هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعرب سياسيون وحقوقيون عن مخاوفهم من أن تصاحب العملية العسكرية التي تجري بسيناء، انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان تحت شعار "محاربة الإرهاب"، ليس فقط في سيناء بل في جميع أنحاء الجمهورية.
وعبروا عن تخوفهم أيضا من أن يستغل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي تلك العملية العسكرية كستارة يجري وراءها اعتقال المعارضين، وتصفية الخصوم؛ كما حدث باعتقال وحبس نائب رئيس حزب مصر القوية، محمد القصاص، واعتقال 14 من جماعة الإخوان المسلمين بزعم انتمائهم لحركة "حسم"، وتصفية 3 آخرين.
انتقام
وعلق الناشط السياسي، محمد عباس، بالقول: "إن السيسي بدأ بالانتقام من السياسيين الذين رفضوا وطالبوا بمقاطعة الانتخابات، وأبرز مثال هو اعتقال محمد القصاص نائب رئيس حزب مصر القوية واتهامه بالتخطيط لعمليات إرهابية على الرغم من معرفة الجميع من هو القصاص وانحيازاته".
اقرأ أيضا: ما جدوى العملية العسكرية الجديدة بسيناء وما علاقتها بالسيسي؟
وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "السيسي لا يعير اهتماما للأرواح وأهلنا في شمال سيناء في سبيل تحقيق أهدافه، وهذا ما يستدعي القلق من مستوى الجرائم التي يمكن أن ترتكب باسم محاربة الإرهاب، في ظل معركته الداخلية داخل الجيش".
مشيرا إلى أن "العملية العسكرية موجهة بشكل رئيسي إلى التوتر والأزمة داخل الجيش، وحالة التململ المتصاعدة منذ اعتقال الفريق عنان ومحاولة تجييش الجيش بأنه لا صوت فوق صوت المعركة".
حصار سيناء
مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، خلف بيومي، أعرب عن قلقه من تنامي انتهكات حقوق الإنسان خلال تلك العملية، قائلا: "اجتياح سيناء وبهذه الصورة ألقت بكثير من المخاوف لدينا من تعرض المدنيين من أهالي سيناء للقتل أو الاعتقال العشوائي، خاصة وأن النظام تعمد منذ سنوات أن تكون سيناء خارج التغطية".
وكشف لـ"عربي21": "وصلتنا منذ اليوم الأول للعملية العسكرية استغاثات من أهالي سيناء، تؤكد مخاوفنا؛ فقد تم غلق كافة المنافذ والمعابر مع إغلاق معديات قناة السويس، وكذلك غلق محطات الوقود والغاز، ومنع البيع للمواطنين، وشهدت منطقة بئر العبد حملات مكثفة على البيوت".
فظائع متوقعة
من جهته؛ أكد الناشط السياسي والحقوقي، هيثم أبو خليل، أن السيسي سيقبل على ارتكاب فظائع في محاولة منه "لإشغال الجيش بحرب حتى لو قتل الأهل وأهلك الزرع، وإرسال رسالة للقيادات السياسية في تل أبيب وحلفائهم في الإدارة الأمريكية أن من يحكم مصر الآن في خدمتكم ورهن إشارتكم".
وتوقع في تصريحات لـ"عربي21" أن ينكل السيسي بجميع المصريين من خلال "تعبئة الرأي العام المصري أن البلد في حالة حرب، فلا أحد يسأل عن حرية أو معيشة كريمة، ولا حتى عن شكل انتخابات رئاسية معقول ومقبول".
وتابع: "العملية العسكرية أيضا رد عملي على البيان المدهش للبرلمان الأوروبي الذي يدين ويطالب بوقف حالات الإعدام في مصر ووقف انتهاكات حقوق الإنسان".
حملة تصفيات
وشكك الكاتب الصحفي، قطب العربي، في أهداف الحملة العسكرية، قائلا: "لأن يافطة الإرهاب واسعة وفضفاضة؛ فإن السلطة الحالية تصف كل معارضيها بهذه الصفة، وبالتالي فهي ستستخدم هذه الحملة لاعتقال المزيد من المعارضين السياسيين وتقديمهم لمحاكمات صورية قبيل الانتخابات كما جرى مؤخرا باعتقال نائب رئيس حزب مصر القوية، وبدء التحقيق مع عدد كبير من قادة الحركة المدنية الديمقراطية، واعتقال عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين".
اقرأ أيضا: مها عزام: عملية الجيش في سيناء "إرهاب" لشعب مصر
وأضاف لـ"عربي21": "هناك حملة لا زالت مستمرة حاليا للقبض على المعارضين السياسيين وبالذات من سبق اعتقالهم، بل وتصفية بعض المعارضين السياسيين ممن سبق القبض عليهم وإخفاؤهم قسريا"، منتقدا في الوقت نفسه "شن غارات على أراضي وبيوت أهالي سيناء، بدعوى أنها مأوى لجماعات إرهابية، لكن لأن الهدف غير المعلن هو إخلاء مساحات واسعة من سيناء تمهيدا لتنفيذ صفقة".
حرب قذرة
النائب السابق، نزار محمود غراب، أعرب عن اعتقاده بأن "الحديث عن مخاوف باتساع دائرة انتهاك حقوق الإنسان في ظل حرب تفتقد لأي دوافع وطنية، حديث غير واقعي".
وأوضح لـ"عربي21" أن "الأمر الواقعي أنه مخطط حرب يتضمن كافة الانتهاكات مع سبق الإصرار والترصد، والقيمة الوحيدة في هذا النظام هي الحفاظ الوحشي على السلطة والمصالح والمكاسب أما الوطن والمواطن فلا قيمة له".