هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها ريتشارد سبنسر، يعلق فيه على زيارة ولي العهد السعودي الأسبوع المقبل لبريطانيا.
ويقول سبنسر: "لا شيء يقلق الحكومة البريطانية والديوان الملكي السعودي حول زيارة الأسبوع المقبل لولي العهد أكثر من حرب اليمن"، مشيرا إلى أن بريطانيا وقفت و"بإخلاص" إلى جانب حليفتها الخليجية، التي قامت بقصف المدن والبلدات التي احتلها المتمردون الحوثيون، وقتلت آلاف المدنيين.
ويجد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن "الحكومة البريطانية قد تشعر أن لا خيار أمامها، فبعد بيع السلاح للجيش السعودي بقيمة المليارات، فإن مسؤولا بريطانيا قال بحزن، إن بريطانيا لن تستطيع الشكوى بأنها لم تقصد من بيعها لهم ألا يستخدموها".
وتقول الصحيفة إن "تغيير القيادة في الجيش لن يرضي المعارضين للحرب في بريطانيا، وقد يفعلون شيئا بشأن شكوى الأمير، وبأنه يتعرض لضغوط سياسية من حلفائه بشأن حرب لا يبدو أنها ناجحة، وتعد مقامرة أخرى لرجل واجه أعمامه وأبناء عمومته والمؤسسة الدينية، حيث قدم الضباط المتدربين في الغرب ووضعهم في المناصب العليا".
ويرى الكاتب أن "هذه تحركات تحمل في داخلها تناقضا ظاهريا، فإصلاحاته تجد صدى بين الشباب السعودي، لكن ليس حربه في اليمن، وفي هذه الإصلاحات يظهر أنه يريد المضي في حرب ستؤثر على سمعته في الداخل والخارج".
وتناول تقرير آخر لسبنسر في "التايمز" السماح للمرأة بالتجنيد في الجيش السعودي، قائلا إن السعودية عينت طيارا تدرب في الغرب قائدا للجيش، وسمحت للمرأة بالخدمة في الجيش، وتقوم بخطوات لتعيد تشكيل الجيش.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن التفاصيل تم الكشف عنها يوم أمس، بعد مرسوم في ساعة متأخرة، أعفى فيه عددا من قادة الجيش من مناصبهم.
ويفيد الكاتب بأن القائد الجديد هو الجنرال فياض الرويلي، وهو القائد السابق لسلاح الجو، وكان حتى تعيينه نائبا للقائد العام للقوات المسلحة السعودية، وتلقى تدريباته في كل من بريطانيا والولايات المتحدة.
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الحكومة السعودية، تأكيدهم أن القائد السابق الجنرال عبد الرحمن البنيان لم يحمل مسؤولية التقدم البطيء في العمليات العسكرية في اليمن، حيث شنت السعودية حملة ضد المتمردين الحوثيين، وعوض عن منصبه الكبير بمنصب ترضية، وهو مستشار كبير في الديوان الملكي.
ويلفت التقرير إلى أن الرويلي كان الوجه العام للحملة الجوية على اليمن، التي قتل فيها الآلاف، مشيرا إلى أنه تدرج في سلك العسكرية، حيث قضى خمسة أعوام يقود طائرات "تورنيدو" البريطانية، التي تصنعها شركة "بي إي إي سيستمز"، وبرز في أثناء حرب الخليج، التي تم فيها إجبار صدام حسين على الخروج من الكويت، ودرس في الولايات المتحدة.
وينقل سبنسر عن محمد اليحيى، من المجلس الأطلسي، قوله إن الإصلاحات الجديدة جاءت بعد مراجعة مطولة، أمر بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما أصبح وزيرا للدفاع عام 2015، وقال إنه يخطط لها منذ سنوات، وقد "وقع الملك سلمان عليها الآن"، وأضاف أن إعادة تأهيل الجيش هي جزء من خطط الأمير لتحديث الحكومة وتخفيض النفقات، في ضوء الضغوط التي تواجهها الميزانية؛ بسبب انخفاض سعر النفط.
وتنوه الصحيفة إلى أن هذه الخطوات الأخيرة جاءت بعد حملة لمكافحة الفساد، التي سجن فيها أمراء ومسؤولون ورجال أعمال في فندق ريتز كارلتون في الرياض، حيث أجبروا على تسويات مالية، تنازلوا فيها عن حصص من شركاتهم وممتلكاتهم، مشيرة إلى أن من بين الأهداف التي ركز عليها الإصلاح هو شراء الأسلحة، التي كان يحصل من خلالها المسؤولون والأمراء على عمولات كبيرة من شركات بيع السلاح.
ويورد التقرير نقلا عن المحلل الأمني في كلية "كينغز كوليج" المتخصص في شؤون الخليج أندرياس كريغ، قوله: "ترى هذه الإقطاعيات الابوية والمحسوبية في الجيش، بحيث لا تستطيع أن تشكل منشأة استكشافية واحدة"، ويضيف أن "السعودية لديها أعلى النفقات للفرد، لكن بكفاءة أقل، مع أنه يجب أن تكون أفضل من ذلك".
ويتابع كريغ قائلا إن التغييرات، وإن نشأت عن تخطيط، إلا أن حرب اليمن كشفت عن ضرورة حدوثها، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك تعاون بين القوات البرية والجوية، ما يعد من المشكلات الكبرى في اليمن، حيث يبدو فيها سلاح الجو يقاتل حربا مختلفة عن القوات البرية.
ويبين الكاتب أن الأمير استخدم الخطوات الأخيرة ليكشف للعالم أن وضع المرأة يتغير في السعودية أيضا، فيما قالت المديرية العامة للأمن العام إن النساء ما بين 25- 35 عاما، و"لديهن سلوك حسن"، ومواطنات سعوديات، ولسن متزوجات من أجانب، يمكنهن التقدم بوظائف للجندية.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن لا منظور أمام النساء السعوديات الآن للخدمة في خطوط القتال، وسيقتصر عملهن على الشؤون الإدارية والمكتبية.