في مؤشر على قرب اندلاع
معركة منبج في ريف حلب الشرقي، أعلنت مصادر عسكرية في
المعارضة أنها بصدد التحضير لعمل عسكري بهدف دحر المليشيات الكردية من المدينة.
ووفق نائب رئيس هيئة الأركان في "الجيش الوطني" الذي شكلته الحكومة المؤقتة، فإن المعارضة بصدد التحضيرات الأخيرة لمعركة منبج التي تسيطر عليها ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية- قسد"، وذلك بالتوازي مع معركة "غصن الزيتون" التي تخوضها قوات مشتركة تركية وسورية في عفرين.
وأكد العقيد هيثم العفيسي في حديثه لـ"
عربي21"، أن المعركة المقبلة ستكون امتدادا لعملية "غصن الزيتون" وأن الجيش الوطني قادر على خوض معركة منبج إلى جانب مشاركته في معركة عفرين، مبينا أن تعداد "الجيش الوطني" يقدر بحوالي 30 ألف مقاتل.
وقال: "بالتأكيد المعركة المقبلة ليست سهلة، لكن بتوفر الإرادة الحقيقية ستكون المعركة محسومة لصالحنا".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد السبت أن معركة عفرين ستستمر حتى منبج للقضاء على "الإرهاب".
ويرى مراقبون أنه من شأن وجود قاعدة عسكرية أمريكية في منبج أن يعيق الإعلان عن المعركة، إلى جانب اعتبارات أخرى من بينها وجود النظام السوري على مقربة من المدينة.
لكن الخبير العسكري العقيد فايز الأسمر، اعتبر أنه "من غير المستبعد أن تقوم المعارضة المدعومة تركيا بفتح معركة منبج في الأيام القليلة المقبلة".
وتطرق الأسمر في حديثه لـ"
عربي21" إلى اعتبارات عدة تحتم على المعارضة البدء الفوري بمعركة منبج، موضحا أن "هناك خشية من تسليم منبج للنظام من قبل قسد، وذلك ردا على الهجمات التي تتعرض لها في عفرين".
ولفت إلى أجواء التوتر التي تسود منبج بين العشائر العربية والقوات الكردية، بسبب حادثة مقتل شابين من عشيرة "البوبنا" على يد القوات الكردية التي تسيطر على منبج.
واعتبر الأسمر أن التوتر في منبج "عامل لصالح المعارضة"، مبينا أن العشائر العربية الناقمة على
الأكراد تشكل حوالي 90 بالمئة من التركيبة السكانية للمدينة.
وعن قدرة الفصائل على خوض معركة منبج المقبلة إلى جانب مشاركتها في عملية "غصن الزيتون" ذهب الأسمر إلى اعتبار أن عدم وقوف الحاضنة الشعبية إلى جانب "الوحدات" يصب في صالح المعارضة.
وقال: "من المؤكد أن الوحدات ستكون بين فكي كماشة، أي ما بين القوات المهاجمة وما بين المقاومة الشعبية من أبناء العشائر التي تتنظر التحركات من خارج منبج".
وتابع بأن كل ما ذكر يشير إلى سهولة مهمة المعارضة في منبج، وأن المعركة ستكون سريعة.
وبحسب مصادر محلية، فإن "الوحدات" تتخذ من مدينة منبح نقطة إمداد لقواتها في عفرين، وذلك بالتعاون مع النظام الذي يسمح للقوات الكردية بالوصول إلى عفرين عبر مناطق سيطرته.
من جانبه، نفى الناطق الرسمي في "مجلس منبج العسكري" التابع لقسد، شرفان درويش الأنباء التي تتحدث عن معركة وشيكة في منبج، معتبرا في تصريحات إعلامية الاثنين، أن الغاية منها "زعزعة أمن واستقرار منبج".
ومنذ مطلع الشهر الحالي تشهد منبج احتقانا شعبيا ينذر باشتباكات ما بين العشائر و"قسد" التي استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة من مناطق سيطرتها في الشمال السوري إلى داخل المدينة التي تسيطر عليها منذ آب/ أغسطس 2016، بعد أن دحرت تنظيم الدولة عنها.