل مشترك، وأنه مستعد لمواصلة مساعدتهم على القيام بذلك، حسب قوله.
كما أكد سلامة، على ضرورة انضمام الجماعات المهمشة سابقا إلى العملية السياسية، كشركاء متساوين ومقبولين من خلال اللقاءات الموسعة والزيارات الميدانية ودعم العديد من المنظمات غير الحكومية وغير ذلك من الأنشطة، مؤكدا أن الأمم المتحدة تعمل على ردم الهوة بين الفصائل الليبية، وفق تعبيره.
وقال غسان سلامة: "من المقلق جداً الأجندة الفردية للنهب التي تهيمن على الصالح العام، حيث تستخدم الموارد العامة لأعمال لا تخدم الشعب الليبي، وأن الصراع على الموارد يقع في صميم الأزمة الليبية"، بحسب ما ذكرت البعثة الأممية.
وأوضح سلامة، أن الأمم المتحدة لن تدخر أي جهد للدعوة إلى توجيه الثروة الوطنية نحو توفير الخدمات العامة وليس للمصالح الخاصة، مبينا أن نقص الوقود والكهرباء والمياه أمر شائع في جميع أنحاء البلاد، وأنه من المؤلم أن بلداً يملك الكثير يعاني دائماً من النقص.
وأضاف سلامة، أن الذين يعانون لا يمكنهم الانتظار لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا، موضحا أن الأمم المتحدة ستطلق خطة الاستجابة الإنسانية الأسبوع المقبل والتي تستهدف الذين يعيشون أوضاعا هشة، مع التركيز على التدخلات المنقذة للحياة كتوفير الخدمات الأساسية والمأوى والغذاء وإزالة الألغام.
وجدد رئيس البعثة الأممية، تأكيده أن البعثة ستواصل العمل على التواصل مع مدن أكثر للاستماع لجميع الليبيين رجال ونساء والعمل معهم، موضحا أنه من خلال فهم عميق للبلاد فقط يمكن الأمل بنجاح تنفيذ خطة عمل الأمم المتحدة لمساعدة ليبيا بوضع نهاية لفترة انتقالية طويلة.