هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت العملية العسكرية الجديدة التي أطلقها اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، في جنوب ليبيا عدة تساؤلات وتكهنات حول أهدافها ودلالتها في هذا التوقيت.
وفي حين، زعم المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري، أن العملية التي أطلق عليها اسم "غضب الصحراء"، تستهدف عصابات إجرامية في الجنوب، إلا أن البعض رأى أنها محاولة من قبل حفتر لإعادة الأضواء عليه من جديد بعدما انخفضت شعبيته.
دعاية مبكرة
ورأى مراقبون للوضع أن "العملية التي لم يعرف تفاصيلها حتى الآن ولا الأهداف الحقيقية وراءها ربما تعد دعاية انتخابية مبكرة لحفتر لتقديم نفسه للداخل والخارج كمنقذ للبلاد من أزمة التهريب والخطف، لكن الأصل هو محاولة منه للسيطرة على الجنوب".
وجاء الإعلان عن هذه العملية بعد خسارة فادحة لقوات حفتر هناك بعدما عُثر على جثث 6 عسكريين تابعين لقواته في واحة الجغبوب، وهو ما يؤكد أيضا أن العملية ربما تكون محاولة لرفع الروح المعنوية لما تبقى من قوات لدى حفتر.
اقرأ أيضا: "غضب الصحراء".. عملية عسكرية جديدة لقوات حفتر جنوب ليبيا
وأثارت هذه العملية عدة تساؤلات، من قبيل: ما دلالة وأهداف حفتر الحقيقية من هذه العملية الآن؟ وهل هي فعلا تسويق للجنرال الليبي كمرشح في الانتخابات القادمة ومحاولة كسب ورقة جديدة بسيطرته على الجنوب؟
ضبط الجنوب
من جهته، أكد الكاتب والأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي، أن "عملية "غضب الصحراء" هي عملية عسكرية للجيش الليبي لملاحقة عصابات التهريب والنهب وفلول الجماعات "الإرهابية" التي اتخذت من الصحراء ملاذا آمنا لها، لذا قام الجيش بملاحقتهم لإعادة الأمن إلى الجنوب بعد أن تحقق في أجزاء كبيرة من الشمال.
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "لكن بخصوص اعتبار العملية خطة للتسويق للانتخابات فهذا ديدن جماعات "الإسلام السياسي" وليس "ماريشال" منتصرا في حرب على الإرهاب لا تعوزه الشعبية الكافية ليسوق لها (يقصد حفتر)"، حسب رأيه.
معركة "لفت أنظار"
لكن الصحفي الليبي، محمد علي، أكد أن "حفتر بعدما فقد الكثير من الشعبية يحاول اللعب على وتر السيادة والوطنية واستراتيجية مقارعة الغزاة، وربما تكون هذه آخر ما تبقى من فرص يمكن أن يعيد بها بعض جمهوره السابق إلى صفه خاصة عقب الانشقاقات التي عصفت بمعسكره شرق ليبيا".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذا التحرك الأخير له عدة أبعاد، منها: محاولة التوسع وكسب حظوة في أماكن جديدة، ولفت الأنظار نحوه كـ"سد" منيع أمام من يهدد الأمن والاستقرار، وكذلك إعادة رسم تمركزات لقواته جنوبا ووسط البلاد"، حسب كلامه.
وتابع: "هذا فضلا عن الترويج غير المباشر من قبل "حفتر" لدوره في محاربة فئة جديدة ألا وهي المرتزقة والعصابات المسلحة التي تتخذ من الجنوب مرتعا لها، لكن عموما تحركه الأخير يؤكد أن هناك استراتيجية جديدة ستتضح معالمها كاملة وصورتها خلال المدة المقبلة".
"نحن هنا"
وقال الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، إن "الجنوب وخاصة مدينة الكفرة، كانت دائما وستظل مدينة عبور للتجارة والهجرة غير الشرعية، وهي تزخر بأعداد كبيرة من الأفارقة الذين يتاجرون ويستثمرون في البضائع المهربة وتهريب العمالة الأفريقية، لذلك لا مجال أن تبرر العمليات العسكرية في الكفرة بأنها ضد ظاهر التهريب والسرقة وخلافه".
وأشار خلال تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "غضب الصحراء محاولة من قبل "المشير" حفتر للقول: نحن هنا، وربما أيضا لجذب الانتباه له بعد أن انحسر المدة الماضية كون بعض الدول الغربية يعتبرون حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح معرقلين للاتفاق، والقبول بالخصم الذي يطالب الغرب بمشاركته في السلطة ومنهم: الإخوان "المؤدلجون" سياسيا وليس عقائديا والذين قبل بهم الغرب"، حسب قوله.
وقال الناشط الحقوقي الليبي، أحمد التواتي، إن "هذه العملية محاولة من حفتر لاستعادة بعض من رصيده الذي فقده"، مضيفا: "لكن عدم اهتمام الموالين له في الشرق بهذه العملية يدل على ارتفاع مستوى الوعي لديهم بأن حفتر ما عاد يمثل المهمة التي أيده الناس عليها وهي محاربة الاٍرهاب ولكن أصبح ظاهرا للعيان أنه يسعى لحكم البلاد وفقط"، وفق تصريحه لـ"عربي21".