هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إجراء عدد محدود من قواتها الخاصة لمناورات في الساحل السوري مؤخرا.
وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، نقلا عن وزارة الدفاع الروسية، أن المناورة جاءت احتفالا بيوم القوات الخاصة الروسية، وأن الهدف من المناورة محاكاة وتحديد أهداف إرهابية محتملة للتعامل معها.
واللافت في هذه المناورات الاستعراضية، توقيتها المتزامن مع تلويح الولايات المتحدة وبلدان أوروبية بالقوة ضد نظام الأسد على خلفية تورطه بالكيماوي، وتحديدا في الغوطة الشرقية المحاصرة، الأمر الذي فسره مراقبون على أنه رسائل روسية لهذه الأطراف، لاسيما وأن القوات الروسية المتواجدة في سوريا ليست بحاجة للمناورات، بالنظر إلى المعارك الحقيقية التي تخوضها ضد المعارضة.
وفي هذا السياق، اعتبر النقيب المنشق عن النظام، عمار الواوي، أن القوات الروسية "ليست بحاجة إلى إجراء مناورات، لأنها تخوض الحرب وتتدرب بشكل عملي في سوريا".
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أن جنوده يتدربون على الحرب بشكل حقيقي في سوريا.
اقرأ أيضا: الكعكة السورية.. الحصة الأكبر لروسيا والإيرانيون غاضبون
وبناء على ذلك، رأى "الواوي" أن هذه المناورات هي رسالة روسية مباشرة إلى الولايات المتحدة مفادها أن موسكو هي صاحبة القرار في سوريا، وكذلك إلى مجلس الأمن، تقول فيها روسيا إنها غير آبهة بالقرارات الصادرة عنه طالما تتعارض هذه القرارات مع مصالح روسيا.
بالمقابل، فرّق الخبير العسكري، العقيد أديب عليوي، بين المناورات والمهام القتالية التي تقوم بها القوات الروسية في سوريا، معتبرا أن مشاركة الروس في الحرب السورية لا يعني أن قواتهم ليست بحاجة إلى مناورات، وخصوصا في القتال البحري.
لكن كل ذلك لا يعني، بحسب عليوي، عدم وجود رسائل سياسية لهذه المناورات، قائلا لـ"عربي21": "بالطبع هي رسالة للولايات المتحدة، وإسرائيل رغم العلاقة القوية التي تجمع موسكو بتل أبيب".
وأضاف بأن توقيت هذه المناورات يؤكد أن لدى روسيا مخاوف حقيقية من التهديدات الغربية للأسد، بينما ليست روسيا بوضع يخولها تحمل تبعات مثل هذا التصعيد، وهي عارية تماما في سوريا.
وتساءل عليوي، "هل تستطيع روسيا حماية قواعدها العسكرية في سوريا بما فيها حميميم، بعد الخرق الذي تم تنفيذه بطائرات مسيرة "دورن" بدائية؟".
اقرأ أيضا: لاستامبا: هل تشهد خارطة التحالفات أي تغير في سوريا؟
من جانبه، قال الباحث بالشؤون الروسية التركية، باسل الحاج جاسم، دائما المناورات العسكرية هي لإرسال رسائل لأطراف أخرى منافسة أو لعرض جاهزية القوات واستعراض ذلك أمام العالم.
وأضاف لـ"عربي21"، أما في الحالة التي أمامنا، فسوريا تعتبر ساحة حرب، ولكنها حرب بالوكالة بين الأطراف الدولية والإقليمية، وفي ضوء ما نراه يمكن اعتبار مناورات روسيا في طرطوس بمثابة استعراض ورسالة بنفس الوقت ولكن ليس للحرب، لأن حرب الوكالة وتقاسم النفوذ الجارية حاليا في سوريا تخدم مصالح جميع الأطراف ماعدا السوريين.
بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، سامر خليوي، أن المناورات الروسية تأتي في سياق ما أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أن العمليات العسكرية في سوريا هي أقل تكلفة بكثير من المناورات العسكرية التي تجري في روسيا.
وقال لـ"عربي21": "إذا هي تأتي ضمن التدريبات العسكرية التي يقوم بها الروس سواء الحقيقية القتالية أو الاستعراضية"، واستدرك "غير أن ذلك لا يعني أن روسيا تريد أن تؤكد أنه كما للولايات المتحدة مناطق نفوذ شرق سوريا، فهي أيضا لديها مناطق نفوذ في الساحل السوري".
وأردف خليوي، أن كل ذلك واضح في توقيت الإعلان الروسي عن هذه المناورات، المتزامن مع التهديدات الأمريكية لنظام الأسد.