هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استعرضت صحيفة إسرائيلية، استراتيجية إسرائيلية ذات أربعة إجراءات أو جبهات، قالت إن من شأنها في حال دمجها بنجاح أن تؤدي إلى تقييد التواجد الإيراني في سوريا.
قوة تقليدية
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق اللواء احتياط غيورا آيلند، أن الأحداث الجارية في سوريا "تستوجب نظرة أوسع من مجرد فحص الربح والخسارة لكل طرف".
ورأت أن "المشكلة الأساسية لا تنبع فقط من تضارب مطلق للمصالح بين إسرائيل وإيران، بل من تصميم مشابه لكنه متصادم من الطرفين"، موضحا أن "إيران مصممة على بناء قوة عسكرية في سوريا تكون خاضعة لإمرتها، وإسرائيل مصممة على منع ذلك".
ونوهت أنه "مع عدم وجود صيغة ترضي الطرفين حاليا، فنحن على ما يبدو في انتظار مواجهات أخرى"، موضحا أن "الحكومة الإسرائيلية في هذه المرة، قررت أخذ المخاطر في المدى القصير لمنع تدهور استراتيجي في المستقبل".
وقالت: "هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها إسرائيل عسكريا لمنع بناء قوة تقليدية لدى جيرانها، وهو الأمر الذي لم يتم عمله في الماضي".
وحول طريقة تحقيق "إسرائيل" لمبتغاها، حددت "يديعوت"، أربعة استراتيجيات وجهود متداخلة، "قد تجبر إدارتها بشكل سليم الإيرانيين عن التخلي ولو جزئيا، عن تطلعهم ودون أن ننجر لحرب شاملة".
قيود جديدة
وتتعلق الاستراتيجية أو الجهد الأول "بمهاجمة ذخائر هامة لنظام الأسد في كل مرة تنشأ فيها فرصة لمهاجمة هدف إيراني"، مؤكدة أن "الأسد غير معني بالمواجهة الآن، وبالتأكيد لا يريد أن يفقد ذخائر هامة فقط لأن هذا جيد لإيران".
وهكذا، "فقد تتمكن إسرائيل من خلق توتر بين الطرفين، والأمل أن تقف روسيا إلى جانب الأسد أكثر من وقوفها إلى جانب إيران"، وفق الصحيفة التي أوضحت أن "الجهد الثاني يرتبط بالبرنامج النووي الإيراني".
وقالت: "كما هو معروف، تطالب الولايات المتحدة بفتح الاتفاق بل وإضافة عناصر جديدة له مثل منعها من إنتاج صواريخ بعيدة المدى، لكن الأمر الأكثر أهمية في نظر إسرائيل والذي يجب أن تصر عليه، هو إخراج الإيرانيين من سوريا، وذلك أكثر اهمية بكثير من القيود الجديدة على إنتاج الصواريخ".
وفي الحوار الأمريكي الروسي، "تطرح مواضيع أخرى، وإسرائيل ملزمة بأن تضغط على واشنطن كي تبدي تفهما أكبر لاحتياجات روسيا الأخرى، وفي المقابل، تحقيق نهج روسي داعم أكثر في الموضوع الإيراني (وفق الأهداف الإسرائيلية)".
وبشأن الجهد الثالث؛ فهو يتعلق بلبنان، لأن "التهديد المباشر والأكبر على إسرائيل ليس سوريا أو إيران، وإنما عشرات الآلاف من صواريخ حزب الله"، وفق "يديعوت".
حرب شاملة
وأشارت إلى أن "السبيل لمنع انضمام حزب الله إلى المواجهة في الشمال، لا يتحقق من خلال التهديد، بل عبر إيضاح إسرائيلي أنه إذا فتحت النار من لبنان فسيؤدي هذا إلى حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان".
وفي ظل عدم رغبة العديد من الأطراف رؤية لبنان مدمرا، وبخاصة إيران وسوريا والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة، "فإن ثمة واجبا لتأكيد هذه الرسالة والتشديد عليها"، مشيرة إلى أن الجهد الرابع سيكون في قطاع غزة.
وتابعت: "من الحيوي لإسرائيل حاليا وأكثر من أي وقت مضى، هو منع مواجهة مع حماس في القطاع والتركيز على الجبهة الشمالية"، مشددة على وجوب "وقف الجدل الإسرائيلي الداخلي والعمل بسخاء لتحسين الوضع الاقتصادي هناك، حتى لو تم الأمر عبر حكومة حماس".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن "الدمج السليم لهذه الجهود والاستراتيجيات الأربع كفيل بأن ينجح"، مؤكدة أن "إسرائيل لن تتمكن من منع جولات عنف في الجبهة السورية ولكن سيكون بوسعها منع الحرب وإجبار الإيرانيين على تقييد تواجدهم في سوريا".
ومن المجدي في هذا الشأن، وفق الصحيفة، الإشارة إلى أن هناك "إنجازا إسرائيليا، فقد أملت إيران ضمن أمور أخرى في أن تشكل مليشيا عسكرية بمحاذاة الحدود السورية الإسرائيلية في هضبة الجولان".
وزعمت أن "الهجمات الإسرائيلية في الماضي، أدت في هذه المرحلة إلى التخلي عن تواجد سوري يشبه التواجد الذي يبديه حزب الله بمحاذاة الحدود مع لبنان".