قالت صحيفة "ميدل
إيست آي" إن النائب البريطاني المحافظ دانيال كاوتشينسكي، والمعروف بعلاقاته
الوثيقة مع
السعودية، تلقى من الرياض، مبلغا يصل إلى 20 ألف و 700 دولار لتنظيم
والتحدث في مؤتمر للمعارضة
القطرية بلندن.
وأوضحت الصحيفة أن
أرقام سجل المصالح المالية للبرلمانيين كشفت، أن كاوتشينسكي المستشار السابق لرئيس
الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، تلقى رسوما من مجموعة "أكتا" لتقديم
المشورة، ثم المشاركة في مؤتمر الأمن العالمي والاستقرار في قطر، والذيب عقد بلندن في أيلول/سبتمبر
العام الماضي.
وبرز في واجهة المؤتمر
المعارض القطري الذي يعيش بالمنفى، في بريطانيا خالد الهيل، وشارك معه العديد من
الشخصيات السياسية ذات الشهرة العالمية والاكاديميين والمعلقين، لكن لم يحضره سوى
عدد قليل من القطريين، ورفض العديد من المحللين المشاركة فيه، على اعتبار أنه محاولة
لتعزيز مساع خليجية لتغيير النظام في قطر.
ونفى النائب البريطاني
قبوله رسوما مقابل تنظيم المؤتمر، وقال إنه لم يكن هناك "دعم" لكن لاحقا
وفق ما كشفت السلطات البرلمانية، تبين أنه حصل على 10 آلاف و370 دولارا على قسطين، من مجموعة "أكتا" وهي شركة علاقات عامة صغيرة.
ولفتت الصحيفة إلى أن كاوتشينسكي، لم يفصح عن التفاصيل الدقيقة، لمشاركته في الحديث بالمؤتمر أو أعماله الاستشارية، المتعلقة بالتنظيم.
وبالعودة إلى سجلات النواب البريطانيين الذين
تلقوا أموالا من أكتا أشارت "ميدل إيست آي" إلى أن النائب إيان دنكن
سميث، الذي قاد حزب المحافظين من 2001 – 2003 ثم شغل منصب وزير في حكومة كاميرون، حصل على 4 آلاف جنيه استرليني، مقابل إلقاء كلمة في المؤتمر، الأمر اعتبرته الصحيفة
مثيرا للمخاوف كون السياسيين يعملون وفق "أعلى عطاء".
كما دفعت "أكتا" للزعيم الليبرالي
الديمقراطي السابق، بادي آشدون رسوما مشابهة، للمشاركة في المؤتمر.
وعلى صعيد موقع عقد المؤتمر في فندق
إنتركونتيننتال، لندن قالت الصحيفة إن سعر حجز قاعة المؤتمرات لليلة واحدة، يبلغ 550
دولارا لمجرد مهاجمة قطر والحديث عن دعم، مزعوم للجماعات الإرهابية والعلاقة مع
إيران والتنافس الإقليمي.
أشارت إلى أن الهيل الذي زعم أنه هرب من قطر
عام 2014، بسبب تعرضه للتعذيب، تلقى دعما من الجمعية الملكية
البريطانية، وهي منظمة
غامضة، روج لها أحد أطباء بيل كلينتون السابقين.
وكشفت أن توم بروكس وهو أكاديمي من جامعة
دورهام، تلقى دعوة للحضور وعبر عن صدمته لأنه ليس خبيرا في شؤون الشرق الأوسط وكان
الحديث أحادي الجانب من قبل العديد من المتكلمين.
وعادت الصحيفة إلى سجلات الشركات، فعثرت على
أن المدير الوحيد، لمجموعة "أكتا" تدعى تاتيانا جيسيكا وهي سيدة أعمال
رومانية، تبلغ من العمر 32 عاما، ووصفت نفسها في إحدى المرات، بأنها "مهندس
محلي".
وسبق لها أن اشتركت في عنوان سكني، واحد في منطقة
فاخرة بنواحي لندن وكتبت يومها مجلة "باز فيد" أنها متزوجة من الهيل.
وتم إدراج جيسكا كمسؤول إلى جانب الهيل، في شركة أورب وشركة سيبتر كومونيكاتشيونس
المحدودة، وهي شركة علاقات عامة حلت وكانت سجلت موقع مؤتمر قطر للمعارضة في نوفمبر
الماضي تحت إشرافها.
وقالت صحيفة
"ميدل إيست آي" إن كاوتشينسكي، معروف بتأييده ودفاعه عن المملكة العربية
السعودية، وتحدث سابقا عن "الكفاح ضد الجهل غير العادي"، في إطار دفاعه، عن
حكام خليجيين بما فيهم السعودية.
وأوضحت أن النائب
المحافظ ظهر عام 2015، على قناة إخبارية وهو يهاجم مذيعا بعد بث تقرير يزعم أن
السعودية، كانت متواطئة في جرائم الحرب باليمن، وخلال المقابلة اتهم المذيع بالتحيز
والعداء للسعودية.
وفي العام 2014 هدد بمقاضاة محرر برنامج بعد
تلميحات، بأنه قام برحلة إلى المملكة العربية السعودية، وتلقى من السفارة في لندن، مبلغ 7300 دولار.
وفي آذار/مارس من
العام الماضي قالت الصحيفة، إن الحكومة السعودية دفعت له مبلغ 9200 دولار لقضاء
أسبوع هناك، لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا.
وكان المتحدث باسم دنكن سميث قال إن مشاركته
تمت وفقا للقواعد البرلمانية، في حين قال اللورد آشدون إنه ظهر وفقا لقواعد مجلس
اللوردات، وأشارت الصحيفة إلى أنه على الأرجح، تلقى دعما من السعودية لكنه حضر للتعبير عن
آرائه بقوة.
وقالت الصحيفة إن تفاصيل الرسوم المدفوعة
للمتحدثين في المؤتمر وصلت كرسالة، من رئيس مجلس إدارة شركة ماساتشوستس للتكنولوجيا ميس آرتشر ميلز، إلى السفير القطري في لندن، وتسربت للشرق الأوسط عبر مصدر خليجي.