هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمعلق ديفيد إغناطيوس، يتساءل فيه عن حقيقة الإصلاح في السعودية.
ويقول إغناطيوس في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن زيارته الأخيرة إلى السعودية تشير إلى أن هذه الإصلاحات حقيقية.
ويبدأ الكاتب مقاله بالقول: "عندما استمعت لرسالة التحديث المؤكدة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فإن الزائر لا يستطيع إلا التساؤل إن كانت هذه الرسالة صحيحة، وهل تحظى إصلاحات الأمير بدعم من المؤسسة الدينية والرأي العام في هذا البلد المحافظ تقليديا؟".
ويقول إغناطيوس إن "محاولة التكهن بشكل حقيقي حول السعودية أمر مستحيل على الشخص القادم من الخارج، لكنني أستطيع الإشارة إلى بعض النقاط التي جمعتها خلال زيارتي إلى هنا، وسمعت دعما قويا للإصلاحات من الشباب السعوديين الذين قابلتهم في الشارع، وكذلك رجال الدين المسلمين البارزين".
ويجد الكاتب أن "نجاح ابن سلمان في إصلاحاته يبقى مسألة مفتوحة، لكنه لديه حليف قوي، وهو رئيس رابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد العيسى، الذي وافق على سلسلة من التحركات الأخيرة التي قام بها ولي العهد، وقال العيسى إن زملاءه من هيئة العلماء يدعمونها، وكذلك قادة المؤسسة الدينية".
ويشير إغناطيوس إلى أن العيسى بدأ حديثه عن الموضوع الرمزي المتعلق بقيادة المرأة للسيارة، التي سيسمح لها بالقيادة في بداية شهر حزيران/ يونيو، حيث قال العيسى: "موضوع قيادة المرأة للسيارة لم يكن أبدا موضوعا دينيا، وكان عن العادات والثقافة"، وأضاف أن "المتطرفين كانوا يريدون ربطه بالدين"، مشيرا إلى أن الكثير من العلماء رحبوا به.
ويورد إغناطيوس نقلا عن العيسى، قوله في السياق ذاته إن العلماء دعموا ابن سلمان في الحد من نشاطات الشرطة الدينية، وأضاف: "أخذت الشرطة الدينية صلاحيات لم تكن لها.. ولم يرفض أحد هذا الأمر، وكان قرارا حكيما" أي قرار ولي العهد.
ويلفت الكاتب إلى أن العيسى قدم مواقف متسامحة بشأن زي المرأة، وقال إن "المرأة مهما لبست، العباءة السوداء أو النقاب، فإن هذا موضوع غير مهم"، مؤكدا ضرورة تغطية المرأة لشعرها في الدول الإسلامية كلها.
وتذكر الصحيفة أنه عندما سئل العيسى عن تكهنات بعض المحللين بحصول نوع من ردة الفعل السلبية داخل الدوائر الدينية من التغييرات، فإنه قال: "هذا غير صحيح مطلقا".
ويفيد إغناطيوس بأن العيسى قال إن زملاءه العلماء يقبلون "هذه الإصلاحات، وسيساعدون على فهمها بشكل أفضل، وفي تطوير المجتمع بشكل عام".
وتقول الصحيفة إنه عندما ضغط الكاتب مطالبا بتوضيحات حول السبب الذي جعل السعودية تدعم هذه التفسيرات المتشددة للإسلام، ولوقت طويل، فإن العيسى قال: "علينا ألا نهرب من حقيقة وقوع أخطاء، وقد تم تصحيحها، ومن واجبنا مواجهة المتطرفين".
وينوه الكاتب إلى أن العيسى لفت انتباه الغرب في كانون الثاني/ يناير، عندما كتب رسالة لمدير متحف الهولوكوست التذكاري في واشنطن، وصف فيها حملة الإبادة النازية بأنها أسوأ الجرائم التي ارتكبت في التاريخ الإنساني.
وبحسب الصحيفة، فإن إغناطيوس زار مركز "اعتدال" أو "المركز العالمي لمكافحة الأيديولوجية المتطرفة" في الرياض، حيث يجلس مئات المحللين أمام أجهزة الحاسوب يراقبون مسار وسائل التواصل الاجتماعي لرصد توجهات متطرفة، و"هي صورة عن (الأخ الأكبر)"، حيث يبرر إغناطيوس الأمر بأنه الجواب السعودي للغرب حول ضرورة مواجهة التطرف.
ويقول إغناطيوس عن مواقف السعوديين إنه استطاع جمع شهادات من مواطنين في المقاهي والشارع أثناء تجواله في الرياض؛ نظرا لغياب البيانات الرسمية والاستطلاعات التي يتم التحكم بها، وعدم وجود استطلاعات مستقلة.
ورغم اعتراف الكاتب بأن ما جمعه هو انطباعات وليس استطلاعا علميا، إلا أن من قابلهم من الشبان عبروا عن حماسهم للتغيير في الطرق القديمة، خاصة حملة مكافحة الفساد، بحسب ما يقول إغناطيوس.
ويختم إغناطيوس مقاله بالقول إن الكثير من الذين التقاهم عبروا عن حماسهم للتغيير، ومع أنه من الأعلى للأسفل، إلا أن زخمه في ازدياد.