هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال آساف غيبور، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقوم بحملة تغييرات جوهرية في المملكة، على الأصعدة: السياسية والاجتماعية والاقتصادية، سواء في تقاربه مع الغرب، أو منح المرأة المزيد من الانفتاح بما يعود عليه بتأييد الرئيس الأمريكي.
وأضاف: لكن ابن سلمان يواجه في الوقت ذاته سلسلة مصاعب وعقبات، ولا يستطيع حتى اللحظة تحقيق إنجازات في معركته الكبرى، المتمثلة بوقف التعاظم الجاري لعدوته الكبرى إيران، شرقا وشمالا.
وقال غيبور، في مقاله بصحيفة مكور ريشون، إن إعلان ابن سلمان عن حملته التغييرية لم تنجح حتى الآن بالمستوى الذي كان يتوقعه، رغم ما يحظى به من عناق أمريكي، فالرجل اتخذ عدة خطوات داخلية اعتبرت فاشلة، في ظل أن بعضها تم تفسيره على أنه أحد مظاهر ضعف تأثير الرياض في العالم العربي.
وأوضح أنه منذ ظهور ابن سلمان في واجهة السلطة في أواسط 2016، خسرت السعودية مئات مليارات الدولارات؛ بسبب الانخفاض في أسعار النفط، في ظل أنه يشكل 90% من موازنة المملكة، كما أن تزايد التقارير الصحفية الغربية عن بعض المسلكيات المالية لابن سلمان أثارت أجواء من عدم الرضا داخل السعودية؛ لأنها تزامنت مع مزاعمه بمحاربة الفساد، لا سيما الحديث عن شرائه بعض المقتنيات الخاصة.
على الصعيد الخارجي -يوضح المقال- فإن العقوبات السعودية على قطر، الجارة الشرقية لها، لم تمنح أي نجاحات تذكر للمملكة، حتى أن قطر لم تضطر لإجراء تغير جوهري في سياساتها بسبب ضغوط الرياض.
كما أن اندلاع الأزمة اللبنانية، وإعلان رئيس الوزراء سعد الحريري عن استقالته من الرياض، وما تبعها من تدخل فرنسي، أسفرت مجددا عن إخفاق جديد للأمير السعودي في سياسته الخارجية، لا سيما عدم قدرته على الحد من النفوذ الإيراني في بيروت.
أكثر من ذلك، يستطرد المقال يذكر إخفاقات ابن سلمان، بالقول: تواصل المملكة تلقي الضربات الصاروخية من الحوثيين باليمن، دون أن يبدوا تأثرا بكثافة القصف الجوي لطائرات التحالف بقيادة السعودية.
ويختم بالقول: اللافت أنه مقابل هذه الإخفاقات الخارجية السعودية مع الدول المجاورة، فقد أخذت علاقاتها آفاقا جديدة على صعيد التقارب مع الولايات المتحدة وإسرائيل، في ظل إدراك ابن سلمان عدم قدرته على تقليص قوة إيران المتنامية في الإقليم، ومعرفته بأن الحرب التي يخوضها مع طهران بعيدة عن النهاية.