هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رحب البرفيسور إيلي فودة الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية بمقاله على صحيفة يديعوت أحرونوت بالمصالحة الجارية بين إسرائيل والأردن، التي تأخرت كثيرا، لكن من الأفضل أنها أتت، خيرا من ألا تأتي أصلا.
ووجه
فودة اللوم للحكومة الإسرائيلية على تباطئها في حل مشكلتها مع المملكة عقب حادث
السفارة الإسرائيلية في عمان، ومقتل اثنين من الأردنيين، واليوم بعد مرور ستة أشهر
على الحادثة، فإن السفارة ستعود للعمل دون أن يعرف بالتحديد إن كانت السفيرة عينات
شلاين هي من ستعاود العمل فيها، أم سيجري استبدالها.
وقال
فودة، الباحث في شؤون الإسلام والشرق الأوسط بالجامعة العبرية: إذا كانت إسرائيل
تمنح علاقاتها بالأردن أهمية كبيرة، فلماذا انتظرت كل هذا الوقت لتسوية الموضوع، مستذكرا
كيف أن علاقات عمان وتل أبيب واجهت أزمة مماثلة عام 1997 حين حاول الموساد اغتيال
خالد مشعل زعيم حماس السابق، لكن إسرائيل آنذاك عالجت الموضوع بهدوء وسرعة، وحافظت
على العلاقات من التدهور.
فودة،
عضو معهد أبحاث السياسات الخارجية الإقليمية، استعرض جملة إشكاليات واجهت إسرائيل
خلال الأزمة الحالية مع الأردن، أولها عدم الإسراع بحل المشكلة القائمة بالسرعة
المطلوبة، وقد أدى هذا البطء إلى غليان الشارع الأردني ضد إسرائيل، وثانيها أنه كان
يجب على إسرائيل أن تعمل على حل المشكلة مع الأردنيين من خلال انتداب مستويات عليا
في المفاوضات الثنائية، رئيس الحكومة ذاته أو وزير الدفاع.
أما
الإشكالية الثالثة فهي أن إسرائيل كانت مطالبة من الأساس بتقديم الاعتذار، وهي
ليست بالضرورة مؤشر ضعف، لكن قتل مواطن أردني يشكل بحد ذاتها سببا للاعتذار، والرابعة
أن صناع القرار في إسرائيل يفضلون التركيز فقط على الرأي العام المحلي لديهم، ولا
يأخذون بعين الاعتبار ما لدى الطرف الآخر من توجهات شعبية جماهيرية.
وأكد
أن جزءا أساسيا من الغضب الأردني تجاه إسرائيل جاء بسبب طريقة عرض استقبال بنيامين
نتنياهو رئيس الحكومة للحارس الإسرائيلي الذي قتل الأردنيين، وقد فعل ذلك لينال المزيد
من التأييد في الوسط الشعبي الإسرائيلي.
وختم
بالقول: كل ذلك إشكاليات كان لها وقع سلبي لدى العائلة المالكة في عمان،
التي وقفت بجانب إسرائيل سرا ومن خلف الكواليس في الكثير من القضايا الأمنية على
طول السنين، بعبارة أخرى كان على الحكومة الإسرائيلية أن تفهم أن المصالح بعيدة
المدى أكثر أهمية من تلك المصالح الآنية.