هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مراسل صحيفة "واشنطن بوست" آدم تايلور عن الكيفية التي تحولت فيها لندن إلى ساحة حرب علاقات عامة "مريرة وخرقاء".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى الحرب التي دارت بين من رحبوا ودعموا زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومن حاولوا منع الزيارة، ووصفوه بأنه "مجرم الحرب".
ويقول تايلور إن "المعركة انحرفت في بعض الأحيان إلى منطقة خاصة، عندما تم وضع إعلان ينتقد السعودية إلى جانب إعلان يرحب بالأمير ويمدحه، ومع أن الأمير محمد قام بإجراءات ليبرالية في داخل المملكة، بما في ذلك السماح للمرأة بقيادة السيارة، إلا أنه يظل حليفا مثيرا للجدل؛ بسبب سياسته الخارجية، رغم أهميته لبريطانيا في مرحلة ما بعد البريكسيت".
وتتحدث الصحيفة عن ابن سلمان بصفته مهندسا للحرب في اليمن، التي يقول النقاد إن استخدام السعودية فيها للقصف العشوائي أدى إلى نتائج كارثية على المدنيين اليمنيين، وفاقم من الأزمة الإنسانية، التي تعد الأسوأ على وجه البسيطة.
ويلفت التقرير إلى أنه بحسب تقديرات الأمم المتحدة العام الماضي، فإن أكثر من 10 آلاف شخص قتلوا في اليمن منذ التدخل السعودي عام 2015، فيما أصبح أكثر من 3 ملايين على حافة المجاعة، و80% من السكان بحاجة للمساعدة الإنسانية.
ويعلق الكاتب قائلا إن "هذا وضع غير مريح بالنسبة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي ووزير الخارجية بوريس جونسون؛ لأن بريطانيا تعد داعما رئيسيا للسعودية في مجال السلاح، وبحسب التقديرات، فإن نسبة بيع السلاح البريطاني للسعودية زادت بمعدل 500%، ووصلت إلى 6.4 مليون دولار، حيث تعد السعودية الوجهة النهائية للكثير من الأسلحة البريطانية".
وتذكر الصحيفة أنه بحسب استطلاع نشرته الحملة ضد تصدير السلاح، الذي نظمته لها شركة "بوبيولوس"، فإن نسبة 6% من المواطنين البريطانيين يدعمون صفقات السلاح مع السعودية، فيما يعارض 37% زيارة الأمير محمد بن سلمان لبريطانيا.
ويفيد التقرير بأنه في ضوء حالة عدم الثقة في أوساط الرأي العام، فإن الإعلانات انتشرت في لندن كلها؛ كمحاولة لجذب البريطانيين، حيث ظهرت على اللوحات الإعلانية وسيارات الأجرة والشاحنات وفي الصحف.
ويورد تايلور نقلا عن الدكتور أندرياس كريغ، قوله في تغريدة: "تشعر وكأنك وصلت إلى الرياض عندما تدخل إلى لندن من أم فور وأم فورتي، ويرحب بك (الزعيم المحبوب) ويحاول (أم بي أس) وشركة (إي إي أي سعودي) والسعودية الضغط باتجاه تغيير صورة المملكة بطريقة غير رقيقة"، فيما كتب مارك ماكينون: "أحصيت صفحة كاملة للإعلانات، وهناك إعلان آخر احتل ثلث صفحة للسعودية في (فايننشال تايمز) اليوم".
وتنوه الصحيفة إلى أن الشركة التي تقف وراء الحملة الإعلانية مسجلة في الرياض عام 2002، حيث كتب مديرها آدم هوسيير، مؤسس الشركة البريطاني في مدونته قائلا: "لو كان هناك شخص دفع بالتغيرات من وراء ستار فهو محمد بن سلمان.. عانى بالطبع من المقاومة في الداخل والخارج، لكن ذلك لم يغير موقفه".
ويستدرك التقرير بأن هذه لم تكن مجرد إعلانات دعائية ترحب بالأمير، ففي وسط لندن كانت هناك حافلات مكتوب عليها "مجرم حرب"، وعبر الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال هاشتاغ عن رسالة واضحة، وهي أن لندن لا ترحب بولي العهد، فيما ركن ناشطون من منظمة "أفاز" شاحنة صغيرة أمام البرلمان، وعليها دعوة لتيريزا ماي، بأن عليها إبلاغ ولي العهد هذه الرسالة: "اوقف الحرب وابدأ التفاوض من أجل السلام".
ويبين الكاتب أن منظمة "أنقذوا الأطفال" في لندن استغلت الفرصة للتركيز على مأساة الأطفال اليمنيين، ودعت بوريس جونسون لحثه على وقف الحرب في اليمن، مشيرا إلى أنه من غير الواضح من ربح حرب العلاقات العامة.
وتورد الصحيفة أن عددا من الدعايات التي مدحت ابن سلمان تعرضت للسخرية، حيث ظهرت إلى جانب مقالات تتحدث عن الفساد في السعودية، حيث كتب جيمس جونز: "هذه الدعايات عن ولي العهد السعودي في كل مكان، حتى إلى جانب مقالات عن الفساد في السعودية في صحيفة (الغارديان)".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن صدى الاحتجاج تردد خارج مقر الحكومة في البرلمان، حيث هاجم زعيم المعارضة جيرمي كوربين رئيسة الوزراء ماي في جلسة المساءلة الأسبوعية، واتهم الحكومة بالتواطؤ لارتكاب جرائم حرب في اليمن.