قال مركز دراسات تابع لوزارة الخارجية
الإيرانية، إن كلا من
روسيا وتركيا تعملان على إضعاف دور إيران في سوريا، معتبرا أنها أصبحت مهددة بين هيمنة الروس وغموض الأتراك.
وهاجم مركز الدراسات الدبلوماسية الإيرانية السياسة التركية والروسية في سوريا، وقال إن روسيا بدأت بالعمل على إقصاء إيران وتهميشها في الملف السوري.
وقال تقرير مركز الدراسات الذي حرره الخبير الإيراني عبد الله مهربان، إن تحليل سلوك روسيا يدل على أنها تسعى لتشكيل نظام قائم على الهيمنة في المنطقة، لذلك ترفض أن تكون إيران دولة قوية تنافسها على نفوذها، وتحول دون أن تصبح إيران قوة تهدد دورها في سوريا.
وأضاف المركز الإيراني: "روسيا تفضل النظام الإيراني الضعيف على النظام الايراني القوي، وستسعى وستستمر روسيا في إضعاف إيران، ومن العبث أن ننظر إلى روسيا كحليف موثوق به، بدليل صمتها في مجلس الأمن وعدم دعمها لإيران قبل الاتفاق النووي".
وتابع: "كانت هناك رغبة روسية في مواصلة العقوبات الاقتصادية على إيران، وتأجيل إيصال صواريخ S300 ، وتقليص دور طهران في سوريا.. إبراز موسكو وظهورها بأنها هي التي تلعب الدور الرئيسي في المفاوضات السورية يشير إلى أن روسيا تفضل أن تكون إيران ضعيفة وتابعة لها".
واتهم المركز الإيراني روسيا بالتحالف مع
تركيا لإضعاف إيران قائلا: "توفير الأجواء للتدخل التركي في شمال سوريا من قبل روسيا يشير إلى أنها لا تريد فقط إقامة التوازن بين إيران وتركيا، بل تريد منع تشكيل الممر الإيراني عبر سوريا، لأن الروس ليس لديهم قواعد في العراق، والممر الإيراني الممتد من وإلى سوريا عبر العراق سيعزز من قوة إيران الإقليمية ما سيصعب على روسيا فرض هيمنتها بالمنطقة".
وأوضح المركز أن "روسيا تريد أن تتعامل مع إيران بشكل منفرد عن سوريا وتريد فصل البلدين (سوريا وإيران) عن بعضهما البعض في المنطقة، حتى تستطيع فرض هيمنتها ونفوذها بشكل أكبر وأسهل على كلا البلدين".
واعتبر أن تركيا أصبحت تشكل تهديدا بالغ الخطورة لإيران قائلا: "ربما إيران ستواجه مخاطر مستقبلية من قبل تركيا أكثر من الروس، ومن الواضح أن مصالح تركيا وإيران لا يمكن الجمع بينهما على الإطلاق، وستكون نتيجة التعاون بين البلدين صفرا".
واتهم المركز الإيراني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن لديه أطماعا توسعية بالمناطق التركية في إيران قائلا: "أردوغان الذي يحلم بتركيا الكبيرة والخرائط التي كانت تنشر من قبل المؤسسات التابعة له تضم أجزاء كبيرة من شمال إيران، وعن طريق هذه المناطق يريد أردوغان الوصول إلى باكو وربط بحر قزوين بآسيا الوسطى، وبالتعاون مع باكو بدأ أردوغان بدعم وتحريك وإثارة الأتراك في شمال غرب إيران ".
واعتبر مركز الدراسات الإيراني أن عمليات عفرين تهدف بالأساس لكبح جماح إيران وقال: "رغم أن الهدف المعلن للأتراك هو "إحتلال عفرين" ولكن في نواياهم يهدفون إلى كبح جماح إيران بسوريا".
وقال إن إيران عدوة لتركيا والسعودية معا لافتا إلى أن الصمت السعودي تجاه عفرين وكركوك، يجب أن يحلل في سياق واحد ، وهو أن السعودية على الرغم من اختلاف وجهات النظر بينها وبين تركيا، إلا أنهما يعتبران إيران عدوا مشتركا ويتبعان سياسة واحدة لمواجهتها.
وتابع بأن "المسؤولين الروس اجتعوا سرا خلال العام الماضي مع السعوديين والأتراك والإسرائيليين ووافقت روسيا على إجهاض مشروع إنشاء ممر إيراني يربط طهران بالبحر الأبيض المتوسط عبر سوريا وربما حصلت روسيا على بعض الامتيازات بسبب هذا الموقف".
واستطرد أن أذك كان ذلك يمثل نزاعا سريا بين روسيا وإيران، حول اثنين من خطوط أنابيب الطاقة الإيرانية التي تمتد من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط، معتبرا أن روسيا نجحت في ضرب عصفورين بحجر واحد وهو إيقاف خطوط نقل الطاقة ( النفط والغاز ) الإيراني إلى أوروبا وإجهاض مشروع الممر الإيراني الذي يمتد من طهران إلى المتوسط.
يذكر أن الإيرانيين أطلقوا مشروعا تحت مسمى "خط الغاز الإسلامي" الذي تم إنجاز مراحل كبيرة منه في العراق وإيران ويمتد من إيران إلى العراق، مرورا بسوريا ولبنان والبحر الأبيض التوسط ليتم تأمين الغاز الأوروبي عبر ما يسمى "الهلال الشيعي بالمنطقة".