هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد مضي أكثر من عام على محاولة الانقلاب
الفاشلة في تركيا، واللقطات التي اشتهر بها المواطنون الأتراك وهم يتصدون للدبابات
التي قادها الانقلابيون، ارتفعت صور تلك الدبابات مجددا للافتخار بها بعد
العملية العسكرية التي تنفذ الآن ضد التنظيمات المسلحة شمال سوريا.
ورفعت بلدية ولاية عثمانية، صورة كبيرة لدبابة
للجيش على جدرانها حملت عبارات دعاء وتأييد للعملية العسكرية، التي يخوضها الجيش
في شمال سوريا وتمنيات بالانتصار.
وفي مقابل الصور التي انتشرت ليلة محاولة
الانقلاب لتصدي المواطنين للدبابات، والصعود عليها لمنع تحركها وضرب عناصر
الانقلاب، التقط الأتراك صور "سيلفي" مع الجنود المتجهين إلى ساحة
المعركة، ونشروا تغريدات دعم وتأييد ودعاء لهم بالانتصار.
وشاركت فرق شعبية محلية في أداء عروض غنائية،
واستعراضية من التاريخ العثماني في لقاءات وداع الجنود، قبل توجههم لمواقع
المواجهات داخل سوريا.
وأرسل أتراك خلال أدائهم مناسك العمرة صورا
لعبارات دعاء كتبوها في الحرم المكي، وأمنيات للجيش بالانتصار في المعارك الجارية
شمال سوريا.
وفي العديد من الولايات التركية وقف العشرات
من الأتراك، في طوابير أمام مقرات التجنيد العسكري لتسجيل أسمائهم من أجل التطوع
للمشاركة في العملية العسكرية، ولم تقتصر المشاركة على الشبان بل قامت بعض السيدات
بالحضور والحصول على استمارة تطوع.
وعلى صعيد الأحزاب التي وقفت ضد محاولة
الانقلاب الفاشلة، خرجت بعضها في مسيرات لتأييد الجيش في عمليته العسكرية، ورفعوا
لافتات تتمنى الانتصار في عملية عفرين.
وبعد الإعلان عن انطلاق العملية العسكرية دعت
وزارة الشؤون الدينية التركية، المواطنين لجلسات دعاء بعد صلاتي الفجر والعشاء في
كافة المساجد، ونشرت وسائل الإعلام التركية مشاركة جموع في المساجد للدعاء بالنصر
للجيش.
الكاتب والصحفي التركي إسماعيل ياشا رأى أن
موقف الشعب التركي من جيشه لم يتغير، على الرغم مما حصل في ليلة محاولة الانقلاب
الفاشلة.
وأوضح ياشا لـ"عربي21" أن الأتراك
بطبيعتهم "يطيعون الدولة ويرفضون الخروج عليها ولديهم احترام كبير للجيش
طالما بقي يمارس وظيفته في حماية الوطن ضد العدو الخارجي".
وأوضح أن الفعاليات الشعبية التركية المؤيدة
للجيش، تخرج لأنها تدرك طبيعة الدور الذي يقوم به الآن، في حماية الحدود وحفظ
الأمن القومي للدولة.
وأضاف: "في ليلة الانقلاب المواطنون
اعتلوا الدبابات وأوقفوا الخونة، والجميع قال إن الجيش لا يهاجم أبناء الوطن"، وتابع: "لكن الآن الشعب يرسل التحيات للدبابات، المتجهة إلى عفرين لدفع
التهديد القادم من الخارج".
وأشار إلى أن "الشعب يدرك أن وظيفة
الدبابات والجيش على الحدود وللعدو من خارج الوطن، لذلك يلقى التأييد وفي الوقت
الذي نزلت فيه إلى الشوارع ضد المواطنين تصدى لها بصدره العاري بل وللمحافظة عليها
لأنها ثروته ودرعه لم يقدم حتى على إحراقها لمنع تقدمها".
وبشأن التفاعل الشعبي مع العملية العسكرية
قال ياشا إن آخر استطلاعات الرأي، التي أجرتها وسائل إعلام محلية حول حجم التأييد
الشعبي لعملية عفرين، أظهرت أن أكثر من 70 بالمئة من المواطنين مؤيدون لها في حين
عارضها 30 بالمئة.