نشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن احتمال عدم اعتماد مدرب
ريال مدريد، زين الدين
زيدان، على نجمه الأول كريستيانو
رونالدو، في الفترة القادمة من أجل إعادة الثقة إلى باقي الفريق ومحاولة تدارك الأمور فيما تبقى من الموسم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن المدرب الفرنسي زين الدين زيدان يتعرض لضغوط شديدة، مع استمرار تراجع أداء فريقه. وفي الوقت الراهن، يحتل ريال مدريد المركز الرابع في الدوري الإسباني، ما يجعله قريبا من منطقة الهبوط، على عكس غريمه، برشلونة، الذي يحتل الصدارة.
وأشارت الصحيفة إلى أن فريقا بحجم ريال مدريد تعادل مع فرق تنتمي لدرجات متدنية، على غرار فوينلابرادا ونومانسيا الإسبانيين اللذين تمكنا من الظفر بنقاط التعادل بعد زيارتهما لمعقل ريال مدريد، ملعب سانتياغو برنابيو، وهو ما ينذر بتقهقر النادي الملكي وتدهور حالته.
وأضافت الصحيفة أن الحل السريع لهذه الأزمة بالنسبة لرئيس النادي، فلورنتينو بيريز، كان ليتمثل في طرد زين الدين زيدان. لكن المدرب الفرنسي حقق إنجازا غير مسبوق بالفوز بدوري الأبطال مرتين متتاليتين، فضلا عن قيادته ريال مدريد للفوز بالدوري الإسباني للمرة الثانية خلال عقد من الزمن، بالإضافة إلى تحقيق عدة أمجاد أوروبية وعالمية أخرى.
وأوردت الصحيفة أن أغلى الانتقالات التي حصلت خلال فترة تدريب زيدان تمثلت في التعاقد مع ألفارو موراتا مقابل 26 مليون جنيه إسترليني، ومن ثم بيعه إلى نادي تشيلسي بعد 12 شهرا بصفقة بلغت 65 مليون جنيه إسترليني. والأهم من ذلك أن المدرب الحالي لريال مدريد يعتبر أحد أفضل اللاعبين في تاريخ النادي.
في المقابل، تطرقت الصحيفة إلى إخفاقات زين الدين زيدان، بما أن المدرب يتحمل جزءا من اللوم على الحالة التي وصل إليها ريال مدريد تحت قيادته. وعلى الرغم من سياسة زيدان وبيريز التي تهدف إلى التعاقد مع لاعبين شبان، على غرار اللاعب المتألق داني سيبايوس، وتيو هيرنانديز الذي يصنف من بين أفضل اللاعبين الذين ينشطون في مركز الظهير الأيسر في العالم، بيد أن هذه الصفقات لم تقدم الإضافة المنشودة خلال هذا الموسم.
وذكرت الصحيفة أن مدرب ريال مدريد لا يزال مصرا على عدم حاجة فريقه لإجراء أي تعاقدات خلال شهر كانون الثاني/يناير الحالي. في الأثناء، يواصل زيدان اختيار التشكيلة الأساسية ذاتها، دون الاستفادة من المواهب الشابة التي تقع تحت تصرفه.
والجدير بالذكر أن المدرب الفرنسي اعتمد تشكيلتين مختلفتين خلال الموسم الفارط، حيث وقع اعتماد لاعبين مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ولوكا مودريتش وتوني كروس في الأدوار المتقدمة من دوري أبطال أوروبا، بينما أشرك ماتيو كوفاتشيتش وألفارو موراتا ولوكاس فاسكيز خلال المواجهات المحلية.
وبينت الصحيفة أن زيدان سمح برحيل كل من بيبي وألفارو موراتا وخاميس رودريغيز. وفي الوقت الذي يبدو فيه زيدان عاجزا عن سد الشغور الذي أحدثه غياب هذا الثلاثي، يقدم هؤلاء اللاعبون أداء ملفتا مع فرقهم الحالية، خاصة خاميس رودريغيز الذي يتألق حاليا مع فريقه بايرن ميونيخ بعد إعارته من قبل ريال مدريد.
ونوهت الصحيفة إلى أن الأوضاع غير مستقرة وراء أسوار النادي الملكي، حيث تعالت عدة أصوات منددة بطريقة اختيار زين الدين زيدان لبعض الأسماء في التشكيلة الأساسية على الرغم من عدم تدرب هؤلاء اللاعبين بالقدر الكافي. وينذر ذلك زيدان بضرورة التعامل بمزيد من الحزم مع لاعبيه، وذلك من خلال تحذير رونالدو وبنزيما، اللذين لم يسجلا سوى ستة أهداف فقط منذ بداية الدوري الإسباني، بأنه يمكن استبدالهما.
وبينت الصحيفة أن هناك بعض اللاعبين الذين لا يتحصلون على وقت لعب كاف ويستحقون فرصة للعب، على غرار لوكاس فاسكيز وداني سيبايوس وبورخا مايورال. وعلى الرغم من تتويج كريستيانو رونالدو بجائزة الكرة الذهبية لسنة 2017، إلا أن إنجازات اللاعب الاستثنائية اقتصرت على دوري أبطال أوروبا خلال هذا الموسم.
وعموما، تحيل نوبات الغضب التي تنتاب رونالدو، فضلا عن الانتقادات اللاذعة التي تطال صفقات بيع اللاعبين، إلى الاعتقاد بأن رونالدو يمثل عائقا بالنسبة للفريق في الفترة الحالية.
وقالت الصحيفة إنه يتوجب على زين الدين زيدان وضع كبريائه جانبا ودعم الفريق ببعض اللاعبين الذين يحتاجهم، وذلك اقتداء ببرشلونة الذي صرف 300 مليون جنيه إسترليني خلال فترتي الانتقالات السابقتين بهدف تحسين جودة الفريق. لذلك، يتوجب على ريال مدريد استثمار الأموال من أجل جلب بعض اللاعبين.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن زين الدين زيدان قد يعزز سجل ألقابه بالتتويج بكأس ملك إسبانيا، أو قد يكون أول مدرب في التاريخ يتحصل على دوري أبطال أوروبا لثلاث مرات متتالية. لكن مع نفاذ حظ زيدان، يبدو أن الوقت قد حان لرؤية حنكته كمدرب من عدمها.