هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها إن مقتل 100 من المقاتلين الموالين لنظام بشار الأسد على يد القوات الأمريكية، يعد تطورا مثيرا للقلق بشأن التصعيد الحالي في الأزمة السورية.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن هذا الحادث يكشف عن استعداد الولايات المتحدة للدفاع عن وجودها في شرق سوريا، لافتة إلى أن القوة المهاجمة تضم قوات سورية وعناصر من الحرس الثوري الإيراني، بحسب ما قال ناشطون.
وتلفت الصحيفة إلى أن "القوة كانت تحاول مهاجمة موقع لقوات كردية تحميها بريطانيا والقوات الأمريكية، ولو كانت هناك إشارات على توسع الحرب الأهلية السورية لنزاع واسع بين القوى العظمى، فإن هذا الحادث هو الدليل".
وتقول الاقتتاحية: "من المفترض أن هذا الهجوم شن بدعم من الطيران الروسي، وكان محاولة لإجبار الأمريكيين على سحب قواتهم الخاصة من المنطقة في شرق الفرات، وفحص الأجواء حول قدرة نظام الأسد على استعادة السيطرة على بلده، وكان محاولة لاستغلال الهجوم العسكري التركي ضد حلفاء الولايات المتحدة في شمال غرب البلاد".
وتفيد الصحيفة بأن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تدهورت علاقات بلاده بشكل حاد مع الرئيس دونالد ترامب، يريد سحق قوات حماية الشعب الكردية في سوريا، وإجبار الولايات المتحدة على التخلي عنهم".
وتجد الافتتاحية أن "مقتل عدد من المقاتلين الموالين للأسد هو إهانة له، وقد يؤدي ذلك إلى مفاقمة المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة، فالتصعيد لا يزال قائما وحقيقيا".
وتنوه الصحيفة إلى أن "القوات الأمريكية ظلت على اتصال مع القوات الروسية المحلية طوال العملية، تماما كما فعلت في أثناء الحرب ضد تنظيم الدولة، لكنها تتهم الروس بممارسة لعبة سخيفة، فهم يحاولون الظهور بمظهر الحليف في الحرب ضد تنظيم الدولة، وصناع سلام مستعدين لدفع الأسد نحو المصالحة، إلا أن خطتهم للسلام التي صاغوها مع الأتراك والإيرانيين تستبعد أي دور للغرب، وبدلا من السيطرة على محاولات الأسد محو جماعات المعارضة، فإنهم قدموا له الدعم الكامل في هجومه على ما تبقى من جيوب للمقاومة في داخل سوريا، حيث استخدم في العادة السلاح الكيماوي ضد المدنيين".
وتبين الافتتاحية أن "البعض يناقش في واشنطن أن هزيمة تنظيم الدولة تدعو إلى انسحاب القوات الأمريكية، كما يحدث في العراق، ولسوء الحظ فإن أصداء (المهمة اكتملت) موجودة في واشنطن، لكن إدارة ترامب تؤكد أن الانسحاب في الوقت الحالي سيعطي إيران انتصارا، ويهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، ويعطي رسالة لكل حليف تعاون معها أن لا قيمة له بعد قيامه بالمهمة".
وتستدرك الصحيفة بأنه "رغم منطقية هذا التحليل، إلا أن على واشنطن دعمه بالتزام وتسليح، وهذا يعني مواجهة كل من تركيا وروسيا، وسيجد الكرملين نفسه مضطرا لتخفيف التزاماته في الشرق في حال شاهد أنه سيواجه إهانات أخرى، أو اضطر لأداء دور مباشر في الحرب التي يخوضها النظام في الشرق".
وترى الافتتاحية أنه "في حالة أردوغان، فإن إجباره أو هزيمته ليس مهمة سهلة، لكن هناك إمكانية لعقد صفقة بينه وبين الأكراد، ويمكن لأمريكا عقد صفقة تقوم فيها بنقل المقاتلين الأكراد شرقا من منبج، وتحفظ بالتالي ماء وجه الأتراك، ويعلم أردوغان أن محاولته للسيطرة على عفرين وشمال سوريا لا تسير بحسب المخطط لها".
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول: "كما حدث في أفغانستان، فلا يمكن للولايات المتحدة الخروج تاركة فراغا، واضطر تنظيم الدولة للعمل السري لكنه لم ينته، وفي فوضى ما بعد الخلافة فإن لدى أمريكا دورا لحماية الاستقرار، وهو ما لا توافق عليه أنقرة أو موسكو".