هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت حادثة استهداف موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، بعبوة ناسفة، خلال زيارة مفاجئة لقطاع غزة ردود فعل واسعة في الشارع الفلسطيني، وسط تساؤلات حول دوافع ذلك ودلالاته، ومن المستفيد منه.
زيارة مفاجئة
وأدانت الفصائل الفلسطينية، حادث التفجير الذي وقع خلال مرور موكب الحمدالله ظهر أمس في قطاع غزة، بالقرب من معبر بيت حانون (إيرز) شمالي قطاع غزة، دون وقوع إصابات، ودعت تلك الفصائل الجميع إلى التريث والإسراع في التحقيقات لمعرفة من يقف خلف عملية التفجير.
وقال مصدر أمني في قطاع غزة لـ"عربي21"، إن زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني برفقة رئيس جهاز المخابرات العامة، كانت مفاجئة ولم يتم الترتيب لها مسبقا مع الجهات الأمنية في غزة من أجل حماية الموكب.
اقرأ أيضا: ماجد فرج: من المبكر اتهام أحد بحادث التفجير لموكب الحمدالله
وفي قراءته الأمنية لحادث التفجير "المفتعل"، أكد الخبير في الأمن القومي، إبراهيم حبيب، أن "المستفيد الأول من هذا التفجير، هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، الذي يريد أن يتهرب من اتفاقات المصالحة الفلسطينية، ويتنصل من استحقاقاتها، ويحمل حركة حماس المسؤولية".
وبحسب تقديرات حبيب، فإنه رجح في حديثه لـ"عربي21"، أن "من يقف خلف هذا التفجير المفتعل، هو المخابرات الفلسطينية في رام الله"، مستدركا بقوله: "لكن يجب علينا الانتظار، فهذا تحليل مبدئي أولي حتى تتضح الأمور وانتهاء التحقيقات في الحادث".
وأضاف: "في هذه اللحظة نحن لا نستطيع أن نوجه أصابع الاتهام لأي جهة كانت"، لافتا إلى أن "العديد من الحكومات والأطراف السياسية، تستخدم مثل تلك الأعمال الاستخباراتية لتحقيق أغراض وأهداف سياسية خاصة بها".
ورأى الخبير الأمني، أن "حركة حماس التي تستضيف الوفد الأمني المصري الذي يتابع إتمام عملية المصالحة في غزة، غير مستفيدة من هذا الحدث الذي يضر بها كثيرا"، مضيفا أن "صاحبة المصلحة من هذا التفجير هي حكومة الحمدالله"، وفق تقديره.
مربع الصفر
من جهته، رأى الخبير الأمني، كمال التربان، في تقديره أن "الاحتلال الإسرائيلي، يستخدم عادة مثل هذه الأوراق والأساليب، ليس بغرض تصفية أو قتل شخصية ما، وإنما بهدف خلط الأوراق ورد الأمور إلى مربع الصفر".
اقرأ أيضا: هكذا علق سياسيون ومحللون على حادث تفجير موكب الحمد الله
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "الاحتلال لا يرغب بأن يحقق الشعب الفلسطيني المصالحة أو حتى تفاهمات تفضي لإنهاء حالة الانقسام"، موضحا أن "مثل هذا السلوك يسهل على الذين يريدون توتير الأجواء وتمزيق الفلسطينيين تحقيق ما يسعون له، خاصة أن الحدث وقع في قطاع غزة، رغم أن الوضع الأمني الأضعف يوجد في الضفة الغربية المحتلة".
وقال التربان: "لو كانت هناك محاولة من طرف ما لاغتيال الحمدالله، لكانت الضفة بشوارعها الواسعة والممتدة أسهل عليه لتنفيذ ما يخطط له"، مؤكدا أن "التفجير جاء فقط لخلط الأوراق وتأزيم الواقع الفلسطيني وإيجاد مبرر لكل من يريد أن يشوش على واقع المصالحة التي يحرص على تحقيقها كل المخلصين في الشارع الفلسطيني".
ولفت الخبير الأمني، أنه في "بعض الأحيان يكون هناك لعب سياسي لخلق واقع معين، لكنني لا أظن أننا في هذا المربع"، منوها أن "مثل هذه الأحداث والتفجيرات، تفتعل أحيانا من قبل الجهة المستهدفة ذاتها لأغراض معينة؛ وهذا أمر مستبعد في هذه الحادثة لأن المخاطرة تكون كبيرة جدا، أو من جسم معاد مثل الاحتلال الذي يريد توتير الأجواء، وهو السيناريو المرجح لدينا".
وأشار إلى أن "خطورة مثل هذه الأعمال، تكمن في إمكانية إلقاء القبض على المنفذين، وكشف الجهة أو الجهات التي تقف خلفهم، وذلك كما حدث في محاولة اغتيال الاحتلال للقائد خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي السابق لحماس) في الأردن عام 1997، حيث خلقت محاولة الاغتيال أكبر أزمة أمنية بين عمان والكيان الصهيوني في ذلك الوقت".