هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتب ديفيد إغناطيوس، يعلق فيه على عزل الرئيس دونالد ترامب لوزير الخارجية ريكس تيلرسون يوم الثلاثاء، مشيرا إلى أن هذا القرار يزيح عقبة من أمام ترامب المتهور.
ويبدأ الكاتب مقالته بالقول إن "(المخرب العظيم) و(ولد الكشافة) عادة لا يشكلان شراكة مريحة، ولهذا كانت هناك حتمية في إعلان ترامب يوم الثلاثاء إقالة تيلرسون من منصبه وزيرا للخارجية، ويعين مكانه مايك بومبيو، الرجل الذي أراد تعيينه في هذا المنصب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي".
ويشير إعناطيوس في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "بومبيو الاجتماعي المغامر أقام علاقة سهلة مع ترامب، أكثر مما حققه تيلرسون الحذر والصامت، فوزير خارجية ناجح عليه أن يكون قادرا على الحديث مع الرئيس، وهو ما لم يكن تيلرسون قادرا على عمله، ويمكن لبومبيو عمله".
ويصف الكاتب النبرة التي يعلن فيها ترامب تعديلات في حكومته بأنها "تشبه نبرة قائد أعلى مبتهج يقوم باختيار (حكومة حرب)، مع أن التحديات في الوقت الحالي هي دبلوماسية، ففي لقاء ترامب مع الزعيم الكوري، الذي ربما كان ذروة رئاسته، سيكون بومبيو المستشار الرئيسي للرئيس وربما موفده".
ويلفت إعناطيوس إلى أن ترامب تحدث عن بومبيو واصفا إياه بأن لديه "طاقة هائلة وعقل كبير"، وقال عن تيلرسون: "لقد اختلفنا في أمور"، مشيرا إلى الملف النووي الإيراني، وأضاف: "لم نكن نفكر بالطريقة ذاتها".
ويعلق الكاتب قائلا إن "تيلرسون الجريح كان في أفضل حالاته عندما ألقى خطابه الوداعي، رغم التعب والإجهاد الواضحين عليه، وأشار إلى الجهود الدبلوماسية في محاولة حل الأزمة مع كوريا الشمالية، واعترف بعدم قدرته على تشكيل السياسة بشأن سوريا والصين وروسيا، وبدلا من الشهادات العادية للرئيس، الذي عامله بطريقة سيئة، فإنه حيّا العاملين معه في الخارجية وشكرهم، كما شكر وزارة الدفاع".
ويقول إعناطيوس إن "إقالة تيلرسون جاءت لتنهي عاما من المعاملة المهينة، ومثّل الرئيس، الذي واصل تسريباته وتغريداته وعدم ارتياحه من تيلرسون، ومن هنا فإن الخطر هو قيام بومبيو، الذي في انسجام جيد مع الرئيس، بنزع الصمامات التي عملت على كبح النزعات التخريبية لترامب".
ويفيد الكاتب بأن "تيلرسون قدم نصيحة دبلوماسية تقليدية للرئيس، حيث حذره من خطورة إفراغ الملف النووي الإيراني من محتواه، ومن عدم بدء حرب تجارية، أو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والتحركات الأخرى، وعمل تيلرسون بالترادف مع وزير الدفاع جيمس ماتيس، وانكسر هذا المحور، بحيث ترك وزير الدفاع في وضع ضعيف"
ويبين إغناطيوس أن "بومبيو يعد من أكثر مديري (سي آي إيه) ارتباطا بالسياسة في تاريخ الوكالة، حيث عمل شبه مستشار للسياسات، بالإضافة إلى عمله مديرا للوكالة، وقد أحب العاملون في الوكالة أسلوبه الصدامي، مع أنهم خافوا من حرمان الوكالة من استقلالها، ففي أحاديثه العامة كان بومبيو صداميا في دفاعه عن الإدارة، وهو ما أثار فرحة ترامب".
وينوه الكاتب إلى أن "بومبيو يتميز بالقدرة على التواصل السهل، وربما كان قادرا على إصلاح عدد من المشكلات في وزارة الخارجية، وسيتحدث للإعلام وللموظفين أكثر، ويحثه زملاؤه على تعيين سفراء من أصحاب الخبرات، بشكل يعزز من معنويات الموظفين في الوزارة".
ويعتقد إغناطيوس أن "خطأ تيلرسون الكبير هو عزلته عن موظفي وزارته، حيث أدى عمله في الوزارة إلى مشكلة حقيقية لموظفيها، ما أدى إلى خروج عدد من الموظفين بشكل أسبوعي منها".
ويعلق الكاتب على تعيين نائبة بومبيو مديرة للمخابرات، قائلا: "هي، وإن حظيت بدعم من الموظفين، إلا أن تأكيد تعيينها في الكونغرس سيكون صعبا؛ بسبب علاقتها بالسجون السرية".
ويجد إغناطيوس أن "الثنائي تيلرسون- ماتيس في الشؤون الخارجية سيضعف لصالح ترامب- بومبيو، وربما كان تنفيذ السياسة أسهل على دبلوماسي يعلم كيفية التعامل مع الرئيس، لكن ما سيتركه عزل تيلرسون هو أنه سيزيل الكوابح عن تصرفات الرئيس المتهورة".
ويستدرك الكاتب بأنه "رغم حنق ترامب على الرجل الذي وصفه بالأبله، إلا أن تيلرسون قدم له نصائح منطقية وصحيحة بشكل عام، حول إيران والصين وكوريا الشمالية".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "الرئيس سيكون في حالة مريحة، حيث سيطر على كل شيء يساعده في هذا بومبيو، والمشكلة هي أنه قد يكون دوسه على الوقود في وقت يريد الرئيس أن يدعس على الكابح".