ما حقيقة حرب الإمارات وحلفائها على تنظيم القاعدة باليمن؟

أثار إطلاق قوات ما تسمى "النخبة الشبوانية"، بإسناد من دولة الإمارات المشاركة ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، عملية عسكرية، للمرة الثانية في نحو شهر، ضد تنظيم القاعدة في محافظة شبوة اليمنية، أسئلة عدة حول حقيقتها، وسط من يشكك بالدور الإماراتي ومصداقيته في هذا الملف.

العملية التي أعلنت أمس الاثنين، من قبل قوات "النخبة" التي تتلقى توجيهاتها من "أبو ظبي"، ضد تنظيم القاعدة في مديرية الصعيد بشبوة، وصفت بأنها "لعبة مكشوفة" للتغطية على ممارساتها العدائية ضد السلطات الحكومية. وفقا لمراقبين.

وكان لافتا، أن هذه القوة المدعومة إماراتيا، أعلنت عملية خاطفة في كانون الثاني/ يناير الماضي، ضد معاقل القاعدة في مديرية "الصعيد" في شبوة، انتهت بالسيطرة على البلدة بشكل كامل، ما أثار شبهات كثيرة حول الحروب الوهمية التي يتخفى بها الإماراتيون وحلفاؤهم المحليون، بعد إطلاقهم حملة عسكرية جديدة أمس، لطرد مقاتلي القاعدة منها، بحسب متابعين للشأن المحلي.

اقرأ أيضا: المبعوث الأممي لليمن: مليونا يمني بحاجة لمساعدة عاجلة

يأتي ذلك، بعد يوم واحد، من تصريح شديد اللهجة، أدلى به وزير النقل في الحكومة اليمنية المعترف بها، صالح الجبواني، كشف فيه عن "الحرب التي تديرها القوات الإماراتية ضد القاعدة في محاولة منها للتغطية على دورها المقوض للحكومة الشرعية، وتشكيلها جيوشا مناطقية وقبلية في المحافظات الجنوبية".

"عملية زائفة"

من جهته، وصف مصدر يمني بأن العملية التي أطلقتها قوات "النخبة الشبوانية" بدعم إماراتي، ضد القاعدة في شبوة بأنها عملية "زائفة اعتمدت على الكذب والتدليس، وضخ إعلامي مهزوز اعتمد على التضليل للرأي العام".

وأضاف المصدر وهو مقرب من السلطات الحكومية في شبوة لـ"عربي21"، طالبا عدم الإفصاح عن اسمه أن "العالم كله، على علم بأن الإماراتيين أعلنوا في العاشر من كانون الثاني/يناير الماضي، تطهير مديرية الصعيد من تنظيم القاعدة".

وقال إن "إعلان القوات الموالية لحكومة أبو ظبي، أمس، شن عملية خاطفة تحت مسمى (السيف القاطع)، لطرد مسلحي القاعدة من صعيد شبوة، مرة أخرى، لم يكن مفاجئا، ولم تعد تنطلي على أحد".

اقرأ أيضا: وزير يمني يهاجم الإمارات: لن نقبل استمرار العلاقة معها (شاهد)

وتابع حديثه بالقول: "بات الجميع يدرك أهداف هكذا عمليات مع عدو لم يعد له أي وجود على الواقع".

وأكد المصدر اليمني أن "دولة الإمارات جعلت من الحرب على القاعدة شماعة لتوسعاتها داخل الأراضي اليمنية والانتشار العسكري على الطريقة الاستعمارية".

ووفقا للمصدر ذاته، فإنه "مع كل توسع جديد في محافظة شبوة تختلق لها مبررا تحت يافطة الحرب على القاعدة بينما أصبح تواجد مقاتلوها يكاد يكون شبه منته في الآونة الأخيرة".

وكانت "عربي21" قد كشفت في تقارير سابقة عن معسكرا تدريبيا تقيمه دولة الإمارات في مديرية الصعيد، لتجميع بقايا قوات الحرس الجمهوري سابقا وإعادة تشكيلها من جديد تحت إمرة طارق صالح، ابن شقيق الرئيس الراحل،علي عبد الله صالح.

كما تعتبر منطقة الصعيد بشبوة، مسقط رأس، الأمين العام لحزب المؤتمر، عارف الزوكا، الذي قتل مع صالح برصاص الحوثيين مطلع كانون الأول/ديسمبر في صنعاء.

كان أول ظهور لطارق صالح، بعد أكثر من شهر على فراره من قبضة جماعة الحوثي، في هذه المنطقة التي تعد مسقط رأٍس، أمين عام حزب المؤتمر، عارف الزوكا، الذي قتل مع عمه صالح، برصاص مسلحيها في الرابع من ديسمبر 2017.