هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، في تصريحات
صحفية السبت، أن القيادة الفلسطينية تدرس الرد على المقترح الروسي بشأن عقد قمة
تجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في
موسكو، في حال طرحه الجانب الروسي بشكل جدي.
وبين
مجدلاني أن الرئيس محمود عباس تلقى دعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
لزيارة موسكو بداية الشهر القادم؛ لبحث مستقبل العملية السياسية مع الجانب
الإسرائيلي.
لم
تكن تصريحات مجدلاني هي الأولى التي تخرج على لسان مسؤولي السلطة بشأن قيادة روسيا
لعملية التسوية، حيث كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في 21 من كانون الأول/ ديسمبر
الماضي، عن طلب مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل شعت من وزير الخارجية الروسي سيرغي
لافروف أن تتولى روسيا قيادة مشروع التسوية، بعد فقدان الفلسطينيين الثقة بالوسيط
الأمريكي.
كما
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال اجتماعه مع رؤساء البعثات الدبلوماسية
للدول العربية وممثل جامعة الدول العربية في موسكو، في 17 من الشهر الجاري، أن
"روسيا مستعدة لمواصلة دعم إقامة حوار سياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين في
مختلف الساحات الدولية".
خارطة طريق
قال
النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح، فيصل أبو شهلا، إن "السلطة
الفلسطينية تربطها علاقات جيدة جدا مع الجانب الروسي. فمن الناحية السياسية، فإن
رؤية القيادة الفلسطينية لحل الصراع مع إسرائيل تتقاطع في كثير من وجهات النظر مع
القيادة الروسية القائمة على مبدأ حل الدولتين ومبدأ التعايش السلمي بين
الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا السبب يدفع الرئيس محمود عباس لوضع ثقته في روسيا
لإدارة مفاوضات الحل النهائي مع الجانب الإسرائيلي، بعد أن خسرت الولايات المتحدة
الأمريكية مكانتها ودورها في هذا الملف".
وبين
أبو شهلا في حديث لـ"عربي21" أن "اتصالات جرت بين
الرئيس الفلسطيني ونظيره الروسي بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل
السفارة الأمريكية لمدينة القدس، وقرارها الأخير بتقليص مساهمتها المالية السنوية
(للأونروا)، وقد أكد بوتين أن هذا القرار من شأنه خلق مزيد من التوتر في المنطقة،
وهذا ما لم نلمسه في مواقف الدول الأخرى التي غضت البصر عن مواقف الرئيس ترامب بحق
الفلسطينيين".
كما
جدد القيادي في حركة فتح تأكيده على موقف السلطة الفلسطينية الرافض لعودة
الولايات المتحدة لممارسة دور الوسيط مع الإسرائيليين، مضيفا أن "زيارة
الرئيس محمود عباس لموسكو الشهر القادم تحمل عرضا روسيا يشبه إلى حد كبير خطة
خارطة الطريق التي عرضتها اللجنة الرباعية على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
في العام 2002، وسيجري التباحث في هذا العرض خلال زيارة الرئيس عباس لموسكو".
وفور
وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي لمطار بن غوريون يوم الجمعة الماضي، جدد نتنياهو
رفضه الاعتراف بأي وسيط غير الولايات المتحدة الأمريكية في مفاوضات الحل النهائي.
أوراق
القوة الإسرائيلية
إلى
ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، رياض العيلة، إن
"بحث السلطة الفلسطينية عن راع جديد لعملية السلام، مثل روسيا التي تتعطش
للعب دور أكبر في الساحة الإقليمية، سيواجه تحديات كبيرة، أهمها أن الولايات
المتحدة لن تقبل لروسيا أن تمارس دورا سياسيا في ملف حساس مثل الصراع الفلسطيني
الإسرائيلي، التي تحتكره منذ أكثر من ربع قرن".
وأوضح
العيلة في حديث لـ"عربي21" أن "إظهار روسيا
تعاطفا مع الفلسطينيين لا ينفي حقيقة أوراق الضغط التي تمتلكها إسرائيل في روسيا،
فكبرى الشركات الأسلحة الروسية تعود ملكيتها لمستثمرين يهود، كما أن إسرائيل تمتلك
نسبة لا بأس بها من احتياطيات النقد الأجنبي في البنوك الروسية، وهذه المصالح قد
تجبر روسيا على التدخل في حدود ضيقة في هذا الصراع، بما يحافظ على استمرار
العلاقات الدافئة بين موسكو وتل أبيب".
بدائل
ضعيفة
أما الباحث الفلسطيني المقيم في مدينة إسطنبول التركية، عماد أبو
الروس، فرأى أن "إشكالية الفلسطينيين ليست في البحث عن وسيط يتمتع بالنزاهة،
كما كانت ترى السلطة الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العشرين عاما
الماضية، بل إن الإشكالية الحقيقية تتمثل في التنصل الإسرائيلي من كافة القرارات والالتزامات
الدولية منذ العام 1948 وحتى هذه اللحظة".
وتابع
أستاذ العلاقات الدولية في حديث لـ"عربي21" بأن "الاحتلال الإسرائيلي
لن يقبل بأي وسيط آخر غير الوسيط الأمريكي الذي يحقق رغباته، كما أن إدارة الرئيس
ترامب لن تدع المجال لأي طرف دولي بالتدخل في إدارة ملف التسوية الفلسطينية الإسرائيلية،
خاصة أن تأثير اللوبي الصهيوني في أمريكا لن يدع المجال لأي قوى أخرى في إقحام
ذاتها في مشروع التسوية".
وعن
خيارات السلطة في البحث عن راع جديد لعملية السلام، قال أبو الروس إن "خيارات
السلطة ضعيفة جدا، كما أن السلطة تكاد تجزم بحقيقة أن الولايات المتحدة هو الوسيط
الوحيد المتحكم في الملف الفلسطيني الإسرائيلي."
وعن
المطلوب من السلطة الفلسطينية، أوضح أنه يجب إيجاد واقع بديل من خلال حشد كل من
يؤمن بخيار حل الدولتين في مواجهة قرار ترامب، بالإضافة لإعلان جريء من منظمة
التحرير بفشل المفاوضات، واللجوء للشعب، والتخلي عن عملية التسوية، وإيجاد صيغة
مناسبة لتحرك فلسطيني موحد، بعيدا عن أي استجداء لعملية تسوية ولدت ميته وستبقى
كذلك.